الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:57 م

خيارات مصر للتعامل مع إسرائيل.. ماذا يحدث على الحدود؟

الحدود المصرية الإسرائيلية

الحدود المصرية الإسرائيلية

محمد خيري

A A

كشفت تقرير صادر عن صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في قطاع غزة أدى إلى زيادة الضغوط على الرئيس عبدالفتاح السيسي للرد بقوة أكبر على خصم سابق تربطه بمصر معاهدة “سلام بارد” منذ فترة طويلة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولون مصريون قولهم إنه منذ أن بدأت إسرائيل بنشر قوات على طول الحدود الجنوبية لغزة في الأسابيع الأخيرة، أصدر الجيش المصري تعليمات للجنود على الحدود بالرد على أي إطلاق النار إذا تم إطلاق النار عليهم، وأضافوا أن مصر حذرت إسرائيل من أنها لن تتردد في الرد عسكريًا إذا تعرض أمنها للتهديد. 

الرئيس السيسي 

ومع إعلان القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع، أنها تسيطر الآن على الحدود التي يبلغ طولها حوالي تسعة أميال، فإن القوات الإسرائيلية لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن الجنود المصريين الذين يتمركزون في مواقع على الجانب الآخر من سياج غزة، وهو ما يشير إلى أن احتمالات سوء التقدير مرتفعة. 

وزعمت الصحيفة، أن تلك المخاوف تحققت يوم الاثنين الماضي، عندما أدى اشتباك نادر على الحدود إلى استشهاد جندي، وفقًا لمسؤولين وأحد أفراد الأسرة، وأثار غضبًا في مصر. 

السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل 


ونقلت الصحيفة عن مايكل حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية والخبير في السياسة والأمن المصري، قوله إن الأحداث الأخيرة كانت “مهينة لمصر”. وقال: "إن عدم وجود أي استجابة سيكون محبطًا لكثير من الناس".

ولم تستجب وزارة الخارجية المصرية لطلب التعليق على تلك الوقائع، كما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.

وأكدت الصحيفة، أن إسرائيل قالت إن السيطرة على الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر هو الهدف الرئيسي للحرب، حيث تهدف إلى قطع ما تقول إنها قدرة حماس على تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وقد شككت مصر في اتهامات إسرائيل بأنها لا تفعل ما يكفي للقضاء على تهريب الأسلحة، ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضًا إن حملة رفح تهدف إلى تدمير ما تبقى من قوات حماس العسكرية في المنطقة.

وتابعت الصحيفة، أنه على الرغم من بعض التهديدات المبطنة، استبعدت مصر العمل العسكري ضد إسرائيل في الوقت الحالي واختارت ما يسميه المسؤولون استراتيجية الاحتواء المصممة لزيادة الضغط تدريجيا على إسرائيل، وتشمل هذه السياسة ربط إعادة فتح معبر رفح – وهو طريق حيوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة من مصر– بانسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة وعودة السيطرة على المعبر إلى الفلسطينيين، والانضمام إلى قضية تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في عام 2016 أمام محكمة العدل الدولية، وهو الاتهام الذي نفته إسرائيل.

الحدود المصرية الإسرائيلية

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا استنفدت مصر تلك الخيارات الأخرى، فسوف تقوم الحكومة بتجميد العلاقات مع إسرائيل بالكامل، وفقًا لمسؤولين مصريين.

في وقت سابق، أشادت إسرائيل بدور مصر كوسيط مع حماس في المحادثات التي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة تم أسرهم عندما اقتحمت الحركة مستوطنات غلاف غزة، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

وقال تيموثي قلداس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن، إن الحرب أدت إلى الضغط على الاقتصاد المصري المتوتر بالفعل، مع انخفاض عائدات قناة السويس بسبب انخفاض حركة المرور وسط هجمات الحوثيين على طرق الشحن في البحر الأحمر، حيث أعلنت الحكومة مؤخراً عن زيادة أسعار الخبز المدعوم وخفضت قيمة العملة، وهي الإجراءات التي أضرت بشدة بالطبقة العاملة والفقراء المصريين، طبقًا للصحيفة.

وشددت الصحيفة أن غضب المصريين بشأن مسار الحرب يتزايد مع تزايد عدد الشهداء الفلسطينيين، حيث قال مسؤولون فلسطينيون إن الهجوم الإسرائيلي على غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، دون تحديد عدد المقاتلين.

search