السبت، 05 أكتوبر 2024

01:26 م

هل تم تعذيبه؟.. تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة عدو بوتين اللدود

المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني

المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني

أحمد سعد قاسم

A A

ذكر تقرير جديد حول وفاة المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني، أن العاملين الطبيين الروس اكتشفوا كدمات على جسد نافالني تتفق مع تقييده أثناء إصابته بنوبة صرع.

المعارض الأقوى للرئيس، فلاديمير بوتين كان يقضي عقوبة سجن مدتها 19 عامًا، بتهم يعتقد أنها بدوافع سياسية.

ضجة غامضة

وقالت صحيفة "نوفايا غازيتا"، وهي صحيفة روسية معارضة، إنها تمكنت من الاتصال بأحد نزلاء سجن IK-3، الذي ذكر أن "ضجة غامضة" اندلعت في السجن في الليلة التي سبقت ظهور أنباء وفاة نافالني.

وأضاف السجين الذي لم تذكر الصحيفة اسمه "سمعنا صوت سيارات تتجه نحو أرض السجن في وقت متأخر من الليل، لكننا لم نتمكن من رؤية ماهيتها من خلال نوافذ زنزانتنا".

ووفق مسعف مجهول نقلته الصحيفة قوله أيضًا، أنه تم نقل جثة نافالني إلى مستشفى منطقة سالخارد السريري مساء يوم 16 فبراير الجاري.

وأوضح المسعف “عادةً ما يتم تسليم جثث الذين يموتون في المستعمرات مباشرة إلى مكتب الفحص الطبي الشرعي في شارع جلازكوفا، ولكن لسبب ما يتم نقلهم إلى العيادة”.

وتابع "باعتباري عامل إسعاف يتمتع بخبرة كبيرة، أستطيع أن أقول إن مثل هذه الإصابات، كما وصفها من رآها، تظهر نتيجة التشنجات".

وقال المسعف إن مثل هذه الكدمات يمكن أن تظهر إذا كان الطاقم الطبي يحاول تقييد شخص يعاني من تشنجات قوية.

جلطة دموية

وبحسب صحيفة “التايمز” البريطانية ذكرت خدمة السجون الروسية أنه نافالني شعر بتوعك أثناء المشي وحاول الأطباء إنعاشه، ثم زعمت القنوات المدعومة من “الكرملين” أن وفاته كانت نتيجة جلطة دموية قبل إجراء أي تشريح للجثة على ما يبدو.

ومع ذلك، شكك طبيب مجهول من مستشفى مدينة لابيتنانجي، متحدثًا إلى MediaZona، وهي وسيلة إعلام روسية مستقلة؛ في مزاعم محاولات الإنعاش، مشيرًا إلى أن أقرب فريق إسعاف كان على بعد 35 كيلومترًا من السجن، وكان من الممكن أن يكون قد مات بالفعل قبل الوقت الذي بدأت فيه محاولات الإنعاش.

 إعلان وفاة نافالني

وتبين أيضًا أنه قبل يومين من إعلان وفاة نافالني في سجن "الذئب القطبي" الكئيب في خارب، أعلى الدائرة القطبية الشمالية، قيل إن العديد من ضباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، زاروا السجن لفصل وتفكيك بعض كاميرات المراقبة الأمنية وأجهزة التنصت هناك وفق “التايمز”.

ولم تكن الزيارة، التي يقول الناشطون إنها وردت في تقرير صادر عن الفرع المحلي لدائرة السجون الفيدرالية، الحدث المشبوه الوحيد الذي أحاط بوفاة زعيم المعارضة يوم الجمعة الماضية، وما يثير الدهشة بنفس القدر؛ السرعة التي أعلنت بها السلطات وعلقت على المأساة التي وقعت في المخيم البعيد على بعد 1200 ميل من موسكو، وفقًا للجدول الزمني الذي نشرته Gulagu.net، وهي مجموعة حقوقية.

وبعد دقيقتين فقط من الإعلان رسميًا عن وفاة نافالني، 47 عامًا، أصدرت خدمة السجون ما بدا أنه بيان صحفي مُجهز؛ وبعد أربع دقائق، زعمت قناة تسيطر عليها الدولة على موقع الرسائل “تيليجرام” أن سبب الوفاة كان جلطة دموية، وبعد ذلك بسبع دقائق فقط، وجه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، حديثًا إلى وسائل الإعلام حول هذا الموضوع.

وكانت وفاة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، سيطرت على تغطيات وسائل الإعلام الدولية، بعد إعلان الإدارة الإقليمية لدائرة السجون الفيدرالية الخبر، وتأكيدها أن التحقيق في أسباب الوفاة لا يزال مستمرًا، مع مطالبات بتحقيق دولي في وفاة “عدو بوتين اللدود”، كما يعرف عنه.

