خارج الصندوق.. خبراء يضعون روشتة لإنقاذ السياحة
جانب من فعاليات موكب نقل المومياوات
أحمد مصطفى
تمتلك مصر إرثا ثقافيا وتاريخيا فريدا، إذ تضم آثار الحضارة الفرعونية التي تعود لآلاف السنين، وتشمل الأهرامات والمعابد والمقابر والمتاحف، كما تتمتع بموقع جغرافي مميز، حيث تطل على البحرين الأحمر والمتوسط، وتضم شواطئ رائعة ومنتجعات سياحية عالمية.
لم تقتصر مقومات السياحة المصرية على الجانب الثقافي والطبيعي فحسب، بل شملت أيضا الجانب المتحفي، حيث تزخر مصر بمدن عريقة وحافلة بالحياة والفن والترفيه والتراث.
ومع كل هذه المقومات السياحية الكبيرة، لماذا لم تحتل مصر المركز الأول عالميا في السياحة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثير من الخبراء والمهتمين بقطاع السياحة في مصر، الذي يعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، حيث يساهم بنحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر ملايين فرص العمل.
في هذا الإطار، تحدث «تليجراف مصر» مع خبراء في مجال السياحة، لمعرفة رأيهم في العوامل التي تحد من تألق السياحة المصرية، والحلول المقترحة لتنشيطها وتطويرها على النحو التالي:
السياحة بالمناهج الدراسية
قال أيمن عبد اللطيف، خبير السياحة، إن المجتمع المصري يحتاج إلى أن يتشبع بثقافة السياحة، ويجب تدريس مادة السياحة في المناهج بوزارة التربية والتعليم، لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية السياحة وتربية الأطفال على كيفية التعامل مع السائح وحسن معاملته، وتوعية الناس بأهميته للدولة، وأنه مصدر رئيسي للدخل القومي.
وانتقد عبد اللطيف، العشوائيات في منطقة الأهرامات، حيث أن العاملين لا يرتدون زي فرعوني أو أي مظاهر من مظاهر تشجيع السياحة، وطالب بأن يتم الاهتمام بشكل كبير بالتراث الفرعوني، وأن تقوم وزارة السياحة بجعل منطقة الأهرامات منطقة بانورامية، بمعنى أن تقوم الدولة ممثلة في وزارة السياحة بإلزام العاملين في مجال السياحة بمنطقة الأهرامات بارتداء الزي الفرعوني، وتقوم الوزارة باستجلاب العربات الفرعونية الحربية التي كان يستخدمها أخناتون، لتصبح منطقة الأهرامات منطقة بانورامية كاملة.
وأشار إلى أن ما يحدث الآن في منطقة الأهرامات عشوائية تامة، ويتحكم فيها مجموعة من الحراس يستغلون السائح، ويجعلونه يقع في دائرة من الاستدراج، والخوف من أن يتم النصب عليه.
وتابع “ولذلك يجب علينا أن نعيد تنشيط أفكارنا فيما يخص تنشيط حركة السياحة، حتى نستطيع إعطاء السائح تجربة سياحية متميزة”.
مهرجان عروس النيل الفرعوني
وأضاف أن عملية نقل المومياوات، “موكب المومياوات الملكية”، كانت مميزة للغاية، وأنها ما زالت تلقي بظلالها الإيجابية على قطاع السياحة، حيث ساهمت بشكل كبير في تدفق السياح إلى مصر، لمشاهدة هذا الحدث التاريخي الفريد، الذي نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، في موكب احتفالي مهيب، شارك فيه العديد من الفنانين والموسيقيين، وبثته العديد من القنوات الفضائية العالمية.
وأشار إلى “مهرجان عروس النيل الفرعوني” الكبير، الذي طالب بالاستفادة منه، بحيث يتم جلب المراكب الفرعونية في النيل، وتقديم عروضا فنية وثقافية تعكس تاريخ مصر العريق، وأنه يجب على شركات السياحة المساعدة في تنظيم هذا المهرجان، وعلى سبيل المثال أن تقوم بإحضار خمسة موظفين من كل شركة، ويقومون بارتداء الزي الفرعوني، وتجلب عربات فرعونية، ويسيرون بها في ميدان التحرير إلى نهر النيل، مثل مهرجان الطماطم في إسبانيا، و"الورد" في هولندا.
وقال إن الدولة المصرية تمتلك مقومات كبيرة، وأنه يجب الاستفادة منها لتنشيط السياحة، مشيرا إلى المدينة الأثرية المكتشفة تحت الماء، والتي تضم معالم تاريخية هامة، مثل قصر كليوباترا ومعبد إيزيس، وأنه يجب أن توضع الإسكندرية على الخريطة السياحية، وأن يتم فتح الأسواق المغلقة.
