الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:38 ص

ابن العمدة.. الضيف أحمد زملكاوي متعصب تصدى لهجوم رشدي أباظة

الضيف أحمد

الضيف أحمد

فلاح من الدقهلية، رفض أن يقول لوالدته يا "ماما"، زملكاوي متعصب، يشاهد الفيلم الواحد في السينما 4 مرات، صحيفة سوابقه الفنية خالية من العداوت، وصديق حميم للرؤساء والملوك. 

7 أعوام  فقط هي الفترة التي قضاها الضيف أحمد في عالم الفن، مدة قصيرة جدا بمقاييس الزمن، لكنه حقق خلالها كل ما يتمناه ممثل من الشهرة، وتمكن أن يكون أحد محركات الكوميديا، والعقل المدبر للتظاهرة المسرحية "ثلاثي أضواء المسرح" التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الضحك.

لا تصدق جوجل 

يزعم جوجل أن الضيف ولد في ديسمبر 1936، إلا أن زوجته السيدة نبيلة مندور تؤكد أنه مواليد 12 فبراير من العام نفسه، واسمه بالكامل الضيف أحمد الضيف، وحصل على ليسانس آداب قسم اجتماع عام 1960.

الضيف أحمد 

ولد الضيف في مدينة "تمي الأمديد" عاصمة مصر في عهد الأسرة 29 ق.م، في عصر شيشنق الأول، كان والده عمدة الناحية، ما جعله يحوّل شقته في القاهرة إلى ملحق للدوار ليكون مفتوحا لأهل قريته في كل وقت، ويستقبل فيه الجميع دون تمييز.

ابن العمدة

ظل الضيف محتفظا بلهجته وعاداته، لا يقول لولدته يا ماما ولكن "ياما"، وكان بيته في القاهرة بمثابة ملحق لدوار العمدة بالدقهلية، مفتوحا لأهل قريته في كل وقت، ويستقبل فيه الجميع دون تمييز.

 ومن عاداته الفنية العجيبة أنه يشاهد الفيلم 4 مرات في السينما، الأولى يخصصها للصوت والموسيقى التصويرية، والثانية للتصوير والكادرات، والثالثة للسيناريو والأحداث، والأخيرة للإضاءة، وشغوف بمشاهدة الأفلام العالمية 

هجوم رشدي أباظة 

ورغم أن الضيف أحمد حظي بمحبة جميع زملائه، وصحيفة سوابقه خالية من العداوات، إلا أنه لم يكن يسلم شراسة رشدي أباظة وأحمد رمزي، خاصة حين كانا يلمحانه يجلس مع زوجته، فيقومان بالهجوم عليه، رمزي يضع يده على كتف الضيف، ورشدي يسأله : إنت جايب الست الحلوة دي منين؟، لتبدأ وصلة ضحك لا تنتهي، وفق اعترافات زوجته لمجلة "آخر ساعة". 

الضيف أحمد ورشدي أباظة 

زملكاوي متعصب 

والضيف زملكاوي متعصب، لا يقبل أن يمس أحد ناديه المفضل ولو بكلمة، يقف أمام التلفزيون متوترا أثناء لقاءات الأبيض مع أي فريق آخر، وهو لا يكف عن الصياح وإلقاء التعليمات للاعبين،  وكأنه مدرب يقف خلف خط التماس. 

صديق الرؤساء والملوك

اختلاط الضيف بالفنانين لم يمنعه من حالة الخجل الشديد التي تلازمه في التعامل مع من حوله وخاصة الجمهور، وبسبب ثقافته الواسعة كان يتمتع بعلاقات قوية مع كبار الكتاب والساسة، وعدد من الزعماء في مقدمتهم جمال عبد الناصر، الذي دعاه لحضور حفل زفاف ابنته هدى، وكان الملك حسين يقدره ويستقبله في قصره بعمان.

الضيف أحمد 

طموحات لم تتحقق 

ولم تكن طموحات الضيف ما قدمه من أدوار صغيرة، أو مسرحيات تخضع لذوق الجمهور، (أكثر من 40 عملا فنيا) ولكنه كان يسعى إلى تنفيذ فلسفته الخاصة في الضحك، والتي تعتمد على التفكير، أو وفق مقولته "الجمهور عندنا بيضحك لأنه شغل مخه، وعثر فيما تقوله على فكرة، عندما دارت في مخه.. ضحك"

شارك في العديد من الأفلام الناجحة، منها: القاهرة في الليل، آخر شقاوة، المشاغبون، 30 يوم فى السجن، المجانين الثلاثة، عروس النيل، شاطئ المرح، فرقة المرح، هاربات من الحب ونشال رغم أنفه.

كان مخرجا في المقام الأول، وهو  المسئول عن تأليف المسرحيات وتلحين الأغاني لثلاثي أضواء المسرح، بينما الحياة الشخصية للنجم الكبير تبوح بالكثير من الأسرار.

رحيل مفاجئ

رحل الضيف بعد أن أدى دور ميت موضوع في نعش من خلال بروفة مسرحيته (كل واحد وله عفريت) ليعود إلى المنزل في الفجر، يشعر بالإعياء وضيق في التنفس.

تقول زوجته إنها نصحته يتناول كوبا من الحليب، إلا أنه رفض وذهب لينام، وعندما تدهورت حالته فجأة تم نقله إلى المستشفى العجوزة، لكن روحه فارقت جسده قبل أن يصل إليها، في صباح 6 أبريل سنة 1970 عن عمر لم يتجاوز الـ34 عاما.

وصل المحبة 

مات الضيف وانفض حوله الأصدقاء، أما أكثرهم برا به بعد وفاته فقد كانت سعاد حسني وتحية كاريوكا وأحمد حلاوة، إضافة إلى سهير الباروني، تقول زوجته: لم يتركوني أعاني بمفردي، وشملوا ابنتي الوحيدة التي تركها قبل أن تكمل عامها الثاني بمحبتهم الخالصة.

search