الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024

10:21 م

السادات.. “الثعلب” يقتنص أكتوبر من اليهود

الرئيس الراحل محمد أنور  السادات

الرئيس الراحل محمد أنور السادات

مؤمن جمال

A A

تحمّل مسئولية تنوء بحملها الجبال.. لُقب بـ"الثعلب" شعاره دائمًا الضربات المُفاجئة، بينما كان الاقتصاد مضطربًا، والشعب بأسره يطالب بالثأر من المحتل الإسرائيلي، دبّر الرئيس الراحل محمد أنو السادات في الخفاء استراتيجية وخطة حرب أكتوبر 1973. 

واحد من أعظم زعماء مصر في تاريخها الحديث، قاد البلاد خلال الفترة الأهم، وحقق نجاحًا كان درسًا لجيش الاحتلال، وفي النهاية زارهم في عقر دارهم ليكون رمز  الحرب والسلام، الذي جاء اليوم ليُحيي ذكرى ميلاده.
 

نشأته 
 

بدأ “السادات” رحلة تعليمه بذهابه إلى كُتاب قريته، ظل يدرس قرابة 6 سنوات، استطاع خلالها  حفظ القرآن كاملًا، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بقرية "طوخ دلكا" المجاورة لقريته.
 

وتحدث “السادات” بدايته القروية الريفية، قائلًا "ستظل بخواطرها وذكرياتها زادًا يملأ نفسي ووجداني بالصفاء والإيمان فهناك تلقيت أول دروسي في الحياة، تعلمتها على يد الأرض الطيبة السمحة، التي لا تبخل على الناس بالزرع والثمر، وتعلمتها من سماء قريتنا الصافية المشرقة، إنني أعتقد أنني لو تخليت عن الروح الريفية التي تسري في دمي، سوف أفشل تمامًا في حياتي".
 

وبعد عودة والده من السودان، انتقل للعيش بمدينة القاهرة، والتحق بالعديد من المدارس بها، منها الجمعية الخيرية الإسلامية بالزيتون، ومدرسة السلطان حسين بمصر الجديدة، ومدرسة فؤاد الأول الثانوية، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة رقيّ المعارف بشبرا.
 

التحق “السادات” بالكلية الحربية عام  1936،  بعدما أبرم مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر معاهدة 1936 مع بريطانيا، والتى سمحت باتساع الجيش، تأهبًا للحرب العالمية الثانية مما أتاح له الالتحاق بالكلية الحربية.

رحلته العسكرية


عقب تخرجه من الكلية الحربية، التحق السادات بسلاح المشاة بالإسكندرية، وفي نفس العام نقل إلى "منقباد" في أسيوط، وهناك التقى لأول مرة بالرئيس جمال عبدالناصر.


وفى أكتوبر عام 1939، انتقل اليوزباشى، محمد أنور السادات، للعمل بسلاح الإشارة، فكان كثير التواصل بالألمان،  ما أثار غضب الإنجليز، مما أدى إلى فصله من الخدمة وصدور أمر باعتقاله.

اعتقالاته

اعتقل “السادات” في سجن الأجانب فبراير عام 1942، بعدما لم يهتم بانذارات المخابرات العسكرية له بقطع صلته بعزيز باشا المصري، الذي كان يطلب منه المساعدة في الهروب إلى العراق. 

وكانت المرة الثانية التي اعتقل فيها “السادات” بعدما أثبت الانجليز عليه أنه يحاول إخراجهم من البلاد، بالتزامن مع عمليات الحرب العالمية الثانية، وفي سبيل ذلك كان كثير الاتصال ببعض الضباط الألمان، حتى اكتشف الإنجليز هذه الصلة فدخل على إثرها المعتقل عام 1943.
 هرب السادات من المعتقل وعمل عتالًا على سيارة نقل تحت اسم مستعار، ثم انتقل إلى أبو كبير في الشرقية عام 1944 وعمل فاعلاً بمشروع ترعة رى،سقطت الأحكام العرفية على السادات تزامنًا مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، ليعود إلى بيته بعد ثلاث سنوات من الاعتقالات والمطاردات.

