الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:17 م

صفقة أمريكية إيرانية.. الهدوء في الشرق الأوسط مقابل رفع العقوبات عن طهران

صفقة أمريكية إيرانية مرتقبة

صفقة أمريكية إيرانية مرتقبة

محمد خيري

A A

كشفت صحيفة “ذا ناشيونال”، نقلًا عن مصادر مطلعة لم تفصح عنها، أن محادثات غير مباشرة بدأت بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حيث تسعى الولايات المتحدة لتحقيق الهدوء في العراق بشكل مبدئي للحفاظ على قواعدها العسكرية هناك من هجمات الميليشيات التابعة لإيران، بالإضافة لإمكانية توسيع حالة الهدوء والاستقرار على مناطق الشرق الأوسط بأكملها.

وعلى الرغم من أن واشنطن لم تعلق على المناقشات الأخيرة، فإن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أكدت عقد الجولات الأخيرة من المحادثات غير المباشرة، قائلة إنها ركزت على المفاوضات الرامية إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران، والتي يُعتقد أنها دافع رئيسي لمبادرة طهران المتزايدة للتخفيف من الصراع الإقليمي.

أمريكا وإيران 

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله: "هناك مسعى أمريكي واضح لدعوة الإيرانيين للحفاظ على ضبط النفس النسبي من جانبهم، خاصة على الجبهة العراقية، حيث استمرت هدنة غير رسمية منذ أكثر من شهر، مع مناقشات لتوسيعها إلى مناطق أخرى سواء في البحر الأحمر أو قطاع غزة".

وجددت الولايات المتحدة هذا الشهر الإعفاء من العقوبات الذي يمنح إيران إمكانية الوصول إلى 10 مليارات دولار من الأموال، وهي أموال ناتجة عن السماح لطهران باستخدام عائدات الكهرباء من العراق لدعم الميزانية وسداد الديون.

وأضافت الصحيفة أنه ذلك التنازل هو أحد المؤشرات على أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "تظهر مدى استعدادها لكسب الإيرانيين في هذه الفترة الحساسة من الحرب في غزة، مع بدء الماراثون الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية"، طبقًا لمصدر لبناني مقرب من حزب الله لصحيفة "ذا ناشيونال".

وأضاف المصدر: "لا يبدو أن بايدن مستعد لمغامرة كبيرة قد تأكل المزيد من رأسماله السياسي"، حيث سبق أن أجرت الولايات المتحدة وإيران مناقشات من خلال وسطاء في عمان وجنيف ومدن أخرى بشأن طموحات طهران النووية المثيرة للجدل وبرنامج الصواريخ الباليستية ومناطق النفوذ الإقليمية.

لبنان وإسرائيل 

وتستهدف البلدان من خلال تلك المباحثات الحفاظ على الأمن الإقليمي وإيجاد سبل لمنع نشوب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، والذي أشعل شرارة حرب إسرائيل في غزة وأدى إلى حشد الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة لدعم الجماعات الفلسطينية.

وكانت الجماعات المسلحة في العراق وسوريا هاجمت القوات الأمريكية كجزء من جبهة منسقة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث تقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 31800 شخص استشهدوا بنيران إسرائيلية، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية.

وتأتي تلك المناقشات تتويجًا لجهود دبلوماسية غير رسمية لمحاولة الحد من الصراع بعد الهجوم الذي وقع في شهر يناير الماضي، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الحدود الأردنية السورية، ونسبتها واشنطن إلى المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مجموعة من الميليشيات المدعومة من إيران والتي تضم كتائب حزب الله.

وذكرت الصحيفة أن قائد عسكري إيران توجه إلى العاصمة العراقية بغداد، والتقى بالفصائل المسلحة المدعومة من إيران، وحثهم على ضرورة حدوث إنفراج فوري، ما دعا الكتائب العراقية لأن تعلن تعليق عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق، لمنع إحراج الحكومة العراقية في بغداد.

صفقة أمريكية إيرانية 

وفي لبنان، حيث يشن حزب الله، حليف إيران القوي، حرب استنزاف محصورة ضد إسرائيل المجاورة، كرست الولايات المتحدة جهوداً كبيرة لتحقيق هدنة ومنع صراع أكبر بين حزب الله وإسرائيل، وهو الصراع الذي وصفته أمريكا بانه من شأنه أن يكون له عواقب مدمرة على لبنان وإسرائيل، وربما يشعل مواجهة إقليمية أوسع نطاقًا.

ويرفض حزب الله باستمرار المحاولات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة للدعوة إلى هدنة قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

search