الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:47 ص

مصالح تركيا الجديدة مع مصر.. فرصة صعبة في سد النهضة

سد النهضة

سد النهضة

روان عبدالباقي

A A

بعد أن دخلت العلاقات المصرية التركية إلى مرحلة جديدة، بزيارة الرئيس التركي إلى القاهرة واستعداد الرئيس السيسي لزيارة تركيا أبريل المقبل، توقعت صحيفة “Pentapostagma” اليونانية أن تلعب تركيا دورا في إقناع الحكومة الإثيوبية بقبول تسوية مع مصر بشأن قضية مياه نهر النيل و"سد النهضة".

12 عام مفاوضات

12 عاما من المفاوضات والجلسات المعلنة والمغلقة مرورا بـ 4 جولات مختلفة، انتهت جميعها دون اتفاق قانوني ملزم ينظم عمليتَي ملء وتشغيل “السد”، الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق (الرافد الرئيسي لنهر النيل).

ويشكل السد الإثيوبي خطرا على إمدادات المياه لمصر، فضلا عن التسبب في أضرار بيئية واقتصادية، في حين أن إثيوبيا ترى أن هذا السد هو ملاذها الأخير في التنمية وتوليد الكهرباء التي يحتاج إليها شعبها، فهل من الممكن أن تعثر تركيا على مفتاح الحل؟

الصحيفة اليونانية استشهدت بوجود تركيا كـ ثاني أكبر مستثمر في إثيوبيا بعد الصين، حيث تعمل أكثر من 200 شركة تركية في البلاد، واعتماد أديس أبابا على المساعدات التركية في حربها الأهلية، في توقعاتها بخصوص تدخل تركيا في حل أزمة سد النهضة.

https://www.pentapostagma.gr/en/national-affairs/greek-turkish-relations/7222435_turkey-egypt-rapprochement-win-win-basis-erdogan

وأكدت أن تركيا تستطيع أن تلعب دورا في إقناع الحكومة الإثيوبية بقبول تسوية مع مصر بشأن قضية النيل، وفي المقابل تستطيع مصر أن تستفيد من التحالفات التي أنشأتها في شرق البحر الأبيض المتوسط مع اليونان وقبرص لتيسير العملية التي تسمح لـ أنقرة بالوصول إلى حصة من الغاز الطبيعي في المياه.

الرئيس السيسي مع نظيره التركي

وساطة مستبعدة

قالت خبير الشئون الإفريقية، هبة البشبيشي، إن التقارب المصري التركي سيسهم في فتح كثير من الملفات على المستوى الاقتصادي والأمني، ولكن قضية سد النهضة أمر شائك للغاية، مُستبعدة تدخل تركيا في هذا الشأن مهما كانت استثماراتها في إثيوبيا وعلاقتها بها.

ولفتت البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، إلى أن مصر تحاول تجنب أخطاء وتبعات الملء الرابع الذي قامت به إثيوبيا، وتعاني من شح مائي فائق التأثير منذ عام 2020، حيث منعت زراعة محاصيل مهمة، مثل قصب السكر والأرز بسبب الاستهلاك الكثيف للمياه، وقامت بإجراءات استثنائية لمواجهة النقص الحاد في المياه.

تابعت “نحن لسنا بحاجة إلى مزيد من المفاوضات، ولكن نسعى لوجود إجراءات حاسمة بشأن كميات المياه التي تصل إلى مصر، ولا أعتقد أن هناك قوة تستطيع التأثير على القرار الإثيوبي، ناهيك عن أن إثيوبيا لديها حالة تشبّع كامل بكراهية المصريين ونوع من أنواع الوقوف ضد المصالح المصرية، لذلك التقارب المصري التركي لن يؤتي ثماره في هذا الشأن”.

سياسة فرض الأمر الواقع

أضافت البشبيشي أن “عدو اليوم هو صديق الغد، في مجال العلوم السياسة والمصالح هما من يحكمان الدول، وعلى الرغم من أن تركيا عرضت الوساطة بين القاهرة وأديس أبابا أثناء زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو القاهرة في مارس 2023 ضمن ترتيبات استعادة العلاقات بين البلدين، فإن الخبراء في الشأن الأفريقي أكدوا استحالة الأمر”.

رأى وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، أن المشكلة لا تكمن في الدولة الوسيطة ومدى ارتباط مصالحها بمصلحة إثيوبيا ولكن في رغبة أديس أبابا للجلوس بشكل جدي في مفاوضات نخرج منها بنتائج إيجابية تمسّ مصلحة الدول الثلاثة (مصر وإثيوبيا والسودان).

استشهد العرابي بوساطة الولايات المتحدة الامريكية على مراحل مختلفة باءت جميعها بالفشل وعدم التوصل إلى حلول عملية، ذاهبا إلى أن إثيوبيا تعتمد سياسة فرض الأمر الواقع بإجراءات فردية على الأرض، وتطلق بين الحين والآخر تصريحات غير واقعية عن استعدادها للجلوس على طاولة المفاوضات.

مفاوضات باءت بالفشل

في ديسمبر الماضي، انتهى في أديس أبابا الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا ولم يسفر عن أية نتيجة نظراً لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط، حسب بيان وزارة الموارد المائية والري.

الاجتماع الرابع لمفاوضات سد النهضة

ومن الجانب الإثيوبي أصدرت وزارة الخارجية بيانا عقب البيان المصري مباشرة، قالت فيه إن القاهرة "حرّفت" مواقف أديس أبابا في المحادثات، متهمة مصر بـ "وضع حواجز أمام جهود التقارب"، وزعمت أن مصر غير مستعدة لتقديم تنازلات، ليظل ملف سد النهضة حبيس المفاوضات في انتظار مفتاح الحل.

search