الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:52 م

"روي يفراخ".. لص الأسلحة الذي خدع نتنياهو والشاباك

روي يفراخ مع بنايمين نتنياهو

روي يفراخ مع بنايمين نتنياهو

أحمد سعد قاسم

A A

ضمن سلسلة جديدة من إخفاقات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تم اعتقال رجل يُدعى “روي يفراخ” بتهمة التنكر كجندي وشرطي إسرائيلي واستولى على أسلحة وذخائر ومعدات من منطقة القتال في غزة.

واستطاع يفراخ أن يخدع الجميع بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والأدهى أنه التقط صورًا معه ومع وزير الدفاع جالانت خلال زيارتهما للمقاتلين، وادعى أنه مقاتل في الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب وعضو في الشاباك (جهاز الأمن العام الإسرائيلي)، ولكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا، فروي يفراخ لم يخدم قط في الجيش الإسرائيلي، ولديه سجل إجرامي طويل في قضايا تتعلق بالأسلحة والمخدرات والجنس.

ويواجه روي اتهامات عِدة أبرزها التنكر كجندي وشرطي إسرائيلي والاستيلاء على أسلحة وذخائر ومعدات من منطقة القتال في قطاع الفلسطيني الذي يشهد حربًا منذ السابع من أكتوبر الماضي ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس.

روي يفراخ سارق الجيش الإسرائيلي

ولدى “روي” تاريخ إجرامي، فهو مدان بخمسة أحكام سابقة في قضايا تتعلق بالأسلحة والمخدرات والجنس، وفقًا لموقع "ynet". وقد نجح في الدخول إلى القواعد العسكرية من دون رقابة، وكان في مرتبة ضابط صف في قاعدة استراتيجية عندما حضر رئيس الأركان هرتسي هليفي.

وهذه ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها روي يفراح بجرائم أسلحة. قبل عدة سنوات، أُدين على أساس اعترافه بحيازة أسلحة وذخائر بعد أن كان بحوزته في منزله، بحسب لائحة الاتهام، مسدس “بيريتا” مسروق مع ذخيرة وأسطوانة كاتم صوت للمسدس وقنبلة صوت في مقر الشرطة.

أتيت لأساعد

روي قال في التحقيق "أتيت لأساعد في الحرب..كل ما أردته هو المساعدة"، ونفى أن يكون لديه نية للوصول إلى أماكن تتواجد فيها شخصيات رفيعة المستوى.

وقدمت النيابة في تل أبيب لائحة اتهام ضد روي (35 عامًا) إلى المحكمة المركزية في تل أبيب، وطلبت تمديد احتجازه حتى انتهاء الإجراءات. ووفقًا للائحة الاتهام، ادعى روي كذبًا في 7 أكتوبر الماضي أنه يعمل في مناصب متنوعة، منها مقاتل في الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب وعضو في جهاز الشاباك.

وبسبب انتحاله شخصية مقاتل وبقائه في منطقة القتال، استطاع روي الحصول على الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية ومعدات الشرطة. ومنذ بداية الحرب حتى اعتقاله في 17 ديسمبر الماضي، سرق روي أسلحة وذخائر بكميات كبيرة، بما في ذلك القنابل اليدوية والخراطيش والرصاص وغيرها، كما سرق الكثير من المعدات العسكرية ومعدات الشرطة، مثل الزي الرسمي، وجهاز اتصال لاسلكي، وطائرة بدون طيّار، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.

جانب من المسروقات

أربعة آخرين

عند اعتقاله، كان روي يحمل أسلحة وذخائر ومعدات في سيارته وشقته وشقة والدته. وأُجري التحقيق في القضية بمركز شرطة ماسوفيم في تل أبيب. ولحظة اعتقاله، وجدت الشرطة معه بندقية هجومية طراز M4، وثلاث حشوات مزخرفة بنقوش عربية، و14 قنبلة صوتية، وقنبلتي دخان، ورصاصة M203، وصندوق ذخيرة عيار 5.56 ملم، وصندوق ذخيرة ومسدس عيار 9 ملم، وجهاز لوحي للجيش الإسرائيلي، وطائرة مسيّرة، وسترات لجيش الدفاع الإسرائيلي، وأحزمة مقاتلة، وخوذات من السيراميك.

وفي إطار التحقيق بالقضية، تم استجواب أربعة مشتبه بهم آخرين، من بينهم ضابط شرطة، بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأسلحة. وفي نهاية التحقيقات التي أجرتها إدارة التحقيقات الجنائية، تم إطلاق سراح الأربعة ووضعهم قيد الإقامة الجبرية، وتم إبعاد ضابط الشرطة عن النشاط الشرطي في الوقت الحالي، وسيتم اتخاذ القرار بشأن الأربعة لاحقًا. وأدى هذا التحقيق الذي أجرته دائرة المباحث الجنائية إلى تشكيل فريق تحقيق مشترك مع الشرطة، حيث تم اعتقال روي أثناء نشاطه.

روي يفراخ بالزي العسكري الإسرائيلي

سأقاضي إسرائيل

في طلب تمديد احتجازه حتى نهاية الإجراءات، قال روي إنه لم يكن جنديًا في جيش الدفاع الإسرائيلي وإنه حصل على سلاح من شخص آخر، وهو ما أنكره فيما بعد. وقال أيضًا إنه وجد قنابل يدوية وحاول تسليمها لكنهم لم يقبلوها في معسكر "زيكيم". وأضاف أنه اقتنى بعض المعدات أثناء القتال، وكان يريد حماية البلاد.

في محاولات للخروج من المأزق، قال محامي روي، “إيتان صبّاغ”، إن روي كان مسعفًا في الأساس، وذهب في 7 أكتوبر الماضي إلى منطقة كفر غزة، لينقذ أرواح الجنود المصابين، وفي الوقت ذاته كان يحارب الفلسطينيين بسلاحه الخاص الذي يملك تراخيصه.

وأكد إيتان أن روي انضم بعد ذلك إلى فريق مميز من المقاتلين داخل غزة، وواجه مقاتلي حماس وجهًا لوجه، بإذن من الجيش الإسرائيلي وبمعدات قتالية أعطاها له الجيش الإسرائيلي. 

وألصق المحامي التهمة بإسرائيل "للأسف، دولة إسرائيل، التي لم تستطع حماية مواطنيها في 7 أكتوبر، تحاول الآن اتهام المواطن الذي أنا محاميه، والذي تبرّع بالقيام بذلك من أجل شعب إسرائيل. سأقدم جميع الادعاءات والوثائق إلى المحكمة، وسأثبت أن دولة إسرائيل هي المسئولة عن هذه الظروف، وليس روي يفراخ".

search