السبت، 06 يوليو 2024

07:15 م

"لا يحترم أصله".. رئيس وزراء بريطانيا يواجه عاصفة انتقادات

ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا

ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا

روان رضا

A A
سفاح التجمع

أثار ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا، جدلا كبيرا بتصريحاته الأخيرة التي نفت الفظائع التاريخية التي ارتكبتها بريطانيا، لا سيما تجاه شعبه ووطن أجداده، الهند.

وفي مؤتمر صحفي أمس الجمعة، رفض سوناك بجرأة الادعاءات بأن بريطانيا كانت على الجانب الخطأ من التاريخ.

وقال: “عندما تدعي هذه الجماعات أن بريطانيا كانت وما زالت على الجانب الخطأ من التاريخ، يجب أن نرفضها ونرفضها مرة أخرى”.


حقائق مؤلمة

وتجاهلت التصريحات، الحقائق المؤلمة للحكم الاستعماري البريطاني في الهند التي لا يمكن إنكارها، إذ إنه خلال الحرب العالمية الثانية، لعب الجيش الهندي دورا حاسما في القتال ضد جيوش مختلفة، بما في ذلك اليابانية.

وبشكل مأساوي، فقد أكثر من 87 ألف جندي هندي حياتهم في هذا المسعى. 

ومن المثير للصدمة أن العلماء العسكريين البريطانيين اختبروا أسلحة كيميائية على القوات الهندية، وعرضوهم لغاز الخردل وألحقوا بهم حروقا شديدة، نقلا عن مجلة "ذا إندبندنت".

ويعد استغلال شركة الهند الشرقية البريطانية للبنغال في عام 1757، وما تلاه من استنزاف لثروة المنطقة لبريطانيا، فصلا مظلما آخر في التاريخ. 

علاوة على ذلك، أدت السرقة المنهجية للضرائب النقدية من السكان الهنود بين عامي 1765 و1938 إلى سرقة مبلغ ضخم يقارب 45 تريليون دولار من الهند، بما في ذلك الاستيلاء على القطع الأثرية الهندية القيمة ونهبها، مثل الماس الشهير "كوه نور"، وفق ما أفادت به صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز".

موت 29 مليون هندي 


كما مات ما بين 12 و29 مليون هندي، جوعا، بينما كانت الهند تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية، إذ تم تصدير ملايين الأطنان من القمح إلى بريطانيا مع احتدام المجاعة في الهند.

وفي عام 1943، مات ما يصل إلى 4 ملايين بنغالي جوعا عندما حول ونستون تشرشل الطعام إلى الجنود البريطانيين ودول مثل اليونان، بينما اجتاحت مجاعة مميتة البنغال.

وفي حديثه عن مجاعة البنغال في عام 1943، قال ونستون تشرشل: "أنا أكره الهنود. هم شعب وحشي مع دين وحشي. كانت المجاعة خطأهم في التكاثر مثل الأرانب".

رسم الحدود

وفي عام 1947، تم تكليف سيريل رادكليف برسم الحدود بين الهند ودولة باكستان المنشأة حديثا، في غداء وجلسة واحدة.

وأدى تقسيم سيريل رادكليف شبه القارة الهندية على أسس دينية، إلى اقتلاع أكثر من 10 ملايين شخص، حيث أجبر الهندوس في باكستان والمسلمون في الهند على الفرار من منازلهم وسرعان ما تحول الوضع إلى أعمال عنف.

وتشير بعض التقديرات إلى أن ما يصل إلى مليون شخص فقدوا حياتهم في عمليات القتل الطائفية، وفق ما أفادت به صحيفة "ذا إندبندنت".

موقف سوناك من المهاجرين


ما يجعل موقف سوناك أكثر حيرة هو حقيقة أنه هو نفسه ينحدر من عائلة هاجرت إلى بريطانيا. 

على الرغم من خلفيته المهاجرة، فقد اتخذ باستمرار قرارات ومواقف تبدو ضد مصالح المهاجرين.

ومن الأمثلة على ذلك موقفه الأخير من المهاجرين غير الشرعيين. 

تجنب سوناك تقديم رقم محدد، مشيرا إلى أن أولويته هي التركيز على الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين. 

ويثير هذا النهج تساؤلات حول تعاطفه مع زملائه المهاجرين والتحديات التي يواجهونها، وفق ما أفادت به صحيفة "ذا تليجراف".

كما سن سوناك أيضا قانونا من شأنه خفض صافي الهجرة السنوية في المملكة المتحدة بمقدار 300 ألف في السنوات المقبلة، وفق ما أعلنه وزير الداخلية جيمس كليفرلي، في مجلس العموم مطلع شهر ديسمبر الماضي.

وبحسب القانون، لكي تكون مؤهلا للحصول على تأشيرة عمل، سيحتاج المهاجرون المحتملون الآن إلى جني 48900 دولار، بدلا من 26000 دولار، وفق ما أفادت به صحيفة “Fortune”.


ردود أفعال غاضبة

وأثار تجاهل سوناك لهذه الحقائق التاريخية، وفشله في الاعتراف بالمعاناة التي لحقت ببلده وشعبه، مخاوف الكثيرين، لا سيما الأفراد المنحدرين من أصل هندي.

وفي أعقاب تصريحاته المثيرة للجدل، واجه وابلا من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أشار الهنود وآخرون إلى التناقضات في دفاعه عن المملكة المتحدة، وتجاهله الواضح للمذابح التي ارتكبها البريطانيون في بلده.

وقال أحدهم “قول الرجل الذي هو من بلد تعرضت للاغتصاب والسرقة والتدمير من قبل بريطانيا، يا له من مهرج”.

وأشار آخر “بريطانيا هي الجاني الرئيسي لمعظم أسوأ الفظائع في السنوات ال 200 الماضية”.

وقال ثالث “رجل هندي يقول إن بريطانيا لم تكن أبدا على الجانب الخطأ من التاريخ. هل ليس لديه احترام لذاته أو أدنى احترام لأسلافه الذين عانوا تحت الحكم الاستعماري؟؟”.

search