السبت، 06 يوليو 2024

06:50 م

أوكرانيا تناور روسيا بـ"استراتيجية الحرائق"

انفجار في إحدى مصافي البترول في روسيا

انفجار في إحدى مصافي البترول في روسيا

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

مع افتقار جيشها إلى الذخيرة والقوات اللازمة لكسر الجمود في ساحة المعركة، أخذت أوكرانيا توجها جديدا للحد من التوغل الروسي على أراضيها وفي الآونة الأخيرة، وركزت على ضرب البنية التحتية النفطية لروسيا، وهاجمت مصافي التكرير في عمق الأراضي الروسية.

وقال مسؤولون من الجانبين، إن طائرات بدون طيار أوكرانية ضربت في اليومين الماضيين أربع مصافي تكرير روسية، ما يضاف إلى سلسلة من الهجمات الأخيرة التي أشعلت النار في المستودعات وخزانات الوقود وغيرها من البنية التحتية النفطية في جميع أنحاء روسيا.

ومنذ بداية العام الجاري 2024، أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن ما يقرب من اثني عشر هجومًا من هذا القبيل، وأبلغت السلطات الروسية المحلية عن خمسة هجمات أخرى.

تقليص الأرباح

يقول الخبراء والمسؤولون الأوكرانيون وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن أوكرانيا تأمل في تعطيل الطرق اللوجستية للجيش الروسي والعمليات القتالية من خلال استهداف المصافي التي تزود البنزين والديزل والوقود للدبابات والطائرات المقاتلة وغيرها من المعدات العسكرية الحيوية.

علاوة على ذلك، يأملون في تقليص الأرباح التي تجنيها موسكو من صادرات المنتجات النفطية والتسبب في اضطرابات في سوق النفط المحلية في روسيا.

وقال ميخائيل كروتيخين، محلل الطاقة الروسي المستقل الذي يعيش في المنفى في أوسلو، إن الإضرابات دفعت موسكو إلى فرض حظر لمدة ستة أشهر على صادرات البنزين، بدءاً من الأول من مارس الجاري 2024، لمحاولة ضمان تلبية الطلب المحلي أثناء إجراء إصلاحات للمحطات المتضررة.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية الأسبوع الماضي: "من المحتمل أن تكون طاقة التكرير الروسية قد انخفضت بشكل مؤقت" بسبب الهجمات الأوكرانية المتعددة على المصافي.

ورقة رابحة

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوكالة الأنباء الروسية الرسمية ريا نوفوستي، بأن الهدف من الهجمات، إلى جانب التوغلات المسلحة التي قامت بها الجماعات الروسية المدعومة من أوكرانيا في الأراضي الروسية هذا الأسبوع، كان اما لتعطيل الإنتخابات أو الحصول على نوع من "الورقة الرابحة في عملية مفاوضات مستقبلية محتملة".

ويعد من الصعب حماية محطات النفط لأنها مترامية الأطراف وهناك الكثير منها في جميع أنحاء روسيا، مما يجعل موسكو غير قادرة بشكل واقعي على تزويدها جميعًا بالدفاعات الجوية، وفق “كروتيخين وداميان إرنست” خبير الطاقة والأستاذ بجامعة لييج في بلجيكا، وتقع العديد من المصانع التي تعرضت للقصف في روسيا بالقرب من أوكرانيا.

وكانت المصافي على وجه الخصوص محور التركيز الرئيسي، لأنها تحول النفط الخام إلى منتجات قيمة مثل البنزين والديزل والكيروسين ووقود الطائرات.

وأشار “كروتيخين” إلى أنه، على عكس البنية التحتية النفطية الأخرى مثل خطوط الأنابيب، فإن الكثير من الآلات المعقدة والهندسة المتطورة تدخل في مصافي التكرير، ويمكن أن يستغرق إصلاحها عدة أشهر، ويقول بعض المحللين إن الإصلاحات قد تستغرق وقتا أطول من المعتاد لأن العقوبات تحظر المبيعات الغربية لمكونات معينة لروسيا، وفق نيويورك تايمز.

توقف العمل

وبعد هجمات هذا الأسبوع، قالت السلطات الروسية، إن العمليات توقفت مؤقتا في اثنتين من المصافي التي تعرضت للقصف بالقرب من نيجني نوفجورود، شرق موسكو، وفي منطقة روستوف الجنوبية، كما اندلعت حرائق في مصفاتين روسيتين أخريين تعرضتا للقصف، بحسب السلطات المحلية .

لكن مثل هذه الاضطرابات لا تعني أن أوكرانيا قادرة حقاً على تقويض عملاق الطاقة الروسي، الذي يقع في قلب اقتصادها وجهودها الحربية.

ولا يزال من غير الواضح ما هو تأثير الهجمات، إن وجد، على القتال، ولا تزال روسيا تتمتع بالأفضلية في ساحة المعركة، وظلت تضغط على طول خط المواجهة في الأسابيع الأخيرة.

ومنذ بدء الحرب، جمعت روسيا نحو 450 مليار دولار من صادرات النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة، وفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، وهو منظمة بحثية مستقلة مقرها في فنلندا، ويقول خبراء عسكريون إن هذه الإيرادات ساعدت موسكو على توسيع صناعتها الدفاعية وشراء صواريخ وطائرات بدون طيار من إيران وكوريا الشمالية.

search