السبت، 06 يوليو 2024

07:16 م

قبل رمضان.. ضغوط متزايدة على حماس وإسرائيل لسرعة تطبيق هدنة

غزة

غزة

محمد خيري

A A
سفاح التجمع

كشفت صحيفة "ذا ناشيونال"، عن طبيعة مفاوضات الساعات الأخيرة التي تُجرى في العاصمة المصرية القاهرة، في ظل استمرار النقاشات بين الوسطاء حول قبول أطراف الصراع في قطاع غزة بهدنة مؤقتة خلال شهر رمضان المقبل، والذي من المرتقب أن يحل في 11 مارس الجاري، على أن تسمح تلك الهدنة بإدخال المساعدات لأهالي غزة خلال شهر رمضان.

وقالت الصحيفة، إن إسرائيل وحماس تتعرضان لضغوط متزايدة للموافقة على هدنة في غزة، من شأنها أن تمنع المجاعة في القطاع الفلسطيني المدمر، لافتة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية الآن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على تأمين وقف القتال قبل شهر رمضان.

غزة 


وأضافت أنه بعد أسابيع من المفاوضات المتقطعة، لم يتمكن الوسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر حتى الآن من إيجاد صيغة لهدنة وتبادل أسرى مقبولة لكل من إسرائيل وحماس، مع استمرار الخلاف بين الطرفين حول عدة أمور رئيسية، مع طلب الأطراف ضرورة التعديل على وثيقة باريس التي تم الاتفاق عليها والتفاوض حولها.

ونقلت الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية، عن مصادر مطلعة بشكل مباشر على محادثات الهدنة الأخيرة في مصر، والتي بدأت يوم الأحد واستمرت يوم الاثنين، أنه بينما تضغط مصر وقطر على حماس لإظهار المزيد من المرونة، فإن الولايات المتحدة تكثف أيضًا الضغط على إسرائيل للموافقة على صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقال أحد المصادر: "الخطوة التالية ستكون أن تعلن أمريكا وقف إطلاق النار وإيجاد الوسائل لإجبار الجانبين على الالتزام به"، على اعتبار أن واشنطن أهم حليف لإسرائيل وتقدم مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لها.
 

مخيمات رفح 


وبينما دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، حرب إسرائيل في غزة، يبدو أن صبرهم قد نفد في الأسابيع الأخيرة مع المفاوضات الفاشلة المتكررة لتأمين وقف مؤقت للحرب التي راح ضحيتها أكثر من 30500 فلسطيني، في القصف المتواصل على قطاع غزة.

وأصبح مدى الضغط الأمريكي للتوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان واضحا، عندما حثت نائبة الرئيس كامالا هاريس، حماس على قبول الصفقة وإسرائيل على بذل المزيد من الجهد لتعزيز توصيل المساعدات إلى غزة، برعاية الأمم المتحدة، محذرة في الوقت نفسه من أن مئات الآلاف من الأشخاص معرضون لخطر سوء التغذية والمجاعة.

ودفعت مساعي واشنطن للتوصل إلى هدنة في غزة وقلقها بشأن الوضع الإنساني المتردي، إلى قيامها بإسقاط إمدادات إغاثة جوا على غزة، ابتداء من يوم السبت الماضي، وهي العملية التي انتقدها شعوب العالم والعرب، معتبرين أنها مساعدات ضعيفة وجاءت في وقت متأخر، إلا أن واشنطن اعتبرتها رسالة لإسرائيل، في ظل الضغوط الأمريكية على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار، مع تعنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقاطعة المفاوضات الأخيرة في القاهرة.

وتأتي المقاطعة بعد أن ورد أن حماس رفضت طلب إسرائيل بأن تقدم الحركة قائمة بأسماء جميع الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر، وما زالوا على قيد الحياة في الأسر في غزة، إذ احتجزت حماس والفصائل الفلسطينية نحو 240 رهينة خلال هجمات 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، في ظل تأكيدات من حماس بأن نحو 70 من الرهائن قتلوا خلال القصف الإسرائيلي على غزة.
 

بيني جانتس 


ونوهت الصحيفة بأنه هذه المرة، قالت المصادر إن حماس تريد أن يكون إطلاق سراح الرهائن المتبقين وهم أعضاء نشطون في الجيش الإسرائيلي مشروطا بتقدم المفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ويعتقد أن من بين هؤلاء الرهائن ضباط و5 جنديات على الأقل.

كما تتمسك حماس بمطالبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وضمانات بأن وقف إطلاق النار الدائم سيتبع الهدنة التي اقترحها الوسطاء لمدة ستة أسابيع، بالإضافة إلى عودة من نزحوا بسبب القتال إلى ديارهم في شمال غزة، وتوفير السكن المؤقت لهم والغذاء والرعاية الصحية، وتدفق إمدادات إغاثة كبيرة، بما في ذلك الوقود، إلى غزة.

وتشدد حماس على وقف النشاط الجوي الإسرائيلي فوق القطاع، بما في ذلك الاستطلاع وتحركات الطائرات بدون طيار، وإطلاق سراح الفلسطينيين البارزين الذين يقضون أحكامًا طويلة بالسجن في إسرائيل كجزء من أي تبادل للرهائن والأسرى.

فيما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن زيارة بيني جانتس، الوزير في حكومة الحرب برئاسة نيتنياهو، إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت بدعوة من الجانب الأمريكي لإظهار الغضب الأمريكي على المستوى السياسي من سياسات نيتنياهو، حيث عقد جانتس اجتماعات مع عدد من النافذين في الولايات المتحدة، وهي لقاءات تمت بدون التنسيق مع نتنياهو، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

وأشارت الصحيفة إلى أن جانتس التقى بكامالا هاريس، نائب الرئيس الأمريكي ومسؤولين كبار آخرين في إدارة بايدن، ومن المتوقع أن يجتمع اليوم الثلاثاء، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن. 

قوات الاحتلال الإسرائيلي 


ويناقش الاثنان سبل تحسين الوضع الإنساني في غزة، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى توسيع جهود التطبيع بين إسرائيل والمنطقة، بحسب تصريحات البيت الأبيض ومكتب جانتس.

كما ناقش جانتس مع الأمريكيين، الحاجة إلى إقصاء حركة حماس من السلطة الفلسطينية والمشهد السياسي الفلسطيني، وضرورة قيام إسرائيل بوضع خطة إنسانية ذات مصداقية قبل القيام بعملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح، والذي يأوي حاليا أكثر من مليون من سكان غزة. 

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن آرون ديفيد ميلر ، وهو زميل بارز في جامعة هارفارد قوله: "من خلال دعوة بيني جانتس إلى البيت الأبيض، ترسل الإدارة إشارة لا لبس فيها على عدم الرضا عن بنيامين نتنياهو، ومخاوف من أنه ربما لم يعد الشريك الموثوق الذي يمكن التنبؤ به والذي تحتاجه الولايات المتحدة".

search