الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:23 ص

صلاح بسيون و«مو» ليفربول!

قرر محمد صلاح أن يضع على رأسه قرنيّ غزالة باللون الأخضر، ويوزع هدايا عيد الميلاد على الأطفال في مستشفيات إنجلترا، ما تسبب في غضب رواد مواقع التواصل الذين تصوّروا أنه سوف  يتجنب إظهار الفرحة برأس السنة هذا العام احتراما لأطفال غزة.

ينظرون إليه على أنه محمد، «ولدهم» الذي خرج عن طوعهم بعد أن أغدقوا عليه عواطفهم، وليس «مو» اللاعب المحترف الملتزم بتقاليد فريق منحه الشهرة والمجد.

يتعاملون معه على أنه ابن الطبقة الكادحة التي تشاطر الجار الحزن، وتقف بجانبه في الشدة، وأسقطوا من حساباتهم أنه ملياردير يمتلك أرصدة هائلة في البنوك، ويتصرف وفق قواعد أخرى.

يغلقون عليه حدود «بسيون» بأخلاق الفلاحين، بينما هو بالفعل في «ليفربول» المفتوحة على العالم، وما بين صلاح بسيون، ومو ليفربول خندق يفصل بين الثقافتين والموروثين والتقاليد والعادات.

الغاضبون على «مو» لا يريدون أن يطلقوا سراحه من سجن البطل الشعبي، باعتباره الشاطر صلاح الذي يقف في وجه الجميع، ويحقق المعجزات وينتصر في كل المعارك، رغم أنه لا «في يده سيف، ولا تحت منّه فرس».

خرج صلاح - يوم 18 أكتوبر الماضي - على الملأ ليعلق على الحرب في غزة،  فهاجمه الكثيرون لأنه لم يتحدث بأسلوبهم الحاد، ولم يوجه خطابه إليهم، بل تكلم بلسان متزن إلى الغرب الذي يستهدفه.

قبلها  بشهر واحد، رفعته السوشيال ميديا على الأعناق عندما لم ينتقل إلى اتحاد جدة، اعتقدوا  أنه رفض الأموال والقصور حتى لا يفرط في مبادئه، بينما الاحتراف بعيد عن كل هذا اللغو، وكل ما في الأمر أن صلاح فضّل الاستمرار مع فريقه من أجل تحطيم المزيد من الأرقام، لأن ذلك يمنحه عرضا أفضل في المستقبل.  

لا يرغبون في تصديق أنه مجرد لاعب كرة قدم يسعى لتحقيق طموحه بكل طاقتة، وليس لديه الوقت لتحقيق طموحاتنا.. بات صلاح ملكا لـ«مو».

search