الإثنين، 09 سبتمبر 2024

10:10 ص

الإفتاء في حكم صادم: لا يجوز للحائض تلاوة القرآن من "الموبايل" (فيديو)

قراءة القرآن من غير المصحف

قراءة القرآن من غير المصحف

فادية البمبي

A A

تزامنًا مع بداية رمضان، ورغبة المسلمات على ممارسة العبادات والطاعات ومنها قراءة القرآن، تسأل بعضهن عن حكم قراءة القرآن للمرأة الحائض في الشهر الكريم. 

دار الإفتاء المصرية، نشرت مقطع فيديو عبر قناتها الرسمية بموقع يوتيوب،  للإجابة عن سؤال: هل يجوز قراءة القرآن للحائض من غير المصحف؟

وأجاب عن السؤال خلال الفيديو أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الدكتور أحمد ممدوح، قائلاً: “أجمع جمهور الفقهاء على أن المرأة الحائض لا يجوز لها قراءة القرآن مطلقًا ولو بعض آية، ولا لمس المصحف، لما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ”لم يكن يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة". رواه الترمذي.

يجوز لها الذكر والدعاء

أضاف أمين الفتوى: الجنابة والحيض شيء واحد باعتبارهما حدثاً أكبر، ويجوز لها الذكر والدعاء وإن كان بلفظ القرآن بشرط أن لا تقصد به القرآن بل الدعاء أو الذكر، وتثاب على ترك القراءة في هذه الفترة لأنها فعلت ذلك امتثالاً لأمر الله تعالى.

وأضاف: المرأة الحائض لا تمس المصحف ولا تتلفظ بالقرآن الكريم بصوت عالٍ، لذلك يمكنها قراءة القرآن الكريم من الموبايل بعينيها أو بقلبها دون تحريك شفتيها".

يرى المالكية أنه يجوز للحائض قراءة القرآن إذا كان للمراجعة، ولكن جمهور الفقهاء ذهب إلى أن الحائض لا تقرأ القرآن لا للحفظ ولا لغيره.

جمهور الفقهاء 

ونبه أمين الفتوى، على أن جمهور العلماء اشترط أن يكون الإنسان طاهرًا متوضئًا عند القراءة من المصحف، أما الإمام مالك فقد رأى جواز قراءة الحائض للقرآن من المصحف دون مس بأن تقلب أوراقه عند طريق عود مثلًا.

وأكد أنه مِن المقرر شرعًا أنه يحرم على المُحدِث حَدَثًا أكبرَ مسُّ المصحف؛ لقول الله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» [الواقعة: 79]، كما يحرم عليه تلاوة القرآن؛ لما أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يحجزه شيءٌ عن قراءة القرآن إلا الجنابة".

دلائل من السنة

واستدل أيضًا بما أخرج الترمذي في "سننه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا تَقْرَأُ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ». وهذا ما عليه جماهير الفقهاء.

وتابع: بالنسبة للحائض والنفساء؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة قراءتهما القرآن، وذهب المالكية إلى أنه يجوز لأي منهما قراءة القرآن في حال استرسال الدم مُطلَقًا؛ خافت النسيان أم لا، فإذا انقطع الدم لَمْ يَجُزْ لها القراءة حتى تغتسل إلا أن تخاف النسيان، كما ذهبوا إلى جواز مس المصحف لِمَن تتعلم القرآن أو تُعلِّمه؛ وذلك حال التعلم أو التعليم فقط.

وأفاد: فالأولى في حكم قراءة الحائض للقران من المصحف العمل برأي الجمهور خروجًا من الخلاف، فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية، ولا إثم عليها في ذلك ولا حرج.

search