الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:18 ص

التبادل التجاري يتصدر.. 100 عام من العلاقات بين مصر والبرازيل

السيسي ولولا دا سيلفا

السيسي ولولا دا سيلفا

جهاد سداح

A A

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بقصر الاتحادية، نظيره البرازيلي لولا دا سيلڤا، بعد غياب دام 20 عامًا، تزامنًا مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.

العلاقات المصرية البرازيلية 

تعود العلاقات المصرية البرازيلية إلى عهد الخديوي إسماعيل، في أواخر القرن الثامن عشر، بعدما ذاع صيت مصر بالتحديث في العمران والمباني والتنسيق الحضاري، ما جعلها مقصدًا جذابًا للعديد من الأوروبيين ، وكان من أوائل الحضور الامبراطور البرازيلي الملك دوم بيدرو الثاني في عام1871؛ للاستفادة من حداثة مصر التي أجراها الخديوي إسماعيل وتطبيقها في البرازيل، بالإضافة إلى تجربة الحياة النيابية.


وقع "دوم" بروتوكول مع الخديوي والقنصل الفخري للبرازيل فور وصوله ميناء الإسكندرية، بعد سقوط نابليون الثالث، وفي 1858، وقعت الإمبراطورية العثمانية والبرازيل معاهدة صداقة وتجارة وملاحة، وفي 1865 تم تعزيز الجسور الدبلوماسية والتجارية مع مصر بالإضافة إلى زيارة مصانع قصب السكر الجديدة التي أنشأها الفرنسيون، حيث كانت البرازيل أيضًا منتجًا مهمًا للسكر.


البرازيل خلال العدوان الثلاثي

خلال انعقاد مجلس الأمن في 1956، رفضت البرازيل العدوان الثلاثي على مصر وطالبت بانسحاب قوات العدو، وطالب مندوبها باحترام السيادة المصرية، وكانت البرازيل من الدول التي صوتت لصالح مصر.

كما كانت البرازيل في مقدمة الدول التي قدمت مشروع القرار في 14 ديسمبر، لضمان فرض رسوم 3 % على السفن المارة في قناة السويس لمواجهة النفقات الخاصة بتطهير القناة.

شاركت البرازيل في قوات الطوارئ الدولية بمنطقة سيناء بعد انسحاب إسرائيل منها، كما  عقدت اتفاقًا تجاريًا وثقافيًا واتفاقية للتعاون الفني، مع إمكانية الانتفاع بإقامة السوق الحرة في بورسعيد لإنشاء مخازن للبن البرازيلي ومنتجات أخرى.

 


الستينيات والسبعينيات

في عام 1960،حدث توتر سياسي بين مصر والبرازيل، عقب انتخاب هانيو كوادروس رئيسًا للبلاد، وذلك لأن المسؤولين البرازيليين رأوا أن السياسة المصرية انتهازية للاستفادة من الحرب الباردة التي تدور رحاها بين الكتلتين الشرقية والغربية، وأنها تنطوي على التهرب من الموقف الدولي؛ خوفًا من الأخطار المترتبة على ذلك.


الثمانينيات

كانت الحكومة المصرية تدرك أهمية البرازيل في نشاطها التجاري، حيث بادر وفد تجاري مصري بزيارة إلى البرازيل في 7 مارس 1985 للاتفاق على إنشاء اللجنة المشتركة بين مصر والبرازيل في برازيليا، وصدّق على هذه الاتفاقية رئيس الجمهورية وكذلك مجلس الشعب.

 ونُشرت تلك الاتفاقية في الجريدة الرسمية، وتهدف إلى تشجيع تبادل الاتصالات والمعلومات والزيارات والبعثات بين البلدين.


الألفينيات


خلال فترة الألفينيات، لم تشهد العلاقات المصرية البرازيلية تطورًا حقيقيًا أو زيارات، باستثناء زيارة قام بها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلڤا في ديسمبر 2004 لزيارة مصر ضمن الاتفاق حول أطر مجموعة دول الـ77، وتعتبر هذه الزيارة هي الثالثة التي تأتي من البرازيل منذ القرن التاسع عشر، ولكن تلك الزيارة لم تسفر عن نتائج ملموسة في العلاقات المصرية البرازيلية.


العلاقات الثقافية

يعد لمصر الفضل الأول والأخير في إثراء الدعوة الإسلامية ونشرها بالبرازيل، فالأمر يرجع إلى رائد الدعوة الإسلامية الحديثة الدكتور عبد الله عبد الشكور كامل – حيث أرسلته وزارة الأوقاف المصرية عام 1956 – مشرفًا على مبعوثي الأزهر والأوقاف في سان باولو.


العلاقات الاقتصادية

تمثل تجربة البرازيل واحدة من النماذج التنموية الفريدة على مستوى العالم، وتؤكد الإحصائيات الرسمية أن حجم التبادل التجاري بين البرازيل ومصر بلغ نحو ثلاثة مليارات دولار، والميزان التجاري يميل لمصلحة البرازيل، حيث تستورد مصر من البرازيل بنحو 2.7 مليار دولار، في حين تستورد البرازيل من مصر بما قيمته 300 مليون دولار.

تأتي البرازيل في المرتبة الـ64 من حيث الدول المستثمرة في مصر، وبلغ حجم استثماراتها حتى منتصف العام الماضي 29.36 مليون دولار من خلال 18 شركة تعمل في مصر.

وبلغت الصادرات المصرية إلى البرازيل خلال 2011 حوالي 7.344 مليون دولار أمريكي مقارنة بحوالي 8.168 مليون دولار خلال عام 2010، وبنسبة زيادة بلغت 104%، وهو أعلى مستوى تحققه الصادرات المصرية في تاريخ التبادل التجاري مع البرازيل، إلا أنها عادت وانخفضت مرة أخرى في عام 2012 لتسجل 251 مليون دولار.

ومن ناحية أخرى بلغت الواردات المصرية خلال عام 2011 حوالي 2624 مليون دولار، وهو أيضًا أعلى رقم للواردات المصرية من البرازيل على الإطلاق، وتتركز بنود الواردات المصرية في السكر (900 مليون دولار)، والحديد الخام (500 مليون دولار) وبنود اللحوم والدواجن (560 مليونًا) وزيت الصويا (165 مليون دولار) والذرة الصفراء (135 مليون دولار).

search