الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:23 م

تحقيق يكشف مصير أطفال أوكرانيا المهجرين إلى روسيا (تفاصيل)

أطفال أوكران

أطفال أوكران

أحمد سعد قاسم

A A

كشفت تحقيقات نشرتها صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفوا ونقلوا إلى روسيا خلال الأشهر الأولى من غزو الكرملين في عام 2022، تم عرضهم للتبني من قبل السلطات الروسية، وأحيانًا تحت هوية روسية مزيفة.

موقع روسي للتبني

باستخدام أدوات التعرف على الصور والسجلات العامة والمقابلات مع المسؤولين الأوكرانيين وأقارب الأطفال، حددت "فاينانشيال تايمز" أربعة أطفال أوكرانيين وتمكنوا من تحديد موقعهم على موقع التبني الروسي المرتبط بالحكومة usynovite.ru.

تُضاف هذه النتائج إلى الأدلة المتزايدة التي تشير إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها روسيا، وفقًا للمحكمة الجنائية الدولية ومسؤولين حكوميين أوكرانيين وخبراء قانونيين.

وتظهر هوية أحد الأطفال باسم روسي جديد وعمر مختلف عن الوثائق الأوكرانية، بينما يستخدم طفل آخر النسخة الروسية من اسمه الأوكراني، ولم تُذكر الخلفية الأوكرانية لأي من الأطفال.

وتم اختطاف الأطفال من دور الرعاية الحكومية وجرى فصلهم عن عائلاتهم في المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا التي كانت تحت سيطرة الجيش الروسي عام 2022، وتتراوح أعمارهم بين 8 و15 عامًا.

الأطفال الذين تم تتبعهم بواسطة "فاينانشيال تايمز"، تأكدت هوياتهم من قبل السلطات الأوكرانية، ووجدوا في منطقة “تولا” قُرب موسكو ومنطقة أورينبورغ قرب الحدود الكازاخية، كما نُقل أحدهم إلى شبه جزيرة القرم المحتلة.

تم تأكيد سبعة عشر تطابقًا إضافيًا حددتها "فاينانشيال تايمز" على موقع التبني كأطفال أوكرانيين في تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” اللأمريكية مؤخرًا، جميعهم من دار أطفال في خيرسون.

ترحيل غير قانوني

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومفوضة حقوق الأطفال، ماريا لفوفا بيلوفا، معتبرةً أنهما يتحملان المسؤولية الجنائية عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني للأطفال.

ولم يستجب الكرملين لطلبات التعليق على نتائج "فاينانشيال تايمز"، وقد اعترض على أوامر الاعتقال ونفى اختطاف الأطفال، مدعيًا أن ذلك تم لحمايتهم على الرغم من الأدلة المناقضة.

ووقع بوتين مراسيم تسرّع الحصول على الجنسية الروسية للأطفال الأوكرانيين المنقولين إلى بلاده. وتقدر السلطات الأوكرانية أن نحو 20 ألف طفل نُقلوا قسرًا من الأراضي المحتلة إلى روسيا منذ بدء الغزو الشامل في فبراير 2022، ولا يزال عدة آلاف مفقودين.

ورفض آباء وأقارب الأطفال الأربعة الذين حددتهم "فاينانشيال تايمز" التحدث عن وضعهم بالتفصيل، خشية أن تعرقل موسكو عودتهم إلى ديارهم.

تجارب مروعة

لكن عائلات أخرى نُقل أطفالها قسرًا إلى روسيا وعادوا إلى أوكرانيا وصفوا تجارب مروعة، بما في ذلك إجبار الأطفال على مشاهدة دعاية الكرملين والاحتجاز ضد إرادتهم وعدم السماح لهم بالاتصال بأقاربهم، والإجبار على تبني الهويات الروسية.

وأكدت "فاينانشيال تايمز" هويات الأطفال بمساعدة المركز الأوكراني لحماية حقوق الطفل (CRPC)، والذي ينتظر المزيد من التأكيد بشأن طفلين آخرين يُعتقد بشدة أنهما أوكرانيان.

search