وكيف لا نحب محمد بن راشد؟
يروادني أمل كبير في أن نكون أكثر انفتاحاً على الآخرين، نستلهم تجاربهم، ونتعم~ق في قراءة أفكارهم ومواقفهم وخبراتهم، فحركة التطور عبر التاريخ قامت على ذلك.
ولم تتقدم دول أو تنشأ حضارات عظيمة دون الاستفادة من غيرها، لذا لعبت الهجرات والترجمات دوراً عظيماً في نقل المعرفة بين الشعوب..
ووحدها الأمم التي لم تنغلق على نفسها أو تتعامل مع الآخر باستعلاء وغرور، هي التي نمت وتطورت وسجلت اسمها بحروف من نور في سجل أعظم الحضارات..
وحدهم الذين يعيشون في دولة الإمارات، أو يزورونها باستمرار هم الذي يدركون قيمة قائد استثنائي بكل المقاييس إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي..
دعكم من القوالب المحفوظة، والآراء المبنية على استقطاب كريه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وتحلوا بقدر من الموضوعية، وحاولوا أن تفهموا لماذا تحولت دبي إلى علامة تجارية، ووجهة لأفضل العقول والمستثمرين والسياح من شتى بقاع الأرض..
جرب أن تسافر إلى أي دولة في العالم، وقل لأحدهم أنك قادم من دبي، وستدرك ماذا أقصد بأن تتحول مدينة إلى حلم وشغف سواء بقصد الزيارة أو للمعيشة..
هذا هو الواقع، ومن الأفضل للراغبين في التطور والبناء والتخطيط والنهوض أن ينظروا بعين سوية إلى نموذج دبي، ويمكن أن نبدأ -أو إذا شئتم- يمكن أن نتوقف فقط داخل مطار دبي دون الحاجة إلى مغادرته لندرك طبيعة هذه التجربة، وقيمة الرجل الذي حول الحلم إلى حقيقة .. وحرث البحر..
لغة الأرقام بليغة وكفيلة بإشباع عواطف المحبين وإخراس الكارهين، لقد تأسس مطار دبي عام 1960 كمحطة طيران لمدينة صغيرة غير معروفة ليستقبل في بدايته مئات من المسافرين والرحالة، لكن بتخطيط وإخلاص رجل متفانٍ من أجل بلاده تحول إلى أحد أفضل المطارات في العالم، مستقطباً أكبر عدد من المسافرين.
ولك أن تتخيل أنه وصل إلى 500 مليون مسافر خلال 50 عاماً فقط، لكن هذه ليست المعجزة مقارنة بأنه احتاج سبع سنوات إضافية فقط ليصل إلى مليار مسافر في عام 2018.
ومن الطبيعي أن نظن في ظل هذا التدفق الرهيب من البشر على مطار أنه يعاني بشكل مستمر من الازدحام وبطء الحركة والإجراءات، لكن الحقيقة أنه يعكس بكل تجرد مفهوم متعة السفر، بداية من البوابات الذكية التي تتعرف على المسافرين ببصمة العين والوجه، إلى صالاته الرحبة الفارهة.
محمد بن راشد آل مكتوم ليس مجرد رجل حالم امتلك إمكانيات فقرر بناء مدينة مبهرة في أبراجها ومنشآتها ومرافقها وبنيتها التحتية، إنه أهم كثيراً من ذلك، لقد صنع واقعاً لفئة من البشر تحب الحياة، وتدرك قيمة السعادة والراحة.
الرفاهية لا تتمثل في سيارات فخمة أو وسائل نقل متطورة أو مراكز تجارية عملاقة ترضي كل الأذواق أو خدمات تتوافر لطالبها عبر تطبيقات هاتفية ذكية، لكن الرفاهية أن تخرج من بيتك وتعود إليه دون أن تشعر بالقلق أو التوتر أو الخوف.
