الإثنين، 25 نوفمبر 2024

11:08 ص

موت بطيء.. جبال القمامة تحاصر أهل غزة

القمامة في غزة

القمامة في غزة

حبيبة وائل - ريم شوشان

A A

وسط ما يعانيه أهل قطاع غزة من ويلات الحرب التي دخلت شهرها الثامن؛ تشكل جبال القمامة المتراكمة خطرًا كبيرًا على الصحة العامة والبيئة المحيطة.

وتراكم أكثر من 330,400 طن من النفايات الصلبة في الأراضي الفلسطينية، وهو ما تؤكده التقارير التي تشير إلى التأثير الكارثي على البيئة والصحة العامة، وفقًا للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.

وبحسب ما نشرته شبكة بي بي سي، شاركت أسمهان المصري، من بيت حانون، قصتها كامرأة نازحة في خان يونس قائلة "كنا نعيش بعيدًا عن القمامة، ولكن الآن نحن هنا، نعيش بجوارها.. أبكي أحفادي المصابين بالجرب، هذا موت بطيء، ليس لديهم كرامة".

سحب من الذباب 

وتعيش عائلة المصري، التي تتكون من 16 فردًا، في خيمة بمخيم قريب من جامعة الأقصى، تحيط بهم سحب من الذباب وأحيانًا الثعابين، مع تزايد الرائحة الكريهة التي تنبعث من جبال القمامة. "الرائحة مزعجة جدًا، أترك باب خيمتي مفتوحًا للهواء، ولكن لا هواء، فقط رائحة القمامة"، قالت أسمهان.

ودفع النزوح الجماعي لمليون شخص جراء الهجمات العسكرية على رفح جنوبًا، إلى اللجوء إلى مناطق مكبات النفايات المؤقتة، مما أثر سلبًا على البيئة والصحة العامة بشكل كبير، هذا الوضع المأساوي يتطلب تدخلا عاجلا لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة.

الافتقار إلى البنية التحتية

بفعل الحصار الدائم والقيود على دخول السلع والمواد الأساسية، تفتقر غزة إلى البنية التحتية اللازمة لإدارة النفايات بشكل صحيح، ما يزيد من تفاقم المشكلات البيئية والصحية للسكان.

من جانبه أكد سام روز، مدير التخطيط في الأونروا، أن "أزمة إدارة النفايات في غزة تفاقمت كثيرًا خلال الأشهر الماضية، حيث أصبح الناس يعيشون بين جبال القمامة، ويضطرون للتعامل مع الرائحة الكريهة والأمراض المنتشرة".

برك رمادية وبنية اللون 

وتعكس الصور الجوية والتقارير الواردة من هيئة الإذاعة البريطانية وجود أزمة جديدة في غزة، حيث أظهرت أن نصف مواقع معالجة المياه والصرف الصحي قد تضررت أو دمرت جراء العمليات العسكرية. 

هذا التحليل كشف عن وجود برك ضخمة من الحمأة ذات اللون الرمادي والبني، يعيش حولها الناس لعدم وجود خيارات أخرى، بالإضافة إلى أكوام كبيرة من القمامة.

ووفق الوكالات الإنسانية فأزمة إدارة النفايات في غزة ليست مجرد مشكلة بيئية، بل تشكل تهديدًا مباشرًا على صحة وكرامة السكان، الذين يواجهون ