السبت، 05 أكتوبر 2024

11:36 ص

الانتخابات المحلية التركية.. ترقب من السلطة وآمال للمعارضة

امراة تحمل علم تركيا

امراة تحمل علم تركيا

جاسر الضبع

A A

يدلى الأتراك بأصواتهم اليوم الأحد في انتخابات بلدية مهمة تعكس الصراع السياسي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه أكرم إمام أوغلو، وذلك في إطار استراتيجيتيهما لاستعادة السيطرة على مدينة إسطنبول الحيوية.

الكلمة للصندوق

وبدأت مراكز الاقتراع بفتح أبوابها في وقت مبكر من صباح اليوم في جميع أنحاء تركيا، وسجل أكثر من 61 مليون شخص أسماءهم للتصويت، ومن المتوقع أن تغلق مراكز الاقتراع في وقت متأخر من مساء اليوم، وسيتم الإعلان عن النتائج الأولية في وقت لاحق من الليل.

الانظار تتجه نحو اسطنبول

ويحمل التنافس الانتخابي في مدينة اسطنبول طابعا خاصا فالمدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة وتعد العاصمة الاقتصادية لتركيا، قد أثارت انتخابات عمدتها السابقة جدلا كبيرا بسبب النتائج المتقاربة بين أردوغان وإمام أوغلو، وتم إعادة إجراء الانتخابات في وقت لاحق بناءً على طلب من حزب العدالة والتنمية.

السلطة والمعارضة تحد على النفوذ

ويعتبر إمام أوغلو، الذي يهدف إلى تعزيز مكانة المعارضة السياسية بعد الهزائم المريرة التي تعرضت لها في الانتخابات العامة السابقة، تحد كبير لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية، فقد هزم إمام أوغلو أردوغان في انتخابات عام 2019 ليصبح عمدة إسطنبول، والتي عدت أكبر ضربة انتخابية تلقاها أردوغان منذ ما يقارب عقدين من الزمان.

ومن الممكن أن تعزز نتائج هذه الانتخابات، سيطرة أردوغان على البلاد، أو تشير إلى تغيرات في المشهد السياسي والاقتصادي للبلاد، وقد يكون انتصار إمام أوغلو في هذه الانتخابات بمثابة إشارة إلى أنه قد يصبح زعيمًا وطنيًا في المستقبل.

وتعبيرًا عن مواقف الناخبين، صرح المهندس "مراد إركان" ذو الستين عاما لوكالة "رويترز" للأنباء، بأنه لا يوافق على دور أردوغان النشط في الحملات الانتخابية لحزبه قبل الانتخابات، ويرى أن الرئيس يجب أن يكون محايدًا، وأعرب إركان عن تأييده لإمام أوغلو قائلاً: "إمام أوغلو هو نوع الرؤساء الذي نتوق إليه، بطبيعته البناءة والمبتسمة، التي تحتضن الجميع".

أردوغان أم أوغلو ؟

وإذا حقق إمام أوغلو الفوز في هذه الانتخابات، فقد ينظر إلى ذلك على أنه انتصار كبير للمعارضة ورسالة من الناخبين بضرورة تغيير السياسة والقيادة الحالية، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على الديناميكية السياسية في تركيا ويشجع المعارضة على تعزيز جهودها للتأثير في السياسة الوطنية.

من جهة أخرى، إذا حقق أردوغان الفوز في هذه الانتخابات، فسيعزز مكانته كزعيم قوي ويعطيه صلاحيات أكبر في توجيه سياسات البلاد. قد يستخدم هذا الانتصار لتعزيز سلطاته وتنفيذ أجندته السياسية والاقتصادية.

بغض النظر عن النتيجة، فإن الانتخابات البلدية في تركيا تعكس تنافسًا سياسيًا قويًا وتأثيرًا كبيرًا على المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، سيتابع العالم بشغف نتائج هذه الانتخابات وتأثيرها على المشهد السياسي في تركيا.

search