اسأل أي مقيم في دبي، عن شعوره تجاه تلك المدينة خصوصاً، أو دولة الإمارات على وجه العموم، وسوف يجيبك بابتسامة تعبر عن مدى حبه وارتباطه بها، وإذا أردت إجابة أدق، اسأله عن شعوره لو اضطرته الظروف إلى مغادرتها بشكل نهائي!
هناك قاعدة مهمة في علم المنطق، "إثبات الشيء للشيء لا ينفي نقيضه"، بمعنى أن بإمكانك أن تحب دولتين وتعتبرهما وطنين لك، أو قائدين وتعتبرهما ملهمين لك، لذا أتمنى أن لا ننكفئ حول ذواتنا ونحرم أنفسنا من الانجذاب والتعلق والاستفادة بتجارب عظيمة.
أنا أحب محمد بن راشد، دون أن أنتظر شيئاً، ولا أبالي بالمزايدين الكارهين لكل من هو أفضل، أحبه لأنني أعيش في مدينة نهضت على كتفيه، ومنحها كل شغفه وعبقريته ومشاعرها، حتى يأنس فيها من هم مثلي ويحبونها ويتعلقون بها ويتمنون لها الأفضل دائماً.
أحبه لأنني كنت شاهداً على أعماله الإنسانية، التي انطلقت من مؤسسة مبادرات محمد بن رشاد آل مكتوم العالمية التي بلغ حجم إنفاقها في عام 2022 فقط 1.4 مليار درهم إمارتي، ما يعادل حالياً 17 مليار جنيه مصري وأحدثت أثراً إيجابياً في حياة 102 مليون مستفيداً من 11 دولة حول العالم، وأثق أن هذه الأرقام زادت خلال العام الماضي.
لعلكم تلاحظون أنني لم أتطرق إطلاقاً إلى المعالم التي تخطف الألباب والعقول في دبي، فغيري يتكفل بذلك، لكن يكفيني الإشارة إلى مبادرة تبناها محمد بن راشد خلال العام الماضي بعنوان "لنجعل شتاءهم أدفأ" لندرك القيمة الإنسانية للرجل، إذ ركزت على دعم الشعوب التي تعاني ظروفاً صعبة بسبب برد الشتاء ومساندة اللاجئين الذين اضطرتهم ظروفهم إلى سكن الخيام في العالمين العربي والأفريقي.
وتظل المبادرة الأكثر إلهاماً من وجهة نظري هي "نور دبي" التي أعادت النور إلى عيون ملايين من المحرومين من نعمة الإبصار، ناهيكم عن مبادرات علاج الأطفال المحرومين المصابين بالتشوهات القلبية.
أدرك جيداً أنني أعبّر عن مشاعر الملايين حين أقول بكل صدق أنني أحب محمد بن راشد آل مكتوم، فهو يمثل لكل من يعرفه عن قرب مصدر إلهام، وقوة دافعة للتفوق والنجاح، وأؤمن أن أحوال الأمة العربية جمعاء سوف تتبدل إذا عمل الجميع بالشغف الذي يتمتع به هذا القائد الملهم.
الأكثر قراءة
-
04:55 AMالفجْر
-
06:25 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
كيف استدرج "مستريح مدينتي" شخصيات رفيعة المستوى؟!
21 نوفمبر 2024 03:51 م
أمي
18 نوفمبر 2024 02:25 م
طبيبة "فضح" النساء والتوليد!
12 نوفمبر 2024 03:49 م
سخافة وخلاعة.. ربات "مجارير" السوشيال ميديا
04 نوفمبر 2024 02:52 م
أزمة لاعبي الزمالك .. وتبرير الخطأ!
25 أكتوبر 2024 08:27 م
"جيتكس".. بوابة المستقبل عبر دبي
18 أكتوبر 2024 05:39 م
واقع مرعب .. ومستقبل مخيف!!
15 أكتوبر 2024 04:46 م
مرموش .. والهجاص!!
07 أكتوبر 2024 05:20 م
أكثر الكلمات انتشاراً