السبت، 23 نوفمبر 2024

03:59 ص

125 عامًا في حب "الفرير".. مجانية التعليم بدأت من هنا

إيمان رزق

A A

على امتداد مرمى البصر في اتجاه حي الظاهر بالقاهرة؛ تقع أقدم وأعرق مدرسة في مصر، (دي لاسال الفرير).. هنا يتحدث التاريخ عن نفسه على مدار 125 عامًا شكّلت عمر المدرسة العريقة التي خرجت كوكبة من عظماء مصر.

تأسست عام 1858، بعد إهداء الخديوي سعيد باشا أرض المدرسة للرهبان الفرنسيين، ليؤسسوا أول مدرسة لهم في حي الظاهر، جمعت أبناء الفقراء والأغنياء على حد سواء، وفي عام 1864 أرسل إليها الخديوي إسماعيل 12 من شباب الأسرة العلوية بهدف إعدادهم لشغل بعض الوظائف الرئيسية في الدولة.

يعود اسم المدرسة للقديس يوحنا دي لاسال مؤسس رهبانية أخوة المدارس المسيحية "الفرير"، الذي وضع علمه في خدمة أبناء الفقراء، وترك منزله وعاش مع المعلمين وتخلى عن مكانته ككاهن.

مدرسة العظماء

تخرج فيها العديد من مشاهير وزعماء الأمة، و7 من رؤساء وزراء مصر، وهم: إسماعيل باشا صدقي، وعبد الفتاح يحيى باشا، ومصطفى باشا فهمي، وعلي صبري، والدكتور عبد المنعم القيسوني، واللواء ممدوح سالم، والمهندس إبراهيم محلب"، كما تخرج فيها أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق الدكتور عصمت عبد المجيد.

الفرير شهدت طفولة وزير البترول والثروة المعدنية الحالي، المهندس طارق الملا، ووزير الخارجية الأسبق الدكتور عصمت عبد المجيد، ووزير التخطيط والمالية والاقتصاد الأسبق الدكتور عبد المنعم القيسوني، ووزير الإسكان الأسبق الدكتو فتحى البرادعي، ووزير الصحة الأسبق الدكتور أحمد عماد راضي، ومحافظ الدقهلية الأسبق اللواء محسن حفظي، بالإضافة إلى عدد من السفراء بعدد من الدول.

مشاهير “دي لاسال”

كما خرجت “دي لاسال” عددًا كبيرًا من الفنانين، منهم نجيب الريحاني، ورشدي أباظة، وفريد الأطرش، وأنور وجدي، وكريم عبد العزيز، وإدوارد، بالإضافة إلى الشاعر حسين السيد، فضلًا عن عدد من المهندسين العالميين، كالمهندس العالمي أنطوان نحاس، الذي صمم جميع المباني الحديثة بالمدرسة، ومصمم برج القاهرة وصاحب أول ناطحة سحاب في مصر الإنشائي نعوم شبيب.

 أول شرارة لمجانية التعليم

"الفرير" ليست مجرد منشأة تعليمية، لكنها نموذج متكامل لحالة التكافؤ المجتمعي بين جميع الطبقات، وهي أول مدرسة أطلقت أول شرارة لمجانية التعليم في مصر، فكانت تضم أبناء النخبة والفقراء وتبوء لهم بأعلى المناصب.

وتعد مدرسة "دي لاسال" نموذجًا للوحدة الوطنية بالمجتمع المصري، فطلابها 50% من المسلمين و50% من المسيحيين، يتعايشون تحت سقف واحد في حب وسلام، وترسخ داخل الطلاب الالتزام، وتشدد على الأخلاق والأخذ بأسباب التفوق.

الوحدة الوطنية

وتضم "الفرير"، مسجدًا وكنيسة، وفصولًا لذوي الهمم، وهي تعتبر أول مدرسة تضم هذه الفصول، كما أنها تتميز بالطابع التاريخي والإنساني، وتحتوي على مستوى تعليمي مرتفع لتخريج علماء وباحثين، منهم من حصل على بعثات لباريس وغيرها، وحفروا اسم مصر بأحرف من ذهب في الحضارات الأوروبية.

وتشكل الفرير جسر تواصل بين الأجداد والأبناء والأحفاد، فهي ملتقى للماضي والحاضر والمستقبل، وتجمع العلم والتاريخ.

واحتفاء بتاريخ الفرير تنظم احتفالية كبرى يوم السبت المقبل بمناسبة مرور 125 عامًا على إنشائها، ومن المقرر أن يحضرها رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، ووزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج، ووزير البترول المهندس طارق الملا، وعدد كبير من المسؤولين والإعلاميين والشخصيات العامة، بالإضافة لعدد كبير من خريجي المدرسة في شتى المجالات.

search