الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:36 م

حسين القاضي
A A

سلبيات معرض القاهرة للكتاب

 معرض القاهرة الدولي محفل ثقافي عظيم أُقيم عام 1969، بمناسبة الاحتفال بألفية القاهرة، في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ووزير الثقافة ثروت عكاشة، بدأ المعرض في أرض الجزيرة (دار الأوبرا حاليا)، ثم انتقل إلى (مدينة نصر)، وأخيرا انتقل إلى مقره الحالي في (القاهرة الجديدة)، في شكل بديع، لا يقل روعة عن أكبر معارض الكتاب الدولية في العالم، بل يأتي ثانيا أو موازيا لمعرض فرانكفورت الدولي في ألمانيا، حتى إن البعض يذهب إلى عدم المقارنة بينهما، بالنظر إلى أن معرض فرانكفورت مخصص لعقود النشر وحقوق الترجمة، بينما معرض القاهرة الدولي مخصص للجماهير والقارىء أولا. 


الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بمعرض الكتاب الدولي، من خلال التطوير الشامل، مما جعل معرض القاهرة، حتى الأطفال خصص لهم المعرض صالة خاصة (صالة 5)، مع الترفيه الجاذب للأطفال، لضمان جذب الأسر المصرية، فالمعرض تجربة ثرية من أنجح التجارب المصرية.


ولم يعد معرض القاهرة مقصورا على النخبة الثقافية، لكنه جذب آلاف الأسر من مختلف القرى والمدن، وآلاف الشباب من الجامعات وطلبة الثانوية، فالكتاب مازال هو الوسيلة الأساسية للتثقيف الجيد، دون التقليل من مصادر المعلومات الأخرى.
كما نجح المعرض في استقطاب دور النشر الكبرى في الوطن العربي، مع وجود العديد من الندوات يشارك فيها العلماء والمفكرون والمثقفون والأدباء، ومع ذلك لا يخلو المعرض من سلبيات نتمنى تداركها في المعارض القادمة، نسجل منها:


1-ضرورة تنظيم المعرض عدد كبير من محافظات مصر، وتتولى المحافظة أو رجال الأعمال بها الإنفاق على المعرض بدعم من وزارة الثقافة، لأنه وسط الغلاء الشديد يصعب على من هم خارج القاهرة الاستفادة من المعرض، ويبقى المعرض محصورا على القاهرة الكبرى، إلا في حالات نادرة.


2-ضرورة قيام الجامعات والمدارس المصرية بعمل رحلات للطلاب إلى معرض الكتاب، فهذه فرصة طيبة ترسخ ذكرياتها في ذهن الطلاب، وقد تكون سببا كبيرا في علو هممهم نحو القراءة وإثراء حياتهم الثقافية.


3-مشكلة التعامل مع معرض الكتاب بنفس وآليات منطق التعامل مع معارض السلع الأخرى (سيارات – عقارات – ملابس – مستحضرات تجميل)، فنجد المبالغة في تقدير سعر إيجارات الأجنحة لدور النشر؛ مما ينعكس على أسعار الكتب، متناسين أن معرض الكتاب حق وخدمة ثقافية تُقدم من الدولة لمواطنيها لرفع مستوى الوعي والمعرفة، وهذه نقطة أشار إليها الأستاذ إسلام عبد المعطي في مقال له بمجلة الهلال في عددها الأخير المخصص عن معرض الكتاب بالقاهرة.


4-أمر آخر متعلق بالأزمة الاقتصادية في مصر، مما يؤثر على شراء الكتب، حتى إن كان الإقبال على المعرض بأعداد كبيرة، لكن الأعداد الكبيرة لا تعني بالضرورة الإقبال على شراء الكتب، فالشكوى مستمرة من غلاء الكتب، لكن أيضا هناك أمر متعلق بسوء تنظيم عملية الإنفاق، مما يؤدي إلى العجز عن شراء الكتب، وهذا يحتاج التقليل مما ينفقه الشخص على الكماليات أو غير المفيد.


5-من منغصات معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، ارتفاع أسعار المطاعم إلى حد كبير، وهذا يسهم في إرهاق زائر المعرض، لا سيما وأن معرض القاهرة الدولي يقع في منطقة نائية، وهو ما تستغله المطاعم لرفع الأسعار، وذلك يمثل ثقلا على من يذهب للمعرض بأسرته وأولاده.
-الازدحام على شباك التذاكر عند الدخول من سلبيات المعرض، ويقدم صورة مسيئة لمصر، وهي مشكلة سنوية معتادة، لابد من العمل على حلها.


6- اختفت سيارات النقل الصغيرة المجانية التي كانت تنقل زائر المعرض بين أجنحة المعرض، وهذا مثَّل إرهاقا شديدا لزوار المعرض، فمن الصعوبة الانتقال مشيا على الإقدام من صالة 1 إلى صالة 3 أو 4 مثلا، لبُعد المسافات بين الصالات، لاسيما على كبار السن وأصحاب الظروف الخاصة.

search