السبت، 05 أكتوبر 2024

04:57 م

من فرط حبّه وشكه ذبحها.. 42 شهرا من المداولة تنتهي إلى إعدام "مجنون دبي"

محمد خيري

A A

أسدلت محكمة الجنايات في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة، الستار على جريمة قتل شاب عاطل لحبيبته، بعد 3 سنوات ونصف من المداولة، حيث قضت المحكمة بإعدام الشاب، بعدما أثبتت الأدلة تورطه في قتل حبيبته نحرًا بالسكين مع سبق الإصرار والترصد.

وكشفت حيثيات الحكم وتحقيقات النيابة، طبقًا لما نقلته صحيفة "الإمارات اليوم"، أن الشاب قتل حبيبته بعد قصة حب جنونية جمعت بينهما لفترة طويلة، حيث تسرّب الشك إلى نفسه بعدما فوجئ بوجود صور حبيبته على تطبيق مواعدة أو "شات تعارف" على أحد مواقع الإنترنت، ما أثار حفيظته، وقرر قطع علاقته بها أولًا، إلا أنه لم يستطع الابتعاد عنها فقرّر العودة لها مرة أخرى.

وأضافت التحقيقات، طبقًا لاعتراف المتهم، أنه قرر العودة إليها مرة أخرى لأنه لم يستطع الابتعاد عنها، ما تسبب في تأثره نفسيًا وفُصل من عمله، فقرر مقابلتها في مقر عملها في دبي، وأخبرته أنها تركت مسكنها القديم، ما تسبب في زيادة الشكوك تجاهها، ما دعاه إلى الاختباء خلف مقر سكنها الجديد، وانتظرها خلف باب سلم الطوارئ، وأعد العدة للتخلص منها، والمتمثلة في حبل وشريط لاصق ومطرقة وسكين، وبمجرد وصولها انقضّ عليها وشلّ حركتها ونحرها من أسفل رقبتها، حتى فارقت الحياة، لتتحقق المقولة الشهيرة: "ومن الحب ما قتل".

جريمة قتل بسكين

وكشفت التحقيقات، أن المتهم سبق أن قطع علاقته بحبيبته وبعدها عاد يطلب منها الصفح وعودة المياه لمجاريها، ووصل الأمر لأن يبكي أمامها، ما دعها لتصديق مشاعره والعودة إليه مرة أخرى، لتنتهي حياتها بهذا الشكل المأساوي.

وأكد المتهم أنه تعرف على المجني عليها في مطعم خلال عام 2017، وساعدها كثيرًا، وكان يدفع لها إيجار سكنها في دبي، وسبق أن سافرا معًا أكثر من مرة، إلا أن رؤيته لصورتها على تطبيق للمواعدة على موقع الإنترنت تسبب في توتر العلاقة بينهما، حتى أرسلت له رسالة عام 2020 تطلب منه قطع العلاقة بينهما لأنها ارتبطت بشخص أخر، ووقتها طلب منها الجاني ألا ترتبط بأي شخص من الدولة المقيمة فيها، وسمح لها بالارتباط بأي شخص خارج الدولة، لكنها هددته بإبلاغ الشرطة.

وأشار إلى أنه بعد مرور شهرين على تلك الواقعة، اتصلت به لتطلب منه إقراضها 55 ألف درهم، ومن فرط حبه لها لم يخبرها بأنه فصل من عمله، وأقرضها 30 ألف درهم كان يدخرها، على أمل أن تعود علاقتهما مرة أخرى، إلا أنها أكدت له أنها ارتبطت بشخص آخر، ما دعاه لأن يكيل لها الشتائم، فأعادت له نقوده وأغلقت الهاتف، ما دعاه لأن يفكر في جريمته.

إعدام 

وعن تفاصيل ارتكاب الجريمة، كشف المتهم في التحقيقات، أنه بحث عن سيارتها في كل مواقف السيارات في المجمع السكني الذي تقيم فيه، حتى وجدها، وسأل عن محل سكنها، ووصل إلى شقتها، اعتمادًا على اعتيادها ترك أحذيتها خارج الشقة، وبها مفتاح الشقة، وما أن وصل إلى شقتها حصل على المفتاح واصطنع لنفسه نسخة منه وأعاده إلى مكانه مرة أخرى.

 ودخل شقتها في إحدى المرات خلسة لمعرفة تفاصيل حياتها عن قرب وحاول إهداءها بعض القطع التي كانت تنقصها وأبرزها "مرآة لتسريح شعرها"، مضيفًا أنه سبق أن شاهدها ترتدي فستان سهرة وتخرج من مسكنها، وانتظرها أمام مسكنها لحين رجوعها، إلا أنها تأخرت لمدة يومين، ما أثار شكوكه في سلوكها، خاصة بعدما ورده اتصال من شخص أبلغه أنه من شرطة دبي وطلب منه الابتعاد عنها.

دفع وصول الأمور إلى نقطة اللاعودة لشراء أدوات الجريمة لتنفيذ جريمته، إلا أنه فشل في المرة الأولى بعد خضوعه لها عاطفيًا، حيث دخل شقتها واختبأ خلف الباب، وبمجرد دخولها انقض عليها وربطها وأشهر السكين في وجهها، فبكت وتوسلت له لعدم قتلها وطلب منها الإفصاح عن الشخص الذي تواعده، فأجابت أنه من إمارة أخرى، وأنه الشخص الذي اتصل به وأبلغه أنه من الشرطة وطلب منه الابتعاد عنها.


وعقب ذلك فك رباطها بعد توسلاتها وأعطاها السكين والمفتاح وانخرط في البكاء أمامها، وفي اليوم التالي حضر إلى شقتها ونظفها بشكل محكم، وترك لها رسالة كتب فيها: "أنتِ حرة افعلي ما ترغبين فيه ولكن أرجو أن تعطيني من وقتك ليلتين مثل صديقك الآخر"، وتوجه بعدها إلى شقتها وطرق الباب، لكنها رفضت فتح الباب له وطلبت منه الانصراف، وأبلغت الشرطة، التي بدورها أجبرته على التوقع على تعهد بعدم التعرض لها مجددًا.

الحم بالإعدام 

وتابع أن يوم ارتكاب الجريمة، أعد عدته وانتظرها خلف باب الطوارئ، وبمجرد رؤيتها تصل الشقة ظهر لها بشكل مفاجئ وأشهر السكين لتخويفها، وحاول إجبارها على الدخول معها لشقتها لكنها رفضت وقاومته، فأدخلها إلى غرفة الطوارئ وحاول الانقضاض عليها، وفي أثناء ذلك حاول شخص فتح باب الطوارئ، إلا أنه دفع الباب بيديه اليمني فقاومته المجني عليها وجرحته في إصبعه، فاستشاط غضبًا فطعنها في رقبتها ثم نحرها من عنقها.

وكشف أنه حاول الهروب عن طريق السلم إلى الطابق السادس للبناية، ثم استقل المصعد للنزول مرة أخرى واستقل سيارته وتوجه إلى منزل أحد أصدقائه وغيّر ملابسه بسرعة وغادر، وأوقف سيارته في جراج مركز تجاري ونام لفترة قليلة، وفور استيقاظه أدرك وجود سيارة التحريات بجانبه فنزل إليهم واعترف بجريمته، التي انتهت بالحكم عليه بالإعدام.

search