الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:29 ص

"كراسة حنان" وتكتيكات ساعة الصفر.. من هنا بدأت حرب أكتوبر

غرفة عمليات حرب 6 أكتوبر قبيل ساعة الصفر

غرفة عمليات حرب 6 أكتوبر قبيل ساعة الصفر

محمد سامي الكميلي

A A

رغم مرور 42 عاما على تحرير سيناء، فإن الذكريات تتجدّد عن حرب أكتوبر المجيدة، التي سطرت أمجادا عظيمة لرجال القوات المسلحة المصرية. 

لحظات فارقة قُبيل الحرب لا زالت تبوح بأسرارها، وتكشف إلى أي مدى كانت خطة الحرب محاطة بسريّة تامة. وهنا إحدى هذه المحطات السريّة التي انطلقت منها حرب أكتوبر، تأخذنا من “كراسة” ابنة أحد قادة الحرب، إلى دار المحفوظات المركزية، مرورا بـ"رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

كشف المفكر الاستراتيجي اللواء دكتور سمير فرج، عن الأجندة التي كُتبت بها خطة حرب أكتوبر، والتي وضعت بناء على توصيات الرئيس محمد أنور السادات، الذي كان يريد معرفة توقيت بدء الهجوم على العدو الإسرائيلي، للاتفاق مع سوريا على عمليات الهجوم.

وقال “فرج”، في تصريح خاص لـ“تليجراف مصر”، إن اللواء محمد عبد الغني الجمسي، جاء في يوم أبلغ العقيد صلاح فهمي نحلة، أحد ضباط غرفة عمليات الحرب، أنه لا يوجد سوى أسبوع للإبلاغ عن موعد الهجوم على قوات الاحتلال الإسرائيلي.

العقيد صلاح فهمي نحلة، أحد ضباط غرفة عمليات الحرب

وأضاف المفكر الاستراتيجي، أن العقيد صلاح فهمي، بمفرده وبسرية تامة زار مركز الدراسات اللوجيستية في الأهرام، لمعرفة بعض أهم المعلومات، أبرزها موعد اجتماع الكنيسيت، ومواعيد الأعياد الدينية في إسرائيل، ثم ذهب للمخابرات للإطلاع على أوضاع العدو، ثم الذهاب لهيئة الأرصاد الجوية لمعرفة موعد طلوع القمر، ومعرفة جداول المدّ والجزر.

وتابع “ظل العقيد صلاح فهمي، يدرس كل ما جمعه من معلومات، وفي يوم استدعاه اللواء الجمسي، للسؤال عن تقرير خطة الحرب، فأبلغه (فهمي) أنه تم الانتهاء منها، ولا يتبقى سوى (تبييضها)، أي تدوينها بشكل منسق، فذهب لمنزله لكتابتها بخط اليد، نظرا لأن ضباط التخطيط وغرفة العمليات كان من باب السرية ألا يستخدموا الآلة الكاتبة، وبمجرد الوصول للمنزل للتبييض، لم يجد ورقا للكتابة عليه، فجاء بكراسة ابنته (حنان صلاح فهمي)، وراح كتب مسودة أنسب يوم وأنسب توقيت للهجوم”.

الرئيس الراحل السادات مع قادة القوات المسلحة في غرفة العمليات 

وأضاف أن العقيد صلاح فهمي، حدّد يوم 6 أكتوبر لخوض الحرب ضد العدو، لأنه يوم عيد الغفران عند اليهود، العيد القومي الديني الممنوع فيه لليهود أن تتحرك في الشوارع، وحدد موعد الهجوم في تمام الساعة 2 ظهرا، لأنه في تمام هذه الساعة سيتم العبور للضفة الشرقية 12 موجة حتى الساعة 6، ومع نزول الظلام، يتم البدء في إنزال الكباري، وبمجرد طلوع القمر الساعة 10 مساء، تعبر الدبابات على ضوءه، مؤكدا أن خطة حرب أكتوبر كلها كانت محسوبة من خلال العقيد صلاح فهمي نحلة.

وأفاد اللواء دكتور سمير فرج، أن اللواء الجمسي، طلب من العقيد صلاح فهمي، أن يتبعه بالكراسة المدون بها خطة الحرب كما هي دون أن يتم تبييضها في أوراق بيضاء، للفريق سعد الشاذلي، الذي كان قائدا للجيش المصري في حرب أكتوبر، وبمجرد عرض الكراسة وخطة الحرب على الفريق وافق على الفور.

وأضاف المفكر الاستراتيجي، أن الفريق الشاذلي، اصطحب العقيد صلاح فهمي والكراسة، للفريق أول أحمد اسماعيل، الذي كان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية آنذاك، وبمجرد عرض الكراسة عليه، وافق على خطة الحرب، وأمر “إسماعيل” العقيد صلاح فهمي، أن يذهب لمنزله.

وذهب الفريق أول أحمد اسماعيل هو واللواء الجمسي بالكراسة المدون بها خطة الحرب “كراسة حنان صلاح فهمي”، لعرضها على الرئيس السادات، لذا عندما كتب الرئيس السادات مذكراته، ذكر به (كشكول) الجمسي، إنما هو (كشكول) العقيد صلاح فهمي نحلة.

وقال اللواء دكتور سمير فرج، إنه بمجرد توليه منصب مدير هيئة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، أتيت بالعقيد صلاح فهمي، وتم الإعداد لحلقة تلفزيونية له، لحكي تفاصيل الكراسة المكتوب بها خطة الحرب.

وعن مكان كراسة حنان صلاح فهمي في الوقت الحالي، المدون بها خطة حرب أكتوبر، أفاد المفكر الإسترتيجي بأنها موجودة في دار المحفوظات المركزية.

search