تحفيز السياحة
من جانبه، أكد عمرو القاضي رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن الهيئة تعمل على قدم وساق لتحفيز السياحة الوافدة إلى مصر من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والحملات الترويجية.
وأوضح أنه تم الاستعانة بشركة “McCann” الأمريكية لتنفيذ حملات إعلانية، مع إطلاق حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوفير مساحة إعلانية للمقصد السياحي المصري.
ومن بين الحملات الموجهة للأسواق الأوروبية، حملة "Follow the Sun"، حيث حصلت على جائزة أفضل إعلان سياحي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتم إطلاق كأس الهيئة لليخوت لتنشيط سياحة اليخوت في مصر، بالإضافة إلى تنظيم العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والرياضية المحلية والدولية، والمشاركة الفعّالة في المعارض السياحية العالمية.
وأوضح القاضي، أن الأدوات المستخدمة في الترويج للسياحة ليست جديدة إلكترونيًا، ولكن كيفية استخدام تلك الأدوات وتوصيل الرسائل للسائح المحتمل هي العنصر المميز.
تطور البنية التحتية
وأضاف أن استخدام الذكاء الاصطناعي يُظهر الإعلانات في الأوقات المناسبة، مما يشجع السياح على البحث عن معلومات إضافية حول مصر ويدفعهم للحجز.
وأكد أن تطور البنية التحتية في مصر خاصة الطرق المؤدية إلى المناطق السياحية؛ ساهم بشكل كبير في تنشيط حركة السياحة.
وأشار إلى أن شرم الشيخ استضافت العديد من حفلات الزفاف خلال العام الماضي، وأن هيئة تنشيط السياحة نظمت منتدى مختص لمنظمي حفلات الزفاف والمؤتمرات في شرم الشيخ.
سياحة حفلات الزفاف
وأضاف أن المنتدى جذب نحو 250 مشاركاً من دول مختلفة بهدف تعزيز سياحة حفلات الزفاف ودعم منظمي الحفلات، مشيرا إلى مشاركة الهيئة في المؤتمر الأول لاتحاد منظمي حفلات الزفاف الهندي، والذي حقق نجاحاً ورواجًا فيما بعد، وتم تنظيم العديد من الفعاليات خلال العام الجاري.
أسواق جديدة
من جانبه، قال حسن النحلة، النقيب العام للمرشدين السياحيين السابق، إن الدولة المصرية تمتلك مقومات كبيرة في قطاع السياحة، وأنه يجب عليها فتح أسواق جديدة لتنشيط حركة السياحة، مشيرا إلى أن تطور العلاقات المصرية الصينية ساهمت بشكل كبير في زيادة الزوار الصينيين، الذين يعتبرون من أهم السوق السياحية في العالم.
وأضاف النحلة أن السائح الصيني مثقف ومتنوع الأهداف السياحية، سواء الثقافية أو الشاطئية أو الترفيهية، وسخي في الإنفاق خلال رحلته في مصر، وله تأثير كبير على الدخل القومي المصري.
منافسة شرسة
وأشار نحلة إلى أن مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقتها الصين لربطها بباقي دول العالم، وخاصة الدول الأفريقية ودول العربية والأفريقية، تمثل فرصة كبيرة لتنشيط حركة السياحة والتعاون بين الدول المشاركة.
وأضاف أن السياحة المصرية تواجه تحديات كبيرة ومنافسة شرسة مع باقي دول العالم، لكنها تمتلك إمكانيات أكبر، وأنه يجب على الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني العمل معا لتجاوز هذه التحديات، والاستفادة من الفرص المتاحة، والابتكار في تقديم منتجات وخدمات سياحية متميزة، تلبي توقعات واحتياجات السائح العالمي.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
أمر اعتقال.. ماذا ينتظر نتنياهو؟
22 نوفمبر 2024 08:10 ص
بعد تثبيت الفائدة للمرة الخامسة.. ماذا يعني قرار البنك المركزي؟
21 نوفمبر 2024 09:08 م
بسبب "اغتصاب خضرة".. "بونابرت" أنهى خصام توفيق الدقن ويوسف شاهين
21 نوفمبر 2024 07:14 م
هل تعتقل الدول أعضاء "الجنائية الدولية" نتنياهو إذا ذهب إليها؟
22 نوفمبر 2024 02:00 ص
قانون لجوء الأجانب.. كيف يعزز مكانة مصر عالميًا؟
21 نوفمبر 2024 05:02 م
اعتقال نتنياهو.. العالم يرحب عدا دولتين
21 نوفمبر 2024 10:44 م
الأهرامات تحت المجهر.. حقيقة التعديلات الأخيرة
21 نوفمبر 2024 09:08 ص
هل يواجه طفلك مصير واقعة "حضانة الغربية" دون أن تدري؟
20 نوفمبر 2024 10:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً