السبت، 05 أكتوبر 2024

11:50 ص

ترامب يتعهد بسحق داعمي فلسطين حال وصوله للسلطة

دونالد ترامب

دونالد ترامب

أحمد سعد قاسم

A A

تعهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسحق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينين في الجامعات الأمريكية وترحيلهم من الولايات المتحدة في حالة وصوله مجددًا إلى السلطة.

وفي لقاء سري مع متبرعين يهود لحملته الانتخابية في نيويورك، وعد ترامب بقمع المظاهرات الداعمة لغزة في الحرم الجامعي حال فوزه في الانتخابات الأمريكية، بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن أشخاص شاركوا في الاجتماع.

وقال الرئيس الأمريكي السابق، "شيء واحد أفعله هو أن أي طالب يحتج، أقوم بطرده خارج البلاد، كما تعلمون، هناك الكثير من الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، وفي اللحظة التي يسمعون فيها بهذا الكلام، فسيتعدل سلوكهم".

وعندما اشتكى أحد الحاضرين أن بعض الطلاب والأساتذة الذين يشاركون في التظاهرات يمكن أن يتولوا يوما ما مناصب في السلطة، كان رد ترامب بأن المتظاهرين هم جزء من "ثورة راديكالية"، وأقسم أنه سيهزمها، وأثنى على شرطة مدينة نيويورك التي هاجمت مخيم اعتصام بجامعة كولومبيا، وقال إنه على بقية المدن أن تحذو حذوها وأن "هذا يجب أن يتوقف الآن".

وأضاف مخاطبا المانحين، "حسنا، لو ساعدتم في انتخابي، ويجب عليكم عمل هذا، فإننا سنعيد تلك الحركة 25 أو 30 عاما للوراء"، معربًا عن إحباطه من أن الأميركيين اليهود لم يصوتوا له بأعداد كبيرة.

موقف ترامب من حرب غزة

وعبر ترامب عبر أمام الرأي العام عن مواقف مترددة بشأن إذا ما كان يجب مواصلة إسرائيل الحرب على غزة أم عليها التوقف، حيث قال "انهوا الأمر وعودوا إلى السلام وتوقفوا عن قتل الناس"، إلا أن المانحين الكبار للحزب الجمهوري ضغطوا عليه في الأشهر الأخيرة لكي يظهر موقفا قويا ويدعم إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.

واعتبرت واشنطن بوست، أن "اللقاء الخاص في نيويورك يقدم رؤية جديدة حول موقفه الجديد"، حيث قال في لقائه الخاص مع المانحين الأثرياء إنه يدعم "حق إسرائيل في حربها ضد الإرهاب" وتفاخر بسياسات إدارته تجاه دولة الاحتلال.

ولم يذكر ترامب خلال حديثه اسم نتنياهو الذي يمقته بسبب اعترافه بفوز جو بايدن في انتخابات 2020، ولم يتحدث معه منذ سنوات، كما لم يقدم تفاصيل محددة بشأن تعامله مع إسرائيل في ولايته الثانية.

وطالما أكد ترامب في لقاءاته الصحفية وتصريحات أن هجوم حماس في 7 أكتوبر ضد إسرائيل، لم يكن ليحدث لو كان في السلطة، لكنه انتقد طريقة إدارة إسرائيل للحرب، ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة "إسرائيل اليوم" في مارس الماضي، قال "يجب عليكم إنهاء حربكم، ولوقفها عليكم استكمالها".

وفي أبريل قال إن "الحرب ليست جيدة لصورة إسرائيل"، وأضاف لمقدم برامج الإذاعة المحافظ هيو هيويت أن "إسرائيل تخسر وبالتأكيد حرب العلاقات العامة".  

إلا أن ترامب، وفقا لصحيفة واشنطن بوست، اتخذ نهجا مختلفا في لقائه مع المانحين الأثرياء اليهود، فبدلا من مطالبته إسرائيل بوقف الحرب، قال إنه مع حقها في مواصلة الهجوم على غزة و"لكنني الوحيد الذي يقول هذا الآن وهناك الكثير من الناس لا يعرفون ما هو 7 أكتوبر".  

وقدم ترامب قائمة بكل ما فعله من أجل الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض، من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلى اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

وقال إن "إسرائيل بحاجة إليه، وأن التظاهرات المؤيدة لإسرائيل أصبحت صغيرة وأصغر من تجمعات أنصاره. وفي واشنطن، وتحديدا بالكونجرس تخسر إسرائيل السلطة وهذا لا يصدق".

تداعيات سياسية

ويواجه ترامب والرئيس الحالي بايدن تحديات في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال الحملة الانتخابية. 

ويهدف خطاب ترامب المتشدد إلى تعزيز دعمه بين المانحين والناخبين المؤيدين لإسرائيل، بينما يتنقل بايدن بين قاعدة منقسمة بشدة حول هذه القضية.

وزار كبار حلفاء ترامب إسرائيل مؤخرًا، واجتمعوا مع نتنياهو ومسؤولين آخرين، ويخططون لإطلاع ترامب على النتائج التي توصلوا إليها. 

وشدد ترامب، الذي قارن الوضع الحالي بأوقات ما قبل المحرقة، على الخطورة التي يربطها بموقفه المؤيد لإسرائيل.

ومع اقتراب انتخابات عام 2024، من المرجح أن يظل خطاب ترامب وسياساته بشأن إسرائيل والاحتجاجات في الحرم الجامعي نقاطًا محورية في استراتيجية حملته.

search