الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:03 م

نسخة من الموسكى.. حارة "العطارين" ملتقى الفقراء بالمنيا لشراء مستلزمات رمضان

حارة العطارين

حارة العطارين

المنيا - زينه الهلالي

A A

شوارع ضيقة ومحال تصطف بجانب بعضها البعض، يتوافد عليها الكثير من مختلف النجوع والقرى بمحافظة المنيا، ورغم ضيقها الشديد، ولكنهم يجدون ما يريدونه بها إنها "حارة "العطارين"،  أو “الزرازيري” في حي الحبشي وسط المدينة.

أقدم حارات المنيا

وتعتبر حارة “العطارين” من أقدم الحارات الموجودة بالمحافظة، ويبلغ طولها نحو 70 مترا تقريبا، ولا يزيد عرضها عن 3 أمتار، ولكنها تعد ملتقى الفقراء والبسطاء لشراء ياميش رمضان.

تتميز الحارة بوجود عدد كبير من محال العطارة، التي تفتح أبوابها من الصباح الباكر، ولرخص أسعارها يكاد ينفذ الياميش بها سريعا، مقارنة بالمحال الشهيرة التي تصل فيها الأسعار إلى أضعاف قيمة ما يباع به المنتج في حارة العطارين.

وش الخير

تجولت “تليجراف مصر”، داخل الحارة لترصد أجواء شهر رمضان الكريم، واستمتع للحاج محمد رمضان، صاحب أحد المحال التي يرجع تاريخها إلى عشرات السنين.

يقول “رمضان": “أعيش هنا منذ ولادتي، وقد ورثت هذا المحل عن أجدادي، فمنذ صغري كنت أقف فيه مع والدي، ويعتبر هذا المحل ”وش الخير" علي ولن أتركه في يوم من الأيام.

ويكمل حديثه عن حارة العطارين: “أنا لن نعرف للحارة تاريخًا محددًا، ولكن ما أعرفه أنه كان يعيش فيها أبين ومن قبله أجدادي منذ زمن طويل”. 



مركز ياميش رمضان

ويضيف الحاج محمد: "مفيش حد في محافظة المنيا مايعرفش "حارة العطارين"، لأننا نبيع الياميش الفرداني بثمن الجملة، ونوزع للعديد من محلات المحافظة، والإقبال علينا بيكون كبير، وهذا من فضل الله ".

ويقول محمود السيد صاحب محل بالحارة: "إن أبرز ما يميز حارة العطارين، أنه يوجد منزل قديم ومتهالك، معلقة عليه لافتة مكتوب عليها مقام سيدي "محمد القطيعي الشريف"، وأهالي الحارة يتباركون بذلك المقام، ويعتبرونه بركة كبيرة ويضيف لروحانياتهم".

بدوره يروي علي موسى، صاحب محل تمور عن حارة العطارين، علاقته بالحارة: “نشعر هنا كأننا في شارع الموسكي بالقاهرة، فطبيعة المكان والبيوت والمحلات المتقاربة تشعرنا برمضان فء الماضي وروحانياته، وبركة ”زمان"، وعندما أخرج من الحارة أشعر كأنني غريبًا في المحافظة".


نصف الثمن

ويضيف “موسى" : ”الزبون يفضل حارة العطارين لأن أسعار السلع رخيصة، وأقل عما يدفعه في أي مكان آخر، ولكن توجد أيضا الأنواع الغالية، فكل سلعه ولها وجودتها وسعرها". 
ويشير ممدوح على، أشهر بائعي البلح بالحارة، إلى أنه توجد محال تعتبر علامات في الحارة، ولا أحد يستطيع تجاهلها، حيث سميت الحارة على أسمائهم، ومنهم محل "الزرازيري" الذي يعد أقدم محال الحارة، وكذلك محلات النزهي والسروجي، فحارة العطارين بالنسبة لنا ليست أكل عيش فقط، بل هي حياة ورزق وزمن جميل لا يوجد في مكان آخر، ويكفيني الحياة بداخلها مع أهلها الطيبين دون مشاكل، وكأننا في الخمسينيات من القرن الماضي".

search