الخميس، 04 يوليو 2024

06:52 ص

"الزلزال" يفجر أزمة جديدة بين الصين وتايوان.. سجال على "التعاطف"

مبنى مائل بسبب الزلزال في تايوان

مبنى مائل بسبب الزلزال في تايوان

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

تجاهلتا الصين وتايوان الزلزال المدمر الذي ضرب الثانية، ودخلتا في سجال حول التعليقات الرسمية والردود على رسائل الدعم والمساعدات المقدمة من دول العالم، في وقت يسابق في رجال الإنقاذ الزمن للبحث عن محاصرين أو معزولين تحت الأنقاض، بعد أسوأ زلزال يضرب الجزيرة منذ 25 عامًا.

وحوصر وفقد نحو 690 شخصا يوم أمس الخميس بعد الزلزال القوي الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وإصابة أكثر من ألف في تايوان، وفق “التايمز” البريطانية.

تبادل الاتهامات

وفي تطور دبلوماسي وسياسي جديد مع الجارة الصين، أدانت الحكومة التايوانية الصين ووصفتها بـ"الوقحة"، بعد أن شكر نائب سفير بكين لدى الأمم المتحدة العالم على قلقه بشأن وقوع زلزال قوي في الجزيرة.

وما زالت قضية تايوان وصراعها مع الصين قائما، حيث تقول الصين إن تايوان الخاضعة للحكم الديمقراطي هي جزء من أراضيها الخاصة، وأشار نائب مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، كنج شوانج، إلى "تايوان الصينية" في اجتماع عقد يوم الأربعاء الماضي، وأضاف "نشكر المجتمع الدولي على تعاطفه وقلقه".

وأعربت وزارة الخارجية التايوانية عن غضبها من هذه التصريحات، قائلة إنها "تدين بشدة استخدام الصين المخزي لزلزال تايوان لإجراء عمليات معرفية على المستوى الدولي"، في إشارة إلى ما تعتبره حربا نفسية صينية.

الأقوى الذي يضرب الجزيرة منذ 25 عامًا

وأظهر مقطع فيديو مصور لآثار الزلزال مباني تميل بزوايا محفوفة بالمخاطر في مدينة هوالين الشرقية، على بعد 100 ميل جنوب "تايبيه"، ولا يزال مصير حوالي 40 شخصًا، كانوا يسافرون في أربع حافلات صغيرة على طول الطرق المتضررة من الزلزال، مجهولا.

ومع ذلك، جرى تحرير حوالي 60 عاملا كانوا محاصرين في محاجر الصخور، وقالت وكالة الأنباء المركزية في تايوان إن الجميع تمكنوا من مغادرة الجبل بأمان.

وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7.4 درجة، وهو الأقوى الذي يضرب الجزيرة منذ 25 عامًا على الأقل، قبالة الشاطئ قبل وقت قصير من الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء، بينما كان الركاب في طريقهم إلى عملهم وتوجه الأطفال إلى المدرسة.

وكان الزلزال هو الأقوى الذي يضرب الجزيرة منذ عام 1999، عندما قتل أكثر من 2400 شخص ودمر 50 ألف مبنى، وكان مركز الزلزال على بعد عشرة أميال تحت قاع البحر، وعلى بعد 11 ميلا جنوب مدينة هوالين.

1070 مصابا

وأكدت سلطات الإنقاذ، أمس الخميس، أن ما يقرب من 1070 شخصا أصيبوا. وقالت الحكومة إن العديد من المحاصرين كانوا في مركبات كانت تسير عبر الأنفاق التي انهارت خلال الهزات الأرضية. وانهارت عشرات المباني، معظمها في مدينة هوالين، وقال عمدة المدينة “هسو تشين وي” إن 48 مبنى سكنيا تضررت.

كما تسبب الزلزال والهزات الارتدادية في حدوث 24 انهيارًا أرضيًا وإلحاق أضرار بـ35 طريقًا وجسرًا ونفقًا.

واستمر الشعور بالعشرات من الهزات الارتدادية في جميع أنحاء الجزيرة، وجرى الإبلاغ عن الهزات الناجمة عن الزلزال الأولي في أماكن بعيدة مثل شنجهاي.

استمرار الهزات في الأيام المقبلة

وتوقع المسؤولون استمرار الهزات في الأيام المقبلة. وكان مركز الزلزال على بعد حوالي 11 ميلا جنوب مدينة هوالين، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وفي العاصمة تايبيه، اهتزت المباني لأكثر من دقيقة بعد الزلزال الأول.

وقالت القوات الجوية التايوانية إن ست طائرات مقاتلة من طراز إف-16 تعرضت لأضرار طفيفة في قاعدة بالمدينة التي تنطلق منها في كثير من الأحيان لتفادي غارات القوات الجوية الصينية، لكنها تتوقع عودة الطائرة إلى الخدمة قريبا.

وتم تعليق القطارات السريعة وخدمات مترو الأنفاق والرحلات الجوية أثناء إجراء عمليات التفتيش، على الرغم من عدم وجود تقارير عن وقوع أضرار في خطوط السكك الحديدية أو المطارات، وانقطعت الكهرباء عن حوالي 87 ألف أسرة بعد الزلزال مباشرة، لكن مشغلي محطتي الطاقة النووية في تايوان أفادوا أنهم لم يتأثروا.

وقالت سلطات الإنقاذ في تايوان، إن من بين أولئك الذين تقطعت بهم السبل أكثر من 600 شخص يعيشون داخل فندق يسمى “سيلكس بليس تاروكو”، وفي حديقة وطنية شرق الجزيرة، بسبب دمار الطرق الأمر الذي يمنعهم من الوصول لمنازلهم. 

وأضافت سلطات الإنقاذ أن الموظفين والنزلاء في الفندق بخير وأن العمل على إصلاح الطرق المؤدية إلى المنشأة قد شارف على الانتهاء.

فيما تم إنقاذ آخرين من أنفاق الطرق المنهارة والمباني المتضررة، بعد أن تسبب الزلزال في أضرار جسيمة وانهيارات صخرية متعددة.

search