الأحد، 24 نوفمبر 2024

02:17 م

الأونروا على شفا الانهيار.. صرخة مدوية من بوريل ولازاريني لإنقاذ غزة

النازحون الفلسطينيون إلى رفح الفلسطينية

النازحون الفلسطينيون إلى رفح الفلسطينية

ميار مختار

A A

لطالما تجددت النداءات والاستغاثات من دول العالم العربي والغربي -اللهم تلك التي علقت إمدادات وتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"- حول ضرورة مساعدة المنظمة وعدم وقف تمويلها في ظل الوضع الإنساني والكارثي الذي يتعرض له القطاع المحاصر وأهله تحت وطأة الضرب الإسرائيلي الممنهج، إلا أن الولايات المتحدة وحلفائها لم يلقوا بالًا.

بوريل في مؤتمر صحفي

الاتحاد الأوروبي، وتحديدًا ممثل السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد، جوزيب بوريل، قال أمس الاثنين، في مؤتمر صحفي، إن هناك توافق مع المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على أن دعم الفلسطينيين في قطاع غزة وخارجها من مهام الوكالة، معلنًا أنه ناقش مع الأخير الحاجة المُلحة لدعم عمل الوكالة في غزة وخارجها.

تداعيات وقف التمويل

بوريل يعي أن وقف خدمات المنظمة الأممية، ستكون له تداعيات كارثية على ملايين الأشخاص، خصوصًا وأن المنظمة تقدم مساعدات لملايين الفلسطينيين في بلدان عدة منها الأردن وسوريا ولبنان والضفة وتوقفها يتسبب في كارثة.

دول لم تفعلها

"انقسام في مواقف الدول الأوروبية بشأن وقف إطلاق النار بغزة وتمويل الأونروا"، أشار إليه بوريل، منوهًا إلى أن دول أوروبية كثيرة لم توقف دعمها للأونروا بل قررت تكثيف مساعداتها للوكالة، وكانت كلًا من أسبانيا والنرويج قد أعلنتا عدم وقف تمويل الوكالة الأممية بل قررتا زيادة التمويل.

وأشار إلى أن الدول الأوربية متفقة على أن دور الأونروا أساسي ولا يمكن أن يتوقف، في وقت كانت فيه 18 دولة وهي، الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وأيسلندا ورومانيا وإستونيا والاتحاد الأوروبي، قد أوقفوا التمويل بالفعل، منذ 26 يناير الماضي.

وجود بديل

مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي، أكد أيضًا أنه لا يمكن حل الوكالة الأممية قبل إيجاد حل لملف اللاجئين الفلسطينيين تمامًا، أو بديل لها بالقطاع، مشيرًا إلى أن ذلك يتم في الوقت الذي تم إطلاق تحقيق بمشاركة الاتحاد الأوربي بشأن اتهام 13 موظفا بالأونروا بالمشاركة بما يصفوه بـ"هجمات 7 أكتوبر الماضي"، في إشارة لعملية "طوفان الأقصى".

وأكد بوريل أن الأمم المتحدة ستضمن تحقيقات شفافة ومستقلة ومحاسبة فردية؛ إذا ثبت تورط بعض موظفي الأونروا في الهجوم.

وقف تصدير الأسلحة

دعا جوزيب بوريل إلى "وقف تصدير الأسلحة" إلى إسرائيل، مبررًا "نتنياهو لايسمع لأحد ويريد إخلاء غزة تمامًا.. ولا أحد يعرف إلى أين يمكن أن يذهب سكانها، ما يتطلب وقف تصدير الأسلحة".

وأردف "الجميع يترجى إسرائيل للعدول عن استمرار القتل ولكن يجب إيقاف التصدير عوضًا عن الترجي.. نعلم أن الجميع سيفعل ذلك حال قررت الدول والمجتمع الدولي أنها مذبحة وأن تل أبيب قتلت الكثير ولا نعلم ماهو الكثير بالنسبة اليهم!".

وكانت محكمة هولندية قد قضت بوقف تسليم إسرائيل قطع غيار لطائرات "35 F".

الحدود المصرية

بوريل قال أنه يتم دفع مئات الآلاف في غزة عنوة للحدود المصرية، لافتًا إلى أن أخبار مفزعة بسبب هجمات إسرائيل على القطاع المحاصر تصل إليه.

ومن جانبه، أعرب المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، عن شعوره بقلق متعاظم بشأن العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية، قرب الحدود المصرية، مستطردًا "هناك حالة فزع وهلع كبيرة في غزة من النتائج المحتملة لهجوم إسرائيلي وشيك في رفح".

الأونروا تستغيث

وفي استغاثة، نوه لازاريني إلى وجود نقص في الغذاء وبوادر مجاعة في شمال قطاع غزة، خصوصًا مع وقف عبور شاحنات المساعدات الأممية أمس الأحد، ما تسبب في قتل عدد من الفلسطينيين، وتحديدًا 5% من السكان في قطاع غزة قتلوا أو فقدوا وعددهم أكثر من 100 ألف، فيما يوجد أكثر من 17 ألف طفل دون عائلة.

وجدد التاكيد على عدم وجود إدارة بديلة للأونروا في غزة قادرة على تقديم الخدمات الضرورية لأطفال القطاع، مبينًا أن وقف عمل الأونروا بناء على رغبة إسرائيل سيؤثر على الاستجابة الإنسانية وسيحرم نحو نصف مليون طفل بغزة من العودة للمدارس.

لازاريني أصدر قرارًا بوقف عمل الموظفين المتهمين في "هجمات 7 أكتوبر" على الرغم من عدم توفر الأدلة بشأن ذلك حتى الآن، وشدد على إجراء تحقيق بشأن مزاعم مشاركة عدد من موظفي الوكالة مع مطالبة الجانب الإسرائيلي بتزويد الأونروا بالمعلومات حولها لضمان شفافية التحقيق، خاصة وأنها لم تشارك معلومات أو أدلة بشأن مزاعم التورط.

لا أمان في غزة

ليس هناك أي فكرة ما ماهية المكان الأمن في قطاع غزة، ولا يعرف إلى أين يجب أن يذهب اللاجئون في غزة فلامكان أمن، وفق المفوض العام للأونروا.

وأضاف "أماكن الاونروا كانت يجب أن تكون مكان للجوء إليها ولكن اليوم حتى المستشفيات ليست في مأمن من القصف الإسرائيلي، والأمم المتحدة تحذر من مخاطر تصاعد التوترات وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة بإكملها".

بلجيكا تدافع

المؤتمر الصحفي المشترك، ضم أيضًا وزيرة التنمية البلجيكية، حجة لحبيب، ذكرت فيه أنه لا بديل عن "الأونروا" في القطاع، وأن حماية المدنيين لا بد وأن تكون أولوية، كما أكدت على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

لحبيب قالت أنه من الضروري احترام القانون الإنساني والالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية، فضلًا عن وقف "العنف الشنيع" في غزة وأي هجوم إضافي في جنوب القطاع سيفضي لسقوط المزيد من القتلى والجرحى.

واختتمت الوزيرة البلجيكية قائلة إن "سفير إسرائيل لدى بلدها لم يوفر أي معلومات بشأن تورط موظفين بالأونروا في هجمات أكتوبر".

search