الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:21 ص

"الاقتراح المصري" هل يقود لإنهاء الحرب في غزة؟

إسرائيليون ينظرون إلى صور المحتجزين لدى “حماس”

إسرائيليون ينظرون إلى صور المحتجزين لدى “حماس”

أحمد سعد قاسم

A A

أحال مجلس الوزراء الإسرائيلي المسئول عن الحرب، الاقتراح المصري بوقف الحرب مع حماس، إلى هيئة وزارية أوسع مع ازدياد الضغط الداخلي لضمان تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة الفلسطينية، وسعى الدول الإقليمية لإيجاد حل لوقف القتال في غزة.

وجرى عرض الخطة المقترحة على مجلس الوزراء الأمني المؤلّف من 14 عضوًا، مساء أمس، مع تقديم إحاطة شاملة للهيئة حول مساعي تحرير المحتجزين ومواضيع أخرى متعلقة بتطورات الحرب، بحسب شخص ملم بجدول أعمال الاجتماع.

وأكد مسئولون إسرائيليون أن تل أبيب لن تقبل بأي اتفاق يمنح حماس دورًا في غزة بعد انتهاء الحرب، كما تنص الخطة المصرية، وأنه من غير المحتمل أن يتخذ مجلس الوزراء الأمني قرارًا بشأن الاقتراح. لكنّ إسرائيل على استعداد لبحث المرحلة الأولى من الخطة، التي تتضمن تحرير الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق إسرائيل للسجناء الفلسطينيين، وفقًا لما ذكره داني دانون، النائب البارز في حزب الليكود الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو . وقال دانون، الذي لا ينتمي إلى مجلس الوزراء الأمني “كنا مستعدين لبدء حوار أو مفاوضات حول المرحلة الأولى".

وبالنسبة إلى المراحل اللاحقة، قال “نحن حريصون جدًا على ضمان عدم كون حماس جزءًا من أي اتفاق مستقبلي في غزة”.

صورة أرشيفية من مصالحة حماس وفتح بالقاهرة

حكومة موّحدة

ومن المنتظر أن يسافر وفد من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى القاهرة في القريب العاجل لمناقشة الاقتراح، بما فيه إنشاء حكومة موحدة محتملة تتولى إدارة غزة والضفة الغربية، حسبما أفاد عضو اللجنة أحمد مجدلاني، الثلاثاء.

وفي البداية، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الفلسطينيين في الأمم المتحدة، رفضها الاقتراح بعد الاطلاع على بعض تفاصيله. وأعرب الأعضاء الثلاثة الذين يملكون حق التصويت في حكومة الحرب الإسرائيلية، نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت وبيني غانتس، عن رفضهم لبقاء حماس في السلطة، بعد أن شنت هجوم “طوفان الاقصى”.

وامتنع المتحدثون باسم نتنياهو وغالانت وغانتس عن الإجابة عن أسئلة حول المفاوضات حول الاقتراح المصري. وقال مسئول إسرائيلي إن الحكومة “تثمن المشاركة المصرية”. لقد كان لهم دور هام في عملية إطلاق سراح الرهائن السابقة. وقال المسئول: “إذا استطاعوا مساعدتنا في القيام بذلك مرة أخرى فسنكون ممتنين لهم". حسب “وول ستريت جورنال”.

إسرائيليون ينظرون إلى صور المحتجزين لدى “حماس”

تحرير المحتجزين

وأوضح دانون أن الحكومة الإسرائيلية تدرس الاقتراح المصري لأنها تهتم بأي فرصة لتحرير المحتجزين، مشيرًا إلى أن هناك إمكانية لإعادة النظر في المرحلة الأولى في المستقبل.

وفي واشنطن، اجتمع وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أمس الثلاثاء، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان.

وقال مسئول في البيت الأبيض إن المحادثات تناولت الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب لتركيز الجهود على أهداف حماس ذات الأهمية العالية، إضافة إلى خطوات لتحسين الحالة الإنسانية والعمل على تحرير الرهائن الباقين.

كما تطرقت المحادثات إلى التخطيط لما بعد الحرب، بما في ذلك إدارة غزة والمستقبل السياسي للشعب الفلسطيني.

فيما يبحث السياسيون الإسرائيليون في خياراتهم، يعيد الجيش الإسرائيلي توجيه حملته العسكرية نحو المناطق الجنوبية من قطاع غزة بعد أن اقترب من السيطرة العملياتية في الشمال.

وقالت القوات الإسرائيلية إنها استهدفت أكثر من 100 هدف في الأيام الأخيرة، بما في ذلك ما وصفته بالبنية التحتية للمتطرفين، برا وبحرا وجوا. وشنت عدة غارات جوية في رفح، بحسب “وفا” (وكالة أنباء السلطة الفلسطينية الرسمية). وهو المكان الذي نزح إليه مئات الآلاف من الفلسطينيين بناء على توجيهات إسرائيلية بمغادرة شمال غزة.

وقال محللون إن التركيز على رفح يهدف جزئيًا إلى تدمير البنية التحتية للتهريب التي تزعم إسرائيل وجودها حول الحدود المصرية. وقال مايكل ميلشتاين، وهو ضابط كبير سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية “أحد الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل هو التأكد من أن الوضع الذي كان في هذا المكان حتى 7 أكتوبر لن يعود”.

شباب فلسطينيون يقفون وسط ركام منزل دمره القصف

المقترح المصري

وينص الاقتراح المصري على وقف مؤقت للقتال لتمكين تبادل ما بين 40 إلى 50 محتجز إسرائيلي مع ما بين 120 إلى 150 أسيرًا فلسطينيًا. 

وبحسب الاقتراح الذي تم تسليمه للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، نهاية الأسبوع الماضي، مع قطر والولايات المتحدة، فإن اتفاق وقف إطلاق النار سيتبعه تشكيل حكومة انتقالية تقنية لغزة والضفة الغربية تضم مختلف الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس وفتح، وهي الفصيل الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية.

وعندما تتولى الحكومة الانتقالية السلطة، ستُجرى انتخابات تخلُف فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يبلغ من العمر 88 عامًا، بزعيم أصغر سنًا. ويُنظر إلى حسين الشيخ، وهو مسئول رفيع في السلطة الفلسطينية التي تتزعمها حركة فتح ومسئول التواصل الأعلى مع الحكومة الإسرائيلية، على أنه مرشح محتمل.

وأشارت إسرائيل إلى أنها مستعدة لقبول دور للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها في إدارة قطاع غزة بعد الحرب “إن أي دور في غزة حتى لو كانت حماس مسلحة سوف يتناقض مع هدف إسرائيل الحربي الذي يتمثل في القضاء على الجماعة”.

وقُتل أكثر من 20 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة منذ بدء الحرب، بحسب السلطات الصحيّة هناك. ويبلغ عدد القتلى الرسمي، الذي لا يميز بين المقاتلين والمدنيين، ما يقرب من 1٪ من سكان القطاع. 

وفقًا للأمم المتحدة، نزح نحو مليوني نسمة من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، تعيين الدبلوماسي والسياسي الهولندي المخضرم سيغريد كاغ، في منصب جديد لمنسق الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في غزة. وتم إنشاء هذا الموقف بموجب قرار لمجلس الأمن صدر يوم الجمعة يدعو إلى جلب المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة لمعالجة الأزمة الإنسانية.

search