السبت، 05 أكتوبر 2024

11:09 ص

ساب مدرسته ورمى كراسته.. وركب جي كلاس!

علق أحدهم على فيديو الثلاثي عمر كمال وحسن شاكوش وحمو بيكا، وهم يقفون بكل أبهة أمام ثلاث سيارات فارهة تحمل لوحاتها حروف أسمائهم، قائلًا "ساب مدرسته، ورمى كراسته وزي ما انتو شايفين اتنين مرسيدس جي 63 وواحدة بي إم دبليو".

لا يمكن أن نلوم الناس على ردود أفعالهم، فما يجنيه الثلاثي المرح من أرباح هائلة، أمر يثير الحسد ويضعف النفوس، ويرسخ قناعة أصبحت تزداد يومًا بعد الآخر، بأن العلم أصبح يُكيل فعلًا بالبتنجان، ولم يعد يكفي لأكل عيش حاف، أو ربما يكفي لكنه لن يوفر بالطبع ثمن إطار واحد من سيارة أحدهم!

في وقت سابق، نشر المطرب عمر كمال عبر حسابه على فيسبوك، جبت 90% جبت 70% جبت 40% .. الشاطر اللي يعرف يجيب فلوس في الآخر، يا لها من رسالة عظيمة!

وحين نشر صور سيارته السابقة أو التي لا يزال يملكها، -ربنا يزيده- من طراز بي إم دبليو إكس 6، علق دكتور مهندس قائلًا “ أنا مهندس خريج الجامعة البريطانية، وفي غيري آلاف ويمكن ملايين اعتقد هنشتغل باقي عمرنا عشان نركب إكس 6  وعمومًا أنا واحد من الناس مش فارقلي انت وغيرك راكبين إيه”.

 ورد عمر كمال على المهندس قائلًا “اشتريت العربية من شقايا وتعبي، دا رزقي وكفاحي”، والكلام بالطبع عن الـ بي إم دبليو، قبل أن يكرمه الله من وسع ويشتري مرسيدس جي 63 يتجاوز ثمنها غالباً خمسة أضعاف قيمة سيارته السابقة، وعليها لوحة أرقام تحمل حروف اسمه، ثمنها يعادل قيمة سيارة أخرى فارهة، ويظهر بها رفقة صديقيه الرائعين في فيديو كليب ألهب مشاعر الملايين الذين يعانون لتوفير قوت يومهم!

السؤال الذي يفرض نفسه، هل هناك مبالغة في رد الفعل تجاه سلوكيات الثلاثي محدثي النعمة، ومثلهم الأسطورة محمد رمضان، أم أن تباهيهم بثرائهم الفاحش يأتي على سبيل "أما بنعمة ربك فحدث" ويتحتم علينا أن نقول ما شاء الله، ونخرس!

الإجابة البليغة على هذا السؤال لا يمكن أن تكون أكثر حكمة من تعليق صاحب الصوت الرخيم والذكاء الاستثنائي حمو بيكا، حين قال في أحد البرامج ردًا على منتقديه من المهندسين والأطباء “شغلوا دماغكم علشان تنجحوا زيي، ولا انتو عايزين تناموا والفلوس تجيلكم”، متابعًا "في مثل بيقول اللي يبص لعيشة غيره تحرم عليه عيشته"!

"شغلوا دماغكم" .. نصيحة مخلصة من شاب أمي مكافح بدأ حياته كمكوجي تقريبًا وشقي وتعب حتى أصبح، حقيقة لا أعرف ماذا أصبح، فمن الصعب أن تعتبره مطرب أو ملحن أو مؤدي، في نهاية الأمر أصبح حمو بيكا، الذي لا نستطيع تمييز طبيعته!

وعلى أهل العلم من الأطباء والمهندسين، النظر إلى نصف الكوب الممتلئ والاستماع إلى نصائحه لعلهم يعدلون الهرم المقلوب!

دعونا نسأل بجدية، بعيدًا عن هذا السفه، والإصرار على إثارة مشاعر الناس، لماذا لا يتصرف نجم عالمي مثل عمرو دياب بهذه الطريقة؟

لا شك أنه ثروته تتجاوز أضعاف ما يمكن أن يحققه بيكا و شاكوش وعمر كمال مجتمعين في حياتهم الحالية والمستقبلية، لكنه لا يقدم لجمهوره سوى فنه فقط، دون استفزاز أو استعراض لما يتمتع به من رفاهية!

ما لا يدركه هؤلاء وهم معذورون في ذلك، أن الأسوياء من الناس يضربون بهم المثل لأبنائهم كأفضل شاهد على أن النقود لا تصنع قيمة للبشر، وأن الحصول عليها ربما يتحقق دون جهد حقيقي!

لا ألوم عمر كمال وحسن شاكوش وحمو بيكا ومن فكر لهم حتى يظهروا بهذه الطريقة المستفزة، فما فعلوه جاء على قدر تفكيرهم وقناعتهم بأنهم سادة الكوكب، لكن من الضروري إرشادهم بضرورة التقليل من هذه التصرفات، خصوصًا في هذه المرحلة الصعبة.

وأنا شخصيًا أنصحهم بذلك، وأتمنى لهم التوفيق في حياتهم وتحقيق مزيد من الثراء خصوصًا حسن شاكوش، لأن المسكين لا يزال يقتني بي إم إكس 6 فيما يمتلك صديقاه جي كلاس.. ربنا يكرمك يا حسن! 
 

search