الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:00 م

الفصائل في موسكو.. هل ينتهي الخلاف الفلسطيني؟

الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

ميار مختار

A A

بدأ لقاء الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية، موسكو، اليوم، ويستهدف الاجتماع الذي تشارك فيه حركتا “حماس” و"فتح"، بحث توحيد الموقف الفلسطيني، وتشكيل قيادة موّحدة تعالج القضايا المصيرية في الحالة الفلسطينية، وآثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

قضايا المصالحة الفلسطينية

كانت روسيا قد وجهت دعوتها لقادة الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك “حماس” و"الجهاد الإسلامي" وحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، لإجراء محادثات في موسكو في 29 فبراير الجاري، بهدف مناقشة قضايا المصالحة الفلسطينية والتقدُّم فيها، وفق وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".

مساعٍ لتوحيد الخلافات

في هذا السياق، قال المحلّل الفلسطيني، حسن لافي، إن روسيا تحاول توجيه مساعيها، لحسم القضية الفلسطينية، التي يعتقد أنها تبدأ من نقطة هامة هي ضرورة توحيد الخطاب الفلسطيني وحل الانقسام، خاصة في ظل الدعم العالمي للقضية الفلسطينية وتصاعد الأوضاع الإسرائيلية، وذلك عبر تناول حالة القضية السياسية ودراسة الوضع الراهن.

لافي قال في حديثه لـ"تيلجراف مصر"، إنه من الضروري وجود أصوات خارج نطاق الفصائل الفلسطينية، يكون هدفها الرئيسي تقديم الدعم، مع التأكيد على أهمية إيجابية هذه الأصوات في تحفيز الفصائل الفلسطينية للتقدُّم في مسار المصالحة.

حكومة تكنوقراط

في 26 فبراير الجاري، قدّم رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتيه، استقالة حكومته، لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة، ليترك بعدها العديد من علامات الاستفاهم حول مستقبل غزة، وعن دور حماس، كما لم ترقَ استقالة اشتيه إلى مستوى التغييرات التي ضغطت الحكومات الغربية على السلطة الفلسطينية لإجرائها، بما في ذلك استبدال السياسيين القدامى بحكومة تكنوقراط، وتنحي رئيس السلطة، محمود عباس، وتكليف رئيس وزراء جديد ببعض صلاحيات الرئيس.

وعباس، لم يواجه منذ توليه السلطة أي انتخابات رئاسية منذ تنصيبه عام 2005، وتسيطر حركة “فتح” على السلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرًا لها، والتي سيطرت إداريًا على غزة حتى عام 2007، وبعد فوز “حماس” في الانتخابات التشريعية عام 2006، طردت الحركة من القطاع، وانفردت “حماس” بحكم غزة.

مفاوضات ومساعدات

المفاوضون لا يزالون يسعون في العديد من الاتجاهات لتحقيق هدنة ووقف إطلاق النار، وتحديدًا مصر وقطر والولايات المتحدة، واضعين هدفًا رئيسيًا نصب أعينهم، هو تجنب المزيد من الضحايا المدنيين ومنع الصراع من الانتشار.

ويذكر أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت الإثنين الماضي، تقديم جيشها خطة لزيادة تدفق المساعدات وإجلاء المدنيين من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مع تصاعد الضغوط على حكومة تل أبيب، الرافضة لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب.

إعمار غزة

كان عباس، قد كلف عددًا من المسؤولين الفلسطينيين بإعداد خطة لإعادة إعمار غزة، والتي ستتضمن إنشاء هيئة لإعادة الإعمار تعمل تحت إشراف البنك الدولي وتخضع لمحاسبة دولية.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن إحدى الخطط التي تصوغها 5 دول عربية لقطاع غزة ما بعد الحرب، يمكن أن تشهد دمج حركة “حماس” في منظمة التحرير الفلسطينية على نطاق واسع، ما ينهي الانقسام الذي دام سنوات بين الفصائل الفلسطينية.

دعوة موسكو

وفي 14 فبراير الجاري، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن موسكو تعوّل في المستقبل المنظور، على عقد لقاء بين الفلسطينيين، وقال خلال مؤتمر الشرق الأوسط الثالث عشر لنادي المناقشة الدولي “فالداي”، "نقترح عقد لقاء بين الفلسطينيين بمشاركة جميع الفصائل الرئيسية للتغلب على الانقسام الداخلي".

كما أشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه في وقت سابق، لفتت موسكو، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الانتباه إلى المبادرة الروسية طويلة الأمد لإجراء مشاورات بمشاركة الدول الرئيسية في المنطقة، لدعم إنشاء دولة فلسطينية، مؤكدًا أن موسكو تخطّّط لعقد لقاء بين الفلسطينيين في "المستقبل المنظور" بدعم من الفلسطينيين أنفسهم.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله إن ما بين 12 و14 فصيلًا سوف ينخرط في المفاوضات التي ستنطلق في 29 فبراير الجاري وتستمر لمدة يومين أو ثلاثة أيام.

وكانت موسكو قد استقبلت وفدا من حماس في 26 أكتوبر الماضي، وذلك بعد أسابيع من إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.

خطط إسرائيل

لافروف، قال إن روسيا لا ترى آفاقًا للاستقرار السريع للوضع حول قطاع غزة، خاصة على خلفية خطط إسرائيل لتوسيع عمليتها العسكرية، مرجعًا ذلك إلى "تعنت القيادة الإسرائيلية في مواصلة العملية العسكرية في غزة، التي تتسع باتجاه رفح جنوبًا، فإننا لا نرى احتمالًا لتحقيق استقرار مبكر للوضع في القطاع".

وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تلقيها دعوة لزيارة موسكو نهاية فبراير الجاري، لحضور لقاء وطني فلسطيني يضم جميع الفصائل، على لسان نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، جميل مزهر، وفي نفس الوقت، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، علي فيصل، أمس، استلامه دعوة للمشاركة في اللقاء، ورحّب بها.

حل الدولتين

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن تسوية أزمة الشرق الأوسط، لا يمكن تحقيقها إلا على أساس صيغة "حل الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

اجتماع سابق

ولم تكن تلك الدعوة الأولى لعقد اجتماع، حيث ذكرت وكالة الإعلام الروسية، في 20 نوفمبر 2023، أن وزير الخارجية الروسي سوف يستضيف اجتماعًا مع وزراء خارجية دول من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في موسكو لبحث الوضع في غزة.

search