الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:11 ص

بعد كارثة الثلاثاء.. "سنتريس" تحت الأضواء

جانب من الحادث

جانب من الحادث

عاصم هشام

A A

مع بزوغ الفجر اعتادت فتيات وأطفال قرية سنتريس بمحافظة المنوفية، للخروج تحت لهيب الشمس الحارقة، للعمل في المزارع لجني الثمار، من أجل مساعدة أسرهم في كسب الرزق الحلال.

كان فجر يوم الثلاثاء الماضي ليس كباقي الأيام حيث استعدت فتيات القرية كعادتهن للخروج مع شروق الشمس، إلا أن أقدارهن لم تكن كمثل أي يوم، فمع بلوغ شمس الظهيرة عادوا إلى منازلهن في نعوش مصحوبة بصرخات الأهالي، بعدما غرقن إثر سقوط السيارة التي كن يستقللنها في معدية أبو غالب.  

صرخة 25 فتاة 

بعد دقائق قليلة من خروج الفتيات من منازلهن مستقلين سيارة للوصول إلى مكان عملهن، استيقظ أهالي القرية، على صرخة غرق 25 فتاة في نهر النيل، إثر سقوط السيارة التي كن يستقللنها في معدية أبو غالب، حال وصولها إلى وجهتها بالناحية الغربية للرياح، اهتزت -كما هو مألوف- لدى اصطدامها بمكان رسوها تمهيدًا للتوقف، ولكن تقاعس قائد الحافلة عن استخدام مكابحها وتركه لها؛ أدى لوقوع الكارثة مع عدم إغلاق المسئول عن تشغيل المعدية، الباب الحديدي الخلفي الذي يضمن عدم سقوط ما تحمله على سطحها، مما أسفر عن سقوط الحافلة في المياه.

كما تبين من التحقيقات أيضًا انتهاء رخصة تسيير المعدية منذ شهر أغسطس العام الماضي. وخلف الحادث 13 حالة وفاة غرقا، فيما تم إنقاذ 9 آخريات.

سنتريس قرية قديمة

قرية سنتريس، يقطنها نحو 30 ألف نسمة، وهي إحدى القرى القديمة في مصر وتتبع جغرافيا مركز ومدينة أشمون بمحافظة المنوفية، وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل فرع دمياط وتبعد حوالي 10 كيلومترات من جنوب المدينة، و14 كيلومتر عن نهر النيل فرع رشيد.

والاسم الأصلي لهذه القرية هو «سبتريس»، وقد ورد هذا الاسم في قوانين ابن مماتي وتحفة الإرشاد، كما ذكرها ابن دقماق في كتابة "الانتصار لواسطة عقد الأمصار" ضمن الأعمال البحرية.

سنتريس ضمن حياة كريمة 

وبحسب ما جاء عن قرية سنتريس، أنها مصنفة ضمن أكبر قرى محافظة المنوفية، بجانب إدراجها ضمن مبادرة حياة كريمة، في المرحلة الأولى، وجرى تطوير مركز الشباب وإقامة مجمع خدمي يضم مركز تكنولوجي ومكتب بريد والشهر العقاري، ومجمع زراعي، وبيطري على مساحة 370 م2، وإدخال المرافق العامة، من كهرباء وغاز، وصرف صحي، وتبطين الترع، بجانب رصف وتمهيد الطرق بها.

وهي قرية أم لعدة قرى، مثل كفر أبو محمود، وتشتهر بتجفيف البصل وقرية قورص المعروفة بصناعة الحلوى وقرية ساقية المنقدي، يعمل الكثير من أبنائها في صناعة علب الصدف والمشغولات، بجانب وجود شباب بها ذو ثقافة عالية، قاموا بعدة مبادرات إيجابية منها تنظيف المقابر، وتقديم الوجبات الساخنة على الأسر الأكثر احتياجا، ومبادرات أخرى مثل الحفاظ على حرم الطريق، ومنع الباعة الجائلين من التعدي. 

معالم أثرية وشخصيات 

تتميز قرية سنتريس بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية القديمة، مثل مسجد سنتريس وهو من أقدم المساجد في القرية، ويُعتقد أنه تم بناؤه في العصر المملوكي.

كنيسة سنتريس وهي من أقدم الكنائس في مصر، وتُعد من أهم المعالم الدينية المسيحية في محافظة المنوفية، ومدرسة سنتريس وهي من أقدم المدارس في القرية، وقد تم بناؤها في عهد الملك فؤاد الأول.

ومن أشهر الشخصيات البارزة بقرية سنتريس، الأديب المصري زكي مبارك، المبتهل الشيخ محمد الطوخي، الفنان ممدوح عبدالعليم، الفنانة زوزو حمدي الحكيم.

search