السبت، 06 يوليو 2024

07:52 م

روسيا تتهم الاتحاد الأوروبي بسرقة أموالها لصالح أوكرانيا

رئيسة المفوضية الأوروبية " أورسولا فون دير لاين"

رئيسة المفوضية الأوروبية " أورسولا فون دير لاين"

جاسر الضبع

A A
سفاح التجمع

في ظل التوترات المتصاعدة والتحديات الأمنية الراهنة، اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة الخميس، لمناقشة استراتيجية دعم أوكرانيا في مواجهتها لروسيا.

أصول روسيا المجمدة

النقاش الرئيسي تمحور حول استخدام أرباح مليارية متأتية من أصول مالية روسية مجمدة لتمويل شراء أسلحة لكييف، في خطوة تعكس الإرادة الأوروبية لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية.

المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد، اقترحت تحويل 90% من هذه الأرباح إلى صندوق خاص بالاتحاد يُستخدم لتمويل الأسلحة اللازمة لأوكرانيا، وفق رويترز.

وتُقدر الأرباح المتوقعة من الأصول  التي تشمل الأوراق المالية والنقدية للبنك المركزي الروسي بما يتراوح بين 2.5 وثلاثة مليارات يورو سنويًا.

روسيا تصف المقترح بالسرقة

من جانبها، وصفت روسيا، الخطة بأنها نوع من السرقة، معبرة عن رفضها الشديد لهذه الإجراءات، في المقابل، أيد المستشار الألماني "أولاف شولتز" الاقتراح، مؤكدًا على أهمية استخدام العائدات لشراء الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها، وأعرب عن تفاؤله بإمكانية توحيد الزعماء حول هذا الموضوع.

الفكرة تلقى دعمًا واسع النطاق بين حكومات الاتحاد الأوروبي، لكنها تثير تحديات خاصة بالنسبة للدول المحايدة أو تلك التي تتبنى سياسة عدم الانحياز عسكريًا، مثل مالطا والنمسا وأيرلندا، حيث أعرب المستشار النمساوي كارل نيهامر عن ضرورة التأكد من عدم إنفاق الأموال على الأسلحة والذخيرة.

رحب آخرون، مثل رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، بالاقتراح، معتبرينه طريقة معقولة للتعامل مع الوضع.

القرار ما زال قيد النقاش

لم يُتوقع اتخاذ قرار نهائي خلال القمة، لكن الزعماء أشاروا إلى الاتجاه الذي ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يتبعه في هذا الشأن، وتم التأكيد على أهمية تعزيز الدفاع الأوروبي وصناعة الأسلحة، في ظل المخاوف من توسع النفوذ الروسي والحاجة إلى استقلالية أوروبية أكبر في مجال الدفاع.

دعا رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل إلى اتخاذ خطوات جذرية لتحضير الاتحاد الأوروبي للدفاع عن نفسه ووضع اقتصاده على “أساس الحرب”، في مواجهة أكبر تهديد أمني منذ الحرب العالمية الثانية.

وخلال القمة التي استمرت يومين في بروكسل، تناول الزعماء موضوعات متنوعة، بما في ذلك الحرب على غزة، واحتمال بدء محادثات العضوية مع البوسنة، واحتجاجات المزارعين، ومع ذلك، كانت أوكرانيا في صدارة جدول الأعمال، حيث انضم الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى القادة عبر محادثة فيديو.

المساعدات متأخرة

وأعرب زعماء الاتحاد الأوروبي عن قلقهم المتزايد بشأن حالة الحرب، مع مكافحة القوات الأوكرانية لمحاولة صد القوات الروسية وتأخر حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار لكييف في الكونجرس الأمريكي.

كما ناقش الزعماء كيفية تمويل المزيد من الإنفاق الدفاعي، حيث تبنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرون اقتراحًا بشأن سندات الدفاع الأوروبية، في حين أبدت دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا وهولندا والسويد تشككًا في هذا الشأن.

الأزمة الأمنية الراهنة تتطلب استثمارات عاجلة في الدفاع، كما أشارت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس، مؤكدة على ضرورة العمل السريع وعدم الانتظار.

القمة بكل تأكيد تمثل لحظة فارقة في تاريخ الاتحاد الأوروبي، حيث ترسم ملامح السياسة الأمنية والدفاعية للمستقبل في ظل التحديات الجيوسياسية المتغيرة.

search