لم تستكمل رحلة اعتقالات “السادات” إلى هذا الحد بل،  تم اعتقاله انفراديًا في الزنزانة "54" في سجن قرميدان، إثر اتهامة بالاشتراك في اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد الذي اشتهر بتعاطفه الشديد مع الإنجليز، وواجه حينها أصعب المحن وأقسى الظروف، ولكن بعد هروب المتهم الرئيسي في القضية ولعد كفاية الأدلة الجنائية سقطت التهمة فافرج عنه.

عودته للجيش

عاد لصفوف الجيش المصرى مرة أخرى عام 1950، بعدما تحدث مع يوسف رشاد، برغبته في العودة إلى الجيش، وفي تلك الفترة كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يشكل تنظيماً عُرف بـ"تنظيم الضباط الأحرار"، حيث استعان عبدالناصر بعدد كبير من ضباط الجيش، منهم أنور السادات، الذى كانت علاقته قوية مع بعض رجال الملك، وضمه إلى اللجنة التنفيذية للتنظيم.

ثورة 23 يوليو

الساعة تدق الساعة السابعة والنصف، صباح  23 يوليو 1952، احتل السادات دار الإذاعة بالقاهرة، ونظرًا لفصاحته اللغوية ألقى بيان الثورة الأول ليسمعه العالم أجمع، كما حمل مع اللواء محمد نجيب، إلى الإسكندرية، الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش.


تولى “السادات” العديد من المناصب؛ بعد ثورة 23 يوليو منها عضوية محكمة الثورة 1954، ثم سكرتير عام المؤتمر الإسلامي، وشارك في تأسيس جريدة الجمهورية عام 1955وتولى رئاسة تحريرها.

كما تولى “السادات” منصب أول أمين عام للاتحاد القومي تلك المنظمة التي سبقت تشكيل الاتحاد الاشتراكي العربي 1957، ورئاسة مجلس الأمة لمدة ثماني سنوات، كما أنيط به الملف السياسي لحرب اليمن وعين نائبًا لرئيس الجمهورية 1969، وظل في هذا المنصب حتى وفاة جمال عبد الناصر.

رئاسته للجمهورية
 

تولي الحكم 29 سبتمبر 1970 خلفًا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وجرى انتخابه من قبل الشعب باستفتاء في 15 أكتوبر عام 1970.

حرب أكتوبر 1973
 

أعلن "السادات" نيته للحرب في عدة مناسبات، موضحًا ضرورة تجهيز القوات المسلحة لدخول الحرب وأطلق على عام  1971 عام"الحسم".
 

ونجح “الثعلب" في دعم التواصل مع الدول العربية، في مقدمتها سوريا والسعودية، بعد طرده للخبراء السوفيتيين عام 1972 .
 

تحالف “السادات” مع الرئيس السوري حافظ الأسد، وقررا استرداد الأرض التى خسرتها الدولتان إبان نكسة 1967، وخلال اجتماع السادات مع الأسد في دمشق يومي 28 و29 أغسطس اتفقا على أن يكون يوم 6 أكتوبر 1973 هو يوم بدء الحرب.
 

يوم السادس من أكتوبر 1973 م، 10 رمضان 1393 هـ، فاجيء الجيش المصري، الجنود الإسرائيليين، بالضربة الجوية.  

وحققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا. 
 

وقاد السادات مصر والعرب نحو تحقيق أول نصر عربي في جولات الصراع العربى الإسرائيلى، هذا النصر الذى أدى إلى استرداد مصر لكامل أراضيها المحتلة.
 

معاهدة السلام
 

كعادة حقق أنور السادات، عنصر المفاجأة بزيارته إلى القدس في 19 نوفمبر 1977، والقى خطابه الشهير في الكنيست، وفي 17 سبتمبر 1978، وقع السادات اتفاقية السلام في كامب ديفد مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، بعد مفاوضات بين الجانبين. 
 

في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ميريلاند، واستمرت المفاوضات 12 يوماً، وجرت المفاوضات ومن ثم التوقيع برعاية الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.

جائزة نوبل 
 

فاز الراحل أنور السادات بجائزة نوبل للسلام، ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، لجهودهما فى تحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط، في27 أكتوبر 1978.
 

اغتياله
 

تعرض الزعيم أنور السادات في ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1981، أثناء حضوره للعرض العسكري، احتفالًا بذكرى نصر حرب أكتوبر للاغتيال من قبل خالد الإسلامبولي الذى حكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص.

search