الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:21 ص

قتل الرهبان المصريين في جنوب أفريقيا.. سجل إجرامي حافل ضد الدير القبطي

دير مار مرقس الرسول والقديس الأنبا صموئيل

دير مار مرقس الرسول والقديس الأنبا صموئيل

تامر إبراهيم

A A

بين جنبات دير مار مرقس الرسول والقديس الأنبا صموئيل، التابع للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، سالت دماء 3 رهبان مصريين في واقعة قتل شنيعة.
"تكلا ويسطس ومينا"، رهبان ثلاثة قتلوا في ظروف غامضة داخل الدير الذي بتتبع موقعه وتفاصيل بنائه، نجده في مكان أشبه بالمفتوح دون أسوار عالية أو نقاط تأمين قوية.
الدير الذي تم البدء في تطويره وإنشائه بشكل كامل قبل عام 2008، حظى بسجل حافل من الاعتداءات المتكررة قبل أن ترتكب بداخله جريمة قتل خلال الساعات الماضية.

 دير مار مرقس الرسول والقديس الأنبا صموئيل في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا

في لقاء تلفزيوني عبر أحد القنوات المسيحية مع وكيل الدير الراهب تكلا الصموئيلي، الذي استشهد في العمل الإجرامي، كشف العديد من الاعتداءات السابقة على الدير.

البداية في 2008

البداية كانت في عام 2008، حيث قال "تكلا" إنه "أحضر معدات للبناء والخدمات للدير وفوجئ بسرقتها يوم الأحد خلال العطلة الأسبوعية، بواسطة أحد العمال رفقة أصدقائه لقد سرقوا المعدات كلها".
وتابع "لما كلمت الأنبا أنطونيوس، مطران الكنيسة الأرثوذوكسية في جنوب أفريقيا.. قال لي لا تحزن، فقط صلي ولا يهمك، ياما هتشوف في أفريقيا.. الشعرة منكم بالدنيا كلها"، مضيفًا "أنا اختبرت الموت وربنا نجاني".
واستكمل الراهب تكلا "ذهبت لقسم الشرطة وحررت محضرًا بالمسروقات.. وأحد المخبرين اصطحب 7 عربات من قسم الشرطة وقبضوا على اللصوص واعترفوا أمام الشرطة وقالوا إنهم فوجئوا بشيء قوي يوقفهم بعد السرقة فألقوا بكل المعدات خارج الدير (في إشارة لمعجزة منعتهم من إكمال السرقة)".

قطع كابلات الكهرباء عن الدير في 2013

وحكى "الشهيد تكلا"، واقعة أخرى حدثت، حيث فوجئوا في الشتاء قبل 11 عامًا، بأحد العمال قطع كابل الكهرباء عن الدير في اعتداء عليه، وأوقعه في ظلام دامس قبل أن تصلحه الكنيسة.

اقتحام مسلح

بعد تلك الجريمة ببضعة سنوات، اقتحم 6 مسلحين الدير وقابلوا راهبًا وسألوه عن المال فقال لهم “أنتم جئتم إلى المكان الخطأ هذا مكان عبادة ونحن لا نملك أموالًا وإذا أردت المال لدينا صناديق العطاء يمكنكم فتحها”، بحسب الراهب تكلا الصموئيلي.

وتابع "ذهبوا معه بالفعل وفتحوا الصناديق ووجدوا بها بضعة قروش، ونصحهم الراهب وقال لهم لا تسرقوا ستذهبون للجحيم، وتحفظ الجناة على هاتفه خشية أن يبلغ الشرطة عنهم".

وأضاف الراهب "في الصباح علمت بما حدث وقمت بإبلاغ الشرطة، وعندما جاءت إلى الدير تفاجئت بعدم وجود أي خسائر تُذكر بخلاف تلك الناتجة عن الاقتحام".

وأوضح أن مسؤولي الشرطة في جوهانسبرج قالوا لمسؤولي الدير "اللي انتوا عملتوه بالمحبة لم نستطع فعله بالسلاح.. هنجيب الأفراد تعلموهم إزاي عملتوا كدا".

وروى القمص تكلا الصموئيلي واقعة أخرى لشخص سرق بعض المتعلقات من الدير وحاول العمال الاعتداء عليه، موضحًا أنه أوقف ذلك فورًا وضمد جراحه ومنحه الطعام والشراب.

وأضاف أنه عندما جاءت الشرطة للقبض عليه طلب منهم الراهب عدم الإضرار بالسارق، قائلا "كانوا يتعجبون من هذا الطلب كيف تطلب حماية من سرقك، كنت أريد فقط ألا يعود إلى تلك العادة".

وأشار إلى أن الجاني حصل على حكم بالحبس لمدة عام وبعد خروجه من السجن حضر إلى الدير لزيارته، وقال له "أنا جاي أعتذر ولن أسرق مرة أخرى، أنا طوال مدة الحبس أفكر فيما حدث وكيف تعاملت معي".

search