السبت، 06 يوليو 2024

07:20 م

الهند تعود إلى سيرتها "الدموية".. انفلات بعد هدم "طائش" لمنشآت إسلامية

الاقتتال في الهند

الاقتتال في الهند

ميار مختار

A A
سفاح التجمع

تشهد الهند اشتباكات دموية بين المسلمين من جانب، والهندوس والشرطة الهندية من جانب آخر، على خلفية هدم مسجد ومدرسة إسلامية، لتعيد إلى الأذهان مجددا تاريخا طويلا من الهجمات الدموية ضد الأقلية المسلمة والاضطهاد العنصري الذي يعانيه مسلمو الهند في بعض المناطق الساخنة.

هدم المسجد

هدمت هيئة تنمية دلهي، بصفتها منظمة تخطيط حضري تديرها الحكومة الفيدرالية، مسجد "أخوندجي" الواقع في غابة مترامية الأطراف بمدينة مهرولي، بدعوى أنه "غير قانوني"، ولكن الأهالي هناك أكدوا أن المسجد والمدرسة مملوكتان لمجلس وقف دلهي، المسؤول عن صيانة الممتلكات الإسلامية في المدينة، لافتين إلى أن السلطات لم تعطهم إشعارًا كتابيًا قبل الهدم، وأن الإثباتات على قانونية المسجد أخذت منهم.

الشرطة تفرض حواجز امام المسجد المهدم

هدم المدرسة

لم تكتفِ الهيئة بهدم المسجد فقط، وإنما طال الهدم مقبرة مجاورة ومزارا لأحد الصوفيين يقع داخل مجمع المسجد، وفي المدرسة الإسلامية المجاورة للمسجد كان يعيش نحو 25 طالبًا، معظمهم من الأيتام، وبحجة أن الأرض التي تحمل تلك المباني تابعة لها.

من داخل المسجد بنيودلهي

وفي أعقاب ذلك طالت عمليات الهدم، من قبل السلطات بعض المباني التاريخية الأخرى في مهرولي، والتي يوجد به ضريح أحد الصوفيين الأوائل في دلهي، فيما وصف ناشطون في مجال الحفاظ على البيئة الخطوة بأنها حملة تدمير "طائش" للتراث الجماعي والإسلامي، وفندوا ذلك بأنه من بين 20 مبنى ديني من المقرر إزالته في سانجاي، هناك 16 مزارا إسلاميا، وأربعة معابد.

5 قتلى في الهند

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أن 5 أشخاص لقوا مصرعهم في مقاطعة هالدواني، وأصيب عشرات آخرين في مواجهات على خلفية هدم المدرسة والمسجد، وأشارت الشرطة إلى أن محتجين مسلمين ألقوا الحجارة باتجاه الشرطة، ما دفع هؤلاء إلى الرد بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وأفاد مراسلها أن السكان الهندوس يهتفون بشعارات مناهضة للمسلمين ويلقون الحجارة على الحشد.

قبائل هندوسية تستهدف مواطن هندي مسلم

حظر تجوال

السلطات المحلية قطعت في هالداواني خدمات الانترنت وأغلقت المدارس، كما فرضت حظر تجول ومنعت التجمعات الكبيرة، وقال النائب عن حزب المؤتمر المعارض، سوميت هريديش، إن أعمال العنف كانت بسبب "الإجراءات المتسرعة" التي اتخذتها الإدارة. 

جوجارات 2002

في 2002، قتل أكثر من 1000 مسلم على الأقل خلال أعمال شغب، وفي 21 أبريل 2023، برأ القضاء الهندي 68 شخصا بينهم وزيرة سابقة من تهم القتل، بعدما شهدت الولاية الواقعة غرب الهند أعمال اقتتال نالت من المسلمين، واندلعت بعد مقتل 59 حاجا هندوسيا في حريق بقطار.

التظاهر في الهند

وركزت المحاكمة على مقتل المسلمين وخلصت بعد 14 عاما إلى تبرئة المتهمين، ومن بينهم وزيرة سابقة في حكومة الولاية وزعيما جماعتين هندوسيتين، مرددين شعارات هندوسية بعد إعلان الحكم.

42 قتيل 2022

في 28 فبراير 2022، بلغ عدد القتلى من المسلمين 42 قتيلا، خلال موجة العنف التي ضربت العاصمة الهندية، نيودلهي، بعدما اندلعت أعمال عنف بين مسلمين وهندوس في شمال شرقي نيودلهي في 24 فبراير، ولم يتضح حينها منْ يقف وراء أعمال الشغب، وعلى إثر ذلك وصل عدد الموقوفين على خلفية المواجهات إلى أكثر من 600 شخص.
 

مظاهر من الاقتتال في الهند

وكانت شرارة هذه الاشتباكات قانون الجنسية، الذي رأى المسلمون إنه مجحف بحقهم، بعدما كان البرلمان الهندي اعتمد قانونا جديدا يقضي بمنح الجنسية لأبناء الأقليات التي تعاني الاضطهاد الديني في 3 دول مجاورة هي: بنغلاديش وباكستان وأفغانستان، ويشترط أن يكونوا قد دخلوا الهند قبل 31 ديسمبر 2014، وألا يكونوا من المسلمين.

مذبحة نيلي

5 آلاف مسلم قٌتلوا في الهند، في مذبحة "نيلي"، وأشارت أصابع الاتهام نحو "عصابات هندوسية" في 18 فبراير 1983، بولاية آسام شرقي الهند، والتي تعد الأكثر دموية بعد الحرب العالمية الثانية.
نتائج الانتخابات المحلية، والاتهامات حول التلاعب بها من قبل القوميين المتطرفين نحو المواطنيين المسلمين، كانت السبب في إفراز هذا العراك السياسي المحتدم، ونالت الاتهامات حينها أيضًا الشرطة الهندية، حول التؤاطؤ مع القتلة من القوميين الهندوس.

مظاهرات للمسلمين بالهند احتجاجًا على التعامل معهم

وسبق تلك الفترة قضايا سياسية أخرى مثل "قضية المهاجرين غير الشرعيين"، و"قضية حزب "اتحاد طلاب آسام"، فضلًا عن الانتخابات الفرعية التي طلب مرارًا تأجيلها إلا أن حكومة أنديرا غاندي، أصرت حينها على إجراء الانتخابات في موعدها، متعهّدة ببعث قوات من الشرطة والجيش للتأمين، إلا أن عصابات من قبيلة لالنجو هاجموا القرية من 3 مداخل، كما حاصروا 13 قرية مسلمة أخرى، مسلَّحين بالأسلحة البيضاء والعصيّ وبعض البنادق.

search