الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:46 ص

بعد انضمامها رسميًا.. ماذا تضيف السويد للناتو؟

علما السويد وحلف الناتو

علما السويد وحلف الناتو

جاسر الضبع

A A

بعد عراقيل وتأخيرات طويلة، أزال البرلمان المجري العائق الأخير أمام انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهي خطوة تاريخية للدولة الأسكندافية الأوروبية التي ظلت محايدة طوال الحروب العالمية وخلال الحرب الباردة.

وتم التصويت في المجر بعد زيارة رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الذي وقع اتفاقية أسلحة مع البلد الشرقي الأوروبي.

وقال كريسترسون، في مؤتمر صحفي، أن بلاده ستتخلى عن 200 عام من الحياد والمحايدة العسكرية وتنضم إلى حلف شمال الأطلسي لتدافع بشكل أفضل عن نفسها ومبادئها، مضيفا “أننا نقف مع الآخرين لحماية حريتنا وديمقراطيتنا وقيمنا”.

ضغوط من الحلفاء

وتعرضت حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للضغط من قبل حلفائه في "الناتو" للموافقة على عضوية السويد في الحلف.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير نحن سعداء بانضمام السويد إلى جارتها فنلندا في حلف شمال الأطلسي قريبًا جدًا.

وحثت الحكومة المجرية على إنهاء الإجراءات بسرعة للسماح للسويد بالانضمام إلى الناتو، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، في مقابلة مع قناة محلية، إن دخول الحلف سيجعل السويد وأوروبا جميعها أقوى وأكثر أمنًا بصفتها عضوًا في الحلف. 

أسئلة تلوح في الأفق حول عضوية أوكرانيا مع اقتراب انضمام السويد إلى الناتو -  بوابة الشروق - نسخة الموبايل
اجتماع للناتو

عدم الانحياز العسكري

وتخلت السويد عن سياسة عدم الانحياز العسكري لتحقيق مزيد من الأمان داخل حلف شمال الأطلسي بعد أن غزت روسيا أوكرانيا في عام 2022.

وقال القادة الغربيون أن السويد تتبع خطى فنلندا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مما يعني أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين حدث له بالفعل ما كان يحاول تفاديه عندما شن حربه على أوكرانيا، وهو توسع الحلف.

وقال رئيس الوزراء السويدي، أنه بالنسبة لروسيا، كل ما نعرفه الآن هو أنهم لن يكونوا سعداء بأن تكون السويد جزءًا من حلف شمال الأطلسي، متابعًا “لا نعرف ما سيفعلونه ردا على تلك الخطوة لكننا مستعدون لأي شيء”.

ويمثل انضمام السويد، التي لم تشارك في حرب منذ عام 1814، وفنلندا، أكبر توسع للحلف منذ أن انضم أعضاء من أوروبا الشرقية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

علما السويد وحلف شمال الأطلسي “الناتو”

تعاون دفاعي

وعلى الرغم من أن السويد زادت تعاونها مع “الناتو” في السنوات الأخيرة، وشاركت في عمليات في أماكن مثل أفغانستان، إلا أن عضويتها تهدف إلى تسهيل التخطيط الدفاعي والتعاون في الجزء الشمالي من الحلف. 

وقال كبير المحللين في مؤسسة بحثية حكومية بالسويد، روبرت دالسجو، “إن الناتو يحصل على عضو جدي وماهر، ويزيل عامل الغياب في شمال أوروبا”.

تحول جذري

ويشكل انضمام السويد للناتو تغييرًا جذريًا في الشمال الأوروبي، حيث أصبح الطريق ممهدًا أمام الحلف للوصول إلى بحر البلطيق، الذي يحيط به العديد من دول الأعضاء في الناتو، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.

وقالت الباحثة في المعهد السويدي للشئون الدولية إيما روزنجرين، إن انضمام السويد للناتو سيسمح باستخدام الأراضي السويدية كمركز للخدمات اللوجستية، بما في ذلك نقل الأفراد والمعدات إلى أي جبهة قتال محتملة.

وأشارت روزنجرين إلى أن هذه التطورات ستستلزم أيضًا زيادة الإنفاق العسكري، وتشير إلى تحول جذري في الهوية الوطنية للسويد.

search