ووفق البيان الرسمي للدولة قيل إنه في السجن الإصلاحي رقم 3، شعر نافالني بتعب شديد بعد انقضاء فترة الراحة اليومية التي يأخذها السجناء، وبلغ به التعب حد فقدان الوعي، فيما توجه الكادر الطبي فورًا لإسعافه، إلا أنه فارق الحياة رغم المحاولات، ويجري الآن التحقيق في أسباب الوفاة.

المعارض الروسي المعروف عنه الخطابات الحادة ضد بوتين

يذكر أن المعارض الروسي أنشأ في 2011 مؤسسة لمكافحة الغش والفساد، ينشر من خلالها مقاطع فيديو لفضح صفقات أعمال مشبوهة، بالإضافة لأسلوب الحياة الفاخر للسياسيين والمسؤولين في الدولة، وبدورها حصدت ملايين المشاهدات.

5 سنوات قضاها نافالني في السجن بتهمة التخطيط لاختلاس أموال من شركة حكومية، خلال فترة عمله كمستشار لحاكم منطقة كيروف عام 2009، لم تكن هذه هي العقوبة الوحيدة، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 19 عامًا إضافية في أغسطس 2023 بتهمة التطرف.

قطع طرق ومقاطعة انتخابات

كان نافالني دعا سابقًا إلى الاحتجاج ضد حكم بوتين، مطالبًا بمقاطعة الانتخابات التشريعية عام 2011 ما تسبب في اعتقاله لمدة 15 يومًا، كما شارك في انتخابات البلدية وترشح ليكون عمدة موسكو في 2013 وحصد 28% من الأصوات، ولكنه لم يفز.

وفي 2017، رفضت اللجنة الانتخابية ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2017 بسبب سجله القضائي غير النظيف، وفق السلطات.

نافالني يبرز علامة الحب للإعلام والصحافة خلال جلسة له بالسجن

وفي 2018، قاد تظاهرات داعيًا إلى قطع الطريق أمام بوتين من أجل الوصول إلى الكرملين، وفي 2019، وتحديدًا في سبتمبر، قادت السلطات حملات تفتيش واسعة ضد نافالني ومحيطه ممن ينشطون معه، ونفذ 200 أمر بالتفتيش في 41 مدينة في روسيا، ودائمًا كانت تكرر حملات اعتقاله وسجنه من قبل الحكومة الروسية لمدة تتراوح بين 10 و30 يومًا.

في أغسطس 2020، تعرض المعارض الروسي لمحاولة تسمم ما تسبب في دخوله إلى غيبوبة، قبل اعتقاله في 17 يناير 2021 فور وصوله من برلين بعد تلقيه العلاج.

الغرب يهاجم

الحكومة البريطانية، استدعت الدبلوماسيين في السفارة الروسية، مساء أمس، بهدف إعلامهم أن موسكو "تتحمل المسئولية الكاملة"، وشددت وزارة خارجيتها في بيان، على ضرورة أن يكون "التحقيق بشكل كامل وشفاف".

المعارض الروسي ينظم احتجاجات ويتم اعتقاله

متحدث الخارجية البريطانية، قال “إن المعارض الروسي تعرض في السنوات الأخيرة للسجن من قبل السلطات الروسية بتهم ملفقة، كما أن روسيا سممته بغاز أعصاب محظور، وأرسلته إلى مستعمرة عقابية في القطب الشمالي”، فيما قال وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون، “إنه لابد من التحقيق في وفاة نافالني”.

صورة المعارض الروسي على جدار السفارة الروسية بلندن

كما عبر الأمين العام لحلف "الناتو"، فور إعلان وفاة نافالني، عن قلقه من التقارير الإعلامية حول وفاته، قائلًا "أشعر بحزن عميق وقلق إزاء هذه التقارير من روسيا عن وفاة أليكسي نافالني".

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، "من الواضح أن بوتين قتل نافالني، ويجب أن يتحمل المسؤولية"، فيما اعتبر البيت الأبيض، أنها "مأساة فظيعة في حال تأكدت".

وعلى حد وصفه ذكر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، للإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر"، أن تاريخ الكرملين "الطويل والقذر" في إيذاء معارضيه “يثير أسئلة حقيقية وواضحة حول الوفاة”.

المعارض الروسي

واتهم رئيس لاتفيا، إدغارز رينكيفيتش، الكرملين باغتيال المعارض بقوله "نافالني قُتل بطريقة وحشية على يد الكرملين"، فيما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن روسيا "المسؤولة الوحيدة"، وكتب وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، عبر منصة إكس، "مقاومة نافالني لنظام القمع كلفته حياته".

فيما وصف المستشار الألماني أولاف شولتس وفاة نافالني بـ"المحزنة"، كما حملت الخارجية النرويجية موسكو مسؤولية الوفاة.

search