الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:38 م

إيطاليا تنفذ خطة استثنائية لإنقاذ أبناء زعماء المافيا من السجن

وسط المدينة القديمة في سينكيفروندي، كالابريا، وهي المنطقة التي تم فيها إبعاد 150 قاصرًا من عائلاتهم

وسط المدينة القديمة في سينكيفروندي، كالابريا، وهي المنطقة التي تم فيها إبعاد 150 قاصرًا من عائلاتهم

أحمد سعد قاسم

A A

تعمل الحكومة الإيطالية على توسيع برنامج موضع للجدل يهدف إلى إزالة أطفال قادة المافيا من بيئاتهم الإجرامية ووضعهم في رعاية الدولة أو مع أسر بديلة، وذلك بعد تحقيق نتائج وُصفت بأنها “استثنائية”. 

البرنامج الذي بدأ ضد مافيا “ندرانجيتا” في “كالابريا” وأدى إلى إزالة 150 طفلاً من أسرهم، يُطبق الآن على “مافيا كوزا نوسترا” في صقلية و"كامورا" في نابولي.

خطة حرية الاختيار

وفق “التايمز البريطانيه”، فإن البرنامج المعروف باسم “خطة حرية الاختيار”، تم إطلاقه في عام 2012 بواسطة القاضي روبرتو دي بيلا في كالابريا، الذي أُثير غضبه برؤية أطفال زعماء المافيا يسيرون على خطى آبائهم الإجرامية، وقال “كارلو نورديو”، وزير العدل الإيطالي، واصفا البروتوكول الجديد بأنه “لحظة تاريخية” في مكافحة المافيا.

وجرى تشبيه الأطفال الذين تعلموا العنف في سن مبكرة بـ"مجندي داعش “من حيث التحكم النفسي، لكن” دي بيلا" لاحظ “ضوءًا” في عيون بعضهم، ما يشير إلى إمكانية اختيارهم لحياة مختلفة، على الرغم من الانتقادات الأولية للبرنامج، حيث عانت فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا من كوابيس بعد نقلها إلى أسرة بديلة، ولكنها زارت “دي بيلا” لاحقًا لتعبر عن شكرها ورغبتها في أن تصبح طبيبة نفسية.

فرصة لتجنب الجريمة

يؤكد “دي بيلا” أن الهدف من البرنامج ليس فقط إبعاد الأطفال عن والديهم، بل منحهم فرصة لتجنب الجريمة والسجن. نتيجة غير متوقعة للبرنامج كانت قرار 30 أمًا من أمهات المافيا بمتابعة أطفالهن إلى المنتجعات التي تديرها الدولة، ما يُعد ضربة لزعماء المافيا الذين يتباهون بسيطرتهم على زوجاتهم.

اتُهم أحد الأبناء القاصرين بارتكاب ست جرائم قتل بينما أُمر آخرون بقتل أمهاتهم لأنهم اتخذوا شريكًا جديدًا أثناء وجود أزواجهن في السجن.

وقال دي بيلا، إن الأطفال الذين تعلموا إطلاق النار في سن التاسعة بعد مشاهدة الخنازير تذبح لجعلهم يعتادون على الموت، تم وضعهم تحت نفس السيطرة النفسية التي شهدناها بين مجندي داعش، مضيفا، "لكنني رأيت ضوءاً في عيون بعضهم، وعلمت أن بإمكانهم اختيار طريق آخر".

إنقاذ أحفادهم من حياة الجريمة

دي بيلا، الذي يختبر الآن البرنامج في “كاتانيا” بصقلية، يقول إن البروتوكول الجديد سيوفر التمويل الضروري لتوسيع البرنامج. وقد أشاد به زعماء مسجونون لإنقاذ أحفادهم من حياة الجريمة، وأدى البرنامج إلى اعتقال العديد من أفراد العصابات بعد أن قرر الآباء الإدلاء بشهادتهم ضد المافيا.

وقال دي بيلا، إنه يشهد بالفعل نتائج ضد عشائر “كوزا نوسترا” القوية في كاتانيا، حيث شكر أحد الزعماء المسجونين دي بيلا لأنه أنقذ أحفاده الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و14 عامًا، من حياة الجريمة.

تغيير مصير الآلاف من القاصرين

وكتب له الرؤساء في كالابريا ليقولوا إنهم يدركون أن أطفالهم سيكونون الآن قادرين على تجنب قضاء سنوات في السجن.

وقال دي بيلا، "كان الزعيم في كاتانيا في السجن، وكذلك والدي الأطفال، وقرروا جميعًا الإدلاء بشهادتهم ضد المافيا بعد أخذ أطفالهم، مما أدى إلى اعتقال العشرات من رجال العصابات".

أضاف، "في كاتانيا، يتم إرسال الأطفال في عربات الأطفال كغطاء عندما ينقلون كيلوجرامات من المخدرات".

وقال، "الآن مع البروتوكول الجديد يمكننا أن نتوقع زيادة مهمة في عدد الأطفال المشاركين - يمكننا تغيير مصير الآلاف من القاصرين".

search