الأحد، 07 يوليو 2024

04:42 ص

لماذا سخر أحمد سعد من شقيقه العالم؟!

"مقززة" لا يوجد وصف يليق بالطريقة التي تحدث بها المطرب أحمد سعد عن شقيقه العالم سامح سعد في بودكاست المذيع عمرو أديب والفنانة أصالة!
أكره الحديث بمثالية والترفع عن واقع مرير نعيشه ونتعايش معه، لكن من وجهة نظري أن سخرية أحمد سعد من شقيقه الذي حصل على درجات علمية رفيعة المستوى، يعكس نوعاً من الحقد الدفين الذي يسري كالسم الزعاف عديم اللون والطعم والرائحة في كثير من الأسر بين أشقاء تتفاوت نسب نجاح كل منهم.
لقد ذكر بكل سماجة وسخافة أن شقيقه العالم البارز الرائع هو الأكثر فشلاً، ولو سلك طريق الفن مثله وشقيقهما الثالث عمرو سعد كان حاله سيصبح أفضل، وربما يقتني سيارة فارهة بدل من "الفيات 28" التي تتعطل به!!
لقد شاهدت حواراً سابقاً للعالم سامح سعد مع المحاورة الرائعة منى الشاذلي بعد فوزه بجائزة الدولة للعلوم، وبكل أمانة لا يسعنا إلى أن نقول سبحان الله حين نتصور أنه خرج من البطن ذاتها التي خرج منها أحمد سعد!
وأنا لا أقلل إطلاقاً من قيمة الأخير، لكنه أمر محير بالفعل، إذ ينتميان للأب ذاته والأم نفسها، والبيئة واحدة، لذا من الطبيعي أن يكون المنتج متشابهاً على الأقل، لكن حين يكون أحدهما عالماً بارزاً شغوفاً بالبحث، مجتهداً صبوراً، راقياً، والآخر أحمد سعد، فسبحان الله!
وما لم أستغربه إطلاقاً، ما ذكره الأخير خلال لقائه مع عمرو أديب بأن أمهم تفضل شقيقه سامح على أخويه، إذ حكى أنه اصطحبها في رحلة عمرة، وتحمل كل التكلفة المادية، وطاف بها حول الكعبة بينما كانت على كرسي متحرك، ثم فوجئ بها تدعو الله  في النهاية لشقيقه سامح ، وقال ضاحكاً، "قلت لها ربنا ما يرضاش بالظلم، أنا اللي عامل لك ده كله!!
لقد جسد الكاتب العبقري محمود أبو زيد هذه الكوميديا السوداء في رائعة السينما المصرية "الكيف" حين تعمق في تفاصيل العلاقة بين شخصية الباحث العلمي يحيي الفخراني، وشقيقه المغني التافه محمود عبدالعزيز، 
ولم أتخيل يوماً أن نشاهد جانباً من هذا العمل الفني الرائع، لكن في مشهد حقيقي عبثي بطله شخص  ليس لديه وعي أو قدرة على التمييز بين الجد والهزل، أو ما يليق قوله على الملأ وما لا يليق!!
لم تقتصر وصلة سخرية الأخ أحمد سعد على شقيقه فقط، لكنها تجاوزت إلى زملاء الأخير من العلماء، وكاد أن يصفهم بأنهم أقرب إلى كائنات فضائية... يا للسخافة!!
وفي المقابل شاهدت مداخلة للفنان عمرو سعد في الحلقة التي استضافت خلالها منى الشاذلي شقيقه العالم، وهو يحكي بفخر عن الأخير، ويؤكد استعداده للقدوم لتقبيل يده، شارحاً كيف كافح الأخ الأكبر للترقي في طريق العلم، منذ كان طفلاً صغيراً يحرم نفسه من أبسط المتع ليوفر من مصروفه حتى يشتري الكتب، وكيف تحدث عنه عالمنا الراحل وفخر مصر الدكتور أحمد زويل، مؤكداً أنه جاهز للفوز بجائزة نوبل من مصر، ورحلة سفره إلى اليابان والنمسا والولايات المتحدة لتحقيق غايته من العلم..
حين سئل مدرب فريق ليفربول الاستثنائي يورغن كلوب عن تأثير الكرة رد " نحن نمارس عملاً ترفيهياً لا يمثل أي أهمية مقارنة بأدوار عظيمة لفئات أخرى بالمجتمع مثل الأطباء والعلماء والمبتكرين، لكننا نساهم في إسعاد الناس ولو لدقائق"
أصبح الحديث عن أهمية العلم أشبه باسطوانة مشروخة في الزمن الذي نعيش به، حيث يتصدر التافهون المشهد، وتنقل أسرار البيوت في بث حي على شبكات التواصل الاجتماعي، ويتاجر الأزواج بزوجاتهم، والآباء بأطفالهم، لتحقيق ثراء سريع، على حساب العلم وما كنا نعتبره قيماً أصيلة بالأمس القريب الذي نعض عليه أصابع الندم!
أحمد سعد من وجهة نظري، وبغض النظر عن حقيقة العلاقة بينه وبين شقيقه، مجرد نموذج لشخص سطحي لم يؤت نصيباً من الثقافة، يشعر بدونية واقعية أمام أقرب الناس إليه، ويدرك جيداً أن السواد الأعظم من البشر الأسوياء يرون أن أخيه هو النموذج الأفضل ويتمنون أن يصبح أبنائهم مثله..
إن جميع الدول المتقدمة والشعوب العظيمة التي ننظر إليها بحسد، نهضت بفضل العلم وجهود رجال مثل الدكتور سامح سعد، الذي أعتقد أنه لم يلتفت كثيراً إلى ما قاله شقيقه، فمن بمثل مكانته لا يتمتع برفاهية "أوقات الفراغ! 
 

search