الخميس، 04 يوليو 2024

04:37 ص

موسكو تزيل طالبان من قائمة الإرهاب.. ماذا يدور في الخفاء؟

عناصر من حركة طالبان

عناصر من حركة طالبان

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم، أن روسيا ستزيل حركة طالبان من “قائمة المنظمات الإرهابية”، من دون أن يكشف ما يدور في الكواليس التي دفعت بلاده إلى القرار المرتقب.

وتمثل تلك الخطوة تحولًا كبيرًا في السياسة بعد أكثر من ثلاث سنوات من عودة جماعة طالبان إلى السلطة في أفغانستان. 

وكشف بيان لافروف، الذي نقلته وكالة أنباء ريا نوفوستي، أن قرار روسيا يأتي في أعقاب خطوة مماثلة من جانب كازاخستان. وقال لافروف “لقد اتخذت كازاخستان مؤخرًا قرارًا وسنتخذه أيضًا، والذي يهدف إلى رفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية”.

جاء هذا الإعلان خلال مقابلة على هامش زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى طشقند بأوزبكستان. وبرّر لافروف القرار بالقول "إنهم يمثلون السلطة الفعلية في أفغانستان".

علاقة موسكو المتطورة مع طالبان

وتم إدراج حركة طالبان على القائمة الروسية للمنظمات الإرهابية منذ عام 2003. ومع ذلك، حافظت موسكو على علاقاتها مع الجماعة لعدة سنوات، حيث استضافت مبعوثيها في مناسبات متعددة. ومنذ استعادة حركة طالبان السيطرة على أفغانستان في أغسطس 2021، تبنت موسكو موقفًا أكثر تساهلًا، استنادًا إلى وعود الحركة بمنع التنظيمات المتطرفة الأخرى من تأسيس موطئ قدم لها في البلاد.

ومؤخراً، أشار ألكسندر بورتنيكوف، رئيس أجهزة الأمن الروسية، إلى أن "طالبان ستكون قادرة على إعادة ترتيب شؤونها الداخلية إذا لم تمنعها أطراف خارجية". ويعكس هذا مخاوف روسيا بشأن أمن جمهوريات آسيا الوسطى المتاخمة لأفغانستان واحتمال ظهور جماعات جهادية جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، يهدف الكرملين إلى تجنب أزمة اللاجئين الإقليمية وزيادة تهريب الأفيون والهيروين.

دعوة طالبان للمنتدى الاقتصادي

وفي خطوة أخرى نحو تطبيع العلاقات، دعت روسيا ممثلي طالبان للمشاركة في منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي المقرر عقده في أوائل يونيو. وسيكون اجتماع العمل السنوي الكبير هذا أول حدث من نوعه تشارك فيه طالبان منذ عودتها إلى السلطة.

وتأتي الدعوة في إطار تحرك أوسع لروسيا لرفع الحظر المفروض على طالبان. وأكد زامير كابولوف، مدير الإدارة الثانية لآسيا بوزارة الخارجية الروسية، أن وزارتي الخارجية والعدل قدمتا تقريرا للرئيس بوتين بهذا الشأن. وأشار كابولوف إلى أنه في حين أن بعض القضايا لا تزال دون حل، فقد أبدت طالبان اهتماما بحضور المنتدى وشراء المنتجات النفطية.

السياق التاريخي والتداعيات المستقبلية

وظهرت حركة طالبان خلال الحرب الأهلية في أفغانستان في التسعينيات وسيطرت على معظم أنحاء البلاد حتى عام 2001 عندما أطاح بها تحالف بقيادة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من تصنيفها رسميًا كمنظمة إرهابية من قبل روسيا في عام 2003، حافظت موسكو على اتصالات متقطعة مع المجموعة.

وشهد منتدى سانت بطرسبرج، الذي كان في السابق تجمعا للمديرين التنفيذيين الغربيين والمصرفيين الاستثماريين، تحولا في المشاركة بسبب الحرب الأوكرانية التي أدت إلى توتر علاقات روسيا مع الغرب. والآن يتزايد الاهتمام من الصين والهند وأفريقيا والشرق الأوسط.

وأعرب الرئيس بايدن عن تعازيه في أعقاب الانهيار الأرضي في بابوا غينيا الجديدة، مؤكدًا على الدعم والتضامن الدوليين. وشدد بيان البيت الأبيض على دور المجتمع الدولي في معالجة مثل هذه المآسي ومساعدة جهود التعافي.

ومع استمرار روسيا في إعادة ضبط سياستها الخارجية وشراكاتها الاقتصادية، فإن قرار التعامل مع طالبان يدل على تحرك استراتيجي لتحقيق استقرار الديناميكيات الإقليمية وتأمين مصالحها في آسيا الوسطى.

search