السبت، 05 أكتوبر 2024

12:39 م

تصريحات إيرانية متضاربة بشأن "الطوفان" تنذّر بتوتر مع حماس

هنية يلتقي خامنئي في 21 يونيو الماضي⁩

هنية يلتقي خامنئي في 21 يونيو الماضي⁩

أحمد سعد قاسم

A A

أثارت تصريحات المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، حول عملية “طوفان الأقصى” (نفذتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي)، توترات داخل إيران التي سارعت إلى نفي تلك التصريحات، مثلما نفتها الحركة الفلسطينية أيضًا.

وبكلمات مثيرة للانتباه ومتناقضة مع الموقف الرسمي لإيران، قال شريف إن “طوفان الأقصى” كانت واحدة من العمليات الانتقامية ردًا على مقتل قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني)، وهو ما نفته حماس وقالت إن “طوفان الأقصى” جاءت ردًا على انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين.

قائد فيلق القدس بالحرس الثوري سابقا قاسم سليماني

تناقض وإرباك

تصريح شريف يكشف تناقضًا واضحًا بين القادة في إيران من جهة، ومن ناحية أخرى يأتي مناقضًا تمامًا لموقف الدولة الرسمي الذي أكده المرشد الإيراني، علي خامنئي، في 10 أكتوبر الماضي، حين نفى تورط بلاده في الهجوم على إسرائيل، ووصف الاتهامات الموجهة لإيران بأنها "إشاعات تل أبيب لتوريط طهران في القصة".

قال الخبير في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن، إن التناقض في التصريحات الإيرانية بشأن عمليات حماس ينبع في الأساس من الواقع الإيراني، فإيران تدعم حماس والجهاد الإسلامي ماليا ولوجستيا وعسكريا، وكانت تنتظر من حماس الصمت والتصديق علي كل ما تقول.

وقال وجدان لـ “تليجراف مصر” أن إيران متورطة في عملية "طوفان الأقصى"،  كما أكد مندوب حماس في لبنان. وقال إن إيران تعهدت بالوقوف إلى جانب حماس.

وأضاف وجدان أن تخوف إيران من أن تكون محل استهداف في المنطقه جعلها تتراجع وتنفي تصريحاتها بشأن ضلوعها في عملية حماس الأخيرة ونفى أي علاقة بينها وبين عمليات حماس العسكرية.

 وتابع الخبير في الشأن الإيراني أن طهران كانت تتوقع أن تصمت حماس مقابل ما تقدمه لها من دعم مادي لكن حماس التي شعرت بالإحراج نفت التصريحات الإيرانية، ما وضع إيران أيضا في موقف حرج أجبرها على نفي التصريحات والتراجع فيها بشكل رسمي.

وأشار إلى أن إيران نفت التصريحات لآنها "حاولت أن تحافظ على علاقتها مع حماس وأن لا تثير غضبها أكثر من ذلك ، لأن هذا التصريح ألحق الضرر بالجماعات التابعة لإيران في قطاع غزة وجعلها في موقف صعب.

وفي تقرير سابق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت إن كبار الضباط في “الحرس الثوري” شاركوا في التخطيط لهجوم “حماس” منذ أغسطس الماضي. ونقلت عن مصادر في الحركة الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني أن المسئولين الإيرانيين وافقوا على الهجوم على إسرائيل في اجتماع عُقِد قبل أيام من الهجوم، وأشارت إلى اجتماعات أسبوعية عقدها قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، مع قادة جماعات مسلحة متحالفة مع إيران.

المرشد الإيراني والرئيس السوري بشار الأسد

توترات سابقة

على الرغم من العلاقة التاريخية الممتدة بين حماس وإيران، فإنها مرت بفترات توترات وصلت في بعض الأحيان إلى قطيعة دامت لسنوات.

على سبيل المثال، قطعت حماس علاقاتها مع إيران في عام 2012 بسبب دعمها نظام بشار الأسد، الذي كان يضطهد الأغلبية السنية في سوريا، إلا أن حماس تصالحت فيما بعد مع إيران واستأنفت تلقي المساعدات المالية والعسكرية من طهران.

وفي مرحلة أخرى من التوتر تدهورت العلاقة بين طهران وحماس بعد تسريب تسجيل لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، موسى أبو مرزوق، عام 2016، حيث انتقد طهران واتهمها بقتل المدنيين في اليمن، وأن حركة حماس لا تحظى بأي دعم من إيران.

بعد هذه التصريحات، بدأت العلاقة بين الجانبين في التراجع قبل أن يعلن، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، زيارته إلى طهران لتهدئة الأوضاع بعد تصريحات أبو مرزوق التي أغضبت إيران، وخوفًا من أن ينقطع الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه لحركة المقاومة.

ملايين الدولارات

ورغم عدم الإفصاح عن حجم العطايا الإيرانية للحركة الفلسطينية، فإن التقديرات تشير إلى أن الدعم المالي الإيراني لحماس يبلغ عشرات الملايين من الدولارات، وفقًا لما ذكرته صحيفة “صنداي تلغراف” في عام 2015، نقلًا عن مصادر استخباراتية، حيث يتم إنفاق المبلغ على إعادة بناء الأنفاق التي تستخدمها الحركة في عملياتها ضد إسرائيل، ولإعادة بناء ترسانتها الصاروخية.

وفي تصريح سابق أدلى به قائد حركة حماس، إسماعيل هنية، لقناة “الجزيرة” القطرية في عام 2022، قال إن إيران تدعم الحركة سنويًا بـ70 مليون دولار.

ضربة جوية

وقضى قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في العاصمة العراقية بغداد، في 3 يناير 2020. وكان يتولى قيادة فليق القدس المسئول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، وكان من أهم المنفذين للسياسة الإقليمية لطهران.

search