السبت، 05 أكتوبر 2024

04:56 م

يصافح الفنانين فقط.. وزير الشباب يتجاهل طلاب "إبداع"

وزير الشباب يصافح الفنان محمود حميدة

وزير الشباب يصافح الفنان محمود حميدة

الغضب والشعور بالإهانة، هو ما عاد به الطلاب الفائزون في مهرجان  إبداع 12 إلى بيوتهم، مساء الأحد الماضي، بعد أن تعمد وزير الشباب والرياضة تجاهلهم، في مشهد مؤسف داخل قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، التي شهدت الحفل الختامي لتوزيع جوائز المهرجان. 

كتقليد سنوي، يحرص الدكتور أشرف صبحي على دعوة فنانين كبار لمشاركة الطلاب فرحتهم في ليلة عرسهم، إلا أن الوزير - لسبب لا يعلمه إلا الله والوزير – يقوم بتكريم الفنانين فقط، ويتجاهل الطلاب الفائزين في المهرجان!

في منتصف المسرح يقف الوزير  بجوار رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت، في انتظار كل فنان يصعد إلى المسرح مصحوبا بتصفيق الحضور، ومذيع الحفل يقوم بتقديمه كما يليق بتاريخه الفني.

 يفتح صبحي ذراعيه لمصافحته بحرارة، والتحدث معه في أمور لا نعلمها، وتقديم درع فاخر له، ولا ينسى الوزير ورئيس جامعة القاهرة التقاط صورة جماعية مع الفنانين المدعوين للذكرى. 

بعد ذلك تبدأ الفقرة الأخيرة التي لا يشاهدها أحد، وهي تكرم الطلاب الفائزين، الذين يتم ذكر أسمائهم على عجل شديد، ودخولهم إلى المسرح كالجراد، من أجل أن ينالوا شرف الوقوف على يمين ويسار الوزير الذي لا يلتفت إليهم مطلقا، ولا يصافح أحدا منهم أبدا، وكل منهم يحمل شهادة تقدير فقيرة موضوعة في حافظة جلدية. 

 ومن شدة الزحام حول الوزير لا تستطيع عائلة من التي تجلس في مدرجات القاعة تمييز ابنها من ابن غيرها، ولا تستطيع أسرة تفسير ما يحدث لأبنائها المبدعين من عدم التقدير، ومعاملتهم ككومبارس في ليلة عرسهم.

ما حدث في هذا العام تكرر في العام الماضي بالطريقة نفسها، إلا أن ما زاد هذا العام هو تجاهل المحكمين بالكامل في الحفل الختامي، بعد أن تكبدوا مشقة الحضور، حيث فضلت الوزارة تسليم شهادات التقدير لهم في الخفاء، دون أن يؤذن لهم بالصعود على المسرح وتلقي التكريم الذي يليق بهم، في لغز آخر يحتاج إلى توضيح. 

توقيت الاحتفال

يأتي الاحتفال الختامي بتوزيع جوائز إبداع في ذروة امتحانات الجامعات والمعاهد، ما يعني أن الطلاب الفائزين القادمين من أسوان والأقصر وقنا وسوهاج وغيرها من المحافظات البعيدة، عليهم السفر بعد آداء الامتحانات مباشرة للحاق بالحفل الذي يقام في القاهرة، والعودة بعد الانتهاء منه للحاق بامتحانات اليوم التالي.

فهل لا تعلم وزارة الشباب والرياضة التي يقودها أستاذ جامعي بمواعيد الامتحانات؟.. وإذا كانت الوزارة والوزير على علم بذلك، ما هو التفسير العلمي لتحديد موعد الاحتفال في وسط الامتحانات؟!. في حين أن أغلب الطلاب الفائزين في مسابقات إبداع متفوقون أيضا في الدراسة، وإجهاد السفر والعودة أو حتى حضور الحفل الذي يستغرق ساعات طويلة  يؤثرا سلبا على آدائهم.

ألا يوجد من يقنع الدكتور أشرف صبحي بالتخلي عن هذه العادة، بتقديم أو تأخير موعد الحفل، رأفة بالطلاب وأسرهم، حتى لا يخسر الطالب الفائز درجات علمية كان من السهل عدم خسارتها لو أن الوزير قدر ظروفه؟!

خصم الـ20%

إضافة إلى شهادة تقدير موقعة من الوزير، ترصد مسابقة إبداع للطلاب المشاركين جوائز مالية، عبارة عن 20 ألف جنيه للفائز الأول في كل مجال، و18 ألف جنيه للثاني، و16 ألفا للثالث، وتقوم بإرسال المبالغ إلى الطلاب فور فوزهم في المسابقة عن طريق البريد، إلا أن الطالب حين يذهب لاستلام المبلغ يكتشف أن الوزارة خصمت منه 20%.

ولا يعلم الطالب بأي ذنب تخصم منه الوزارة هذا المبلغ، هو زكاة مال، أم حلاوة النتيجة، أم ضرائب، أم تبرعات، أم عافية، خاصة أن الوزارة لا تعلن عن هذا الخصم، ولا تشير إليه من قريب أو بعيد في أي منشور يخص الجائزة، ولا أحد يعلم أين تذهب تلك الأموال التي يتم اقتطاعها من الطلاب.

يستحقون يا دكتور

على مدار 12 عاما دأبت وزارة الشباب والرياضة على إجراء مسابقة إبداع تحت رعاية رئيس الجمهورية، وهي المسابقة الكبرى التي يتنافس فيها طالبات وطلاب الجامعات والمعاهد المصرية الحكومية والخاصة في مختلف المجالات: الأدبية، والفنون التشكيلية، والأفلام القصيرة، والمراسل التلفزيوني والإذاعي، والطالب المثالي والمبادرات المجتمعية، والدوي الثقافي والمعلوماتي، والابتكارات العلمية، والإنشاد الديني، والمسرح الغنائي، والفنون الشعبية، والموسيقى، والعروض المسرحية، والغناء والعزف.  

يخضع المتسابقون للجان تحكيم على قدر كبير من الخبرة والشفافية، من أجل اختيار ثلاثة فائزين من كل مجال، لتكون الحصيلة كل عام عشرات من أفضل المبدعين الشباب في الجامعات والمواهب، ممن يستحقون بكل تأكيد مصافحة الوزير، وعدم الخصم من الجائزة، وتقدير ظروف امتحاناتهم!

search