الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:26 ص

اجتياح مرتقب لـ رفح الفلسطينية.. ماذا يحدث جنوب غزة؟

خيام رفح

خيام رفح

ميار مختار

A A

قبل يومين، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أن قواته تخطط لتوسيع العمليات العسكرية، وصولًا إلى رفح الفلسطينية، وهو ما أكده بيان صادر عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال إنه “من الضروري القيام بعملية عسكرية مُكثّفة في رفح”.

تصريحان وراءهما الكثير؛ فبعد عمليات عسكرية استمرت على قطاع غزة بكاملة، لما يزيد عن أربعة أشهر، راح ضحيتها ما يزيد عن 28 ألف شهيد، بينهم نحو 15 ألف طفل، وأضعافهم مصابون، وتدمير ما يزيد عن 70 ألف مبنى، ونزوح نصف مليون إنسان إلى الجنوب، يقرر جيش الاحتلال توسيع نطاق الدمار، وهو ما يطرح أسئلة عدة، حول الوجهة الجديدة لنزوح مئات الآلاف، وما إذا كان المقصود إجبار الفلسطينيين على الدخول إلى شبه جزيرة سيناء.

تخطيط مسبق

وزير الدفاع الإسرائيلي أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى تل أبيب قبل أيام، بأن حكومته تنوي شن عمليات عسكرية أخرى، والتوجه نحو رفح وضربها، لتصفية قادة حماس الذين نزحوا، وفق الإدعاءات الإسرائيلية، جنوبًا.

فيما  أوعز نتنياهو للجيش وللمؤسسة الأمنية برفع خطة مزدوجة إلى مجلس الوزراء، تركّز على إجلاء السكان وتدمير حماس.

ولمّح مسؤولون إسرائيليون، مؤخرًا إلى وجود استعدادات إسرائيلية من أجل عملية عسكرية في رفح، لممارسة الضغط على حماس، بالتزامن مع جهود الوسطاء من أجل التوصل إلى صفقة تفضي إلى الإفراج عن الرهائن.

إجلاء المدنيين

هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أعلنت أن الهجوم على رفح "لن يبدأ قبل إجلاء واسع للمدنيين والتوصل إلى اتفاق مع مصر"، ونوهت إلى أن الجيش يعتزم إعادة آلاف الفلسطينيين إلى شمالي غزة ضمن خطة لبدء العملية البرية في رفح جنوبي القطاع.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء أمس، عن أنّ خطة العملية البرية في مدينة رفح أعدت منذ نحو 3 أسابيع، وعلى موقعها الإلكتروني، قالت الصحيفة الإسرائيلية، إن الجيش صدّق عملياً على خطته التي حضرها للعملية العسكرية في رفح والتي تشمل أيضاً إخلاء السكان من هناك.

وبدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، صامويل وربيرغ، إن "الولايات المتحدة تؤكد بشكل عام ضرورة أن تتخذ إسرائيل كافة الاحتياطات الممكنة لتجنب الإضرار بالمدنيين خلال عملياتها.. بما في ذلك المدنيين والبنية التحتية الإنسانية في رفح، حيث يتواجد حاليا أكثر من مليون شخص".

أصوات داخلية

موقع "والا" العبري، نشر أول أمس، تقاريرًا قالت إن أصواتاً تزداد داخل المستوى الأمني الإسرائيلي بشكل عام، وفي قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص، تطالب بعملية برية في منطقة رفح.

صحيفة "إسرائيل هيوم"، ذكرت في تقرير لها أمس أن إسرائيل تدرس إجلاء سكان رفح إلى شمال القطاع قبل هجوم محتمل على المدينة، لكن الصحيفة قالت نقلا عن مصادر أن خطوة كهذه لن تتم قبل مارس المقبل.

صفقة الأسرى

تتخذ إسرائيل من الصفقة مبررًا، وتحاول تحميل حماس مسئولية فشلها المحتمل، من خلال حديثها المتكرر عن صعوبة قبول طلبات الحركة، لتسهيل اجتياحها لرفح، إلا أن التخطيط المسبق والتي كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية يكشف عن نوايا مبيتة بمعزل عن الصفقة.

مصادر قطرية ذكرت لموقع "سكاي نيوز"، أن "الوسيط القطري نقل لحماس تهديدا إسرائيليا، بأنه حال رفض الصفقة فسيتم اجتياح رفح"، وكان رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثان، أكد أن المفاوضات بين الطرفين بناءة وترعى مصر وقطر في القاهرة منذ فترة مفاوضات لبحث صفقة تبادل الأسرى والرهائن.

خلاف داخلي 

القناة 12 العبرية، تحدثت عن “جدال دائر” بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، بشأن الاجتياح البري لرفح، موضحة في تقريرها أن نتنياهو أصدر تعليماته للجيش، من أجل التحضير بسرعة لعملية في رفح، لكن هاليفي أصر على وجود شروط معينة لذلك رغم أن الخطة لدى الجيش، وهى الحاجة إلى "ظروف تمكينية"، منها إخلاء المنطقة، والتنسيق مع مصر.

ولفتت القناة إلى أن نتنياهو، أبلغه بأن الوقت ضيق، وأن الانتهاء من كتائب حماس في رفح، يجب أن يتم قبل رمضان، وأنه يجب أن تنتهي العملية خلال أسبوعين فقط، وبالتالي لا إمكانية في الانتظار حتى مارس، وهو ما نقله القناة وفق مصادر مطلعة بالرغم من محاولات حجب التسريبات حول الخلاف.

مخاوف دولية

العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح، تثير قلقاً عالميًا، خصوصًا في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ومئات آلاف من النازحين الذين وصلوا إليها من مناطق أخرى في القطاع، دمّرها جيش الاحتلال خلال حملة القصف الممنهج المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أعلن أمس إن أي تحرك من إسرائيل لتوسيع عمليتها البرية في غزة لتشمل مدينة رفح المكتظة قد يُفضي إلى "جرائم حرب يجب منعها بأي ثمن".

كما أكد مصدر إسرائيلي إلى وسائل إعلام أن بلينكن أعرب عن قلقه من الاجتياح البري في مدينة رفح خصوصًا مع امتلائها بالسكان.

حماس تحذر

وحذرت حركة "حماس" من خطورة توسع عدوان الاحتلال المستمر ضد قطاع غزة ليشمل مدينة رفح المكتظة بالسكان التي يتواجد فيها أكثر من 1.4 مليون مواطن فلسطيني نازح، يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية نتيجة استمرار العدوان وجرائم الاحتلال الإرهابية المتوحّشة.

وقالت في بيان لها إن موقف الإدارة الأمريكية بعدم دعمها للهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عن تبعات هذا الهجوم وما سيترتب عنه من مجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل.

ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في مدينة رفح.

وقال المتحدث باسم حركة فتح عبدالفتاح دولة، إننا "نحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية عن أي تصعيد سيقوم به الاحتلال الإسرائيلي في رفح". 
وأضاف في تصريح لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الرفض الأمريكي للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح "مناورة سياسية"، ولا بد من اتخاذ إجراءات فعلية لوقف الاجتياح المحتمل 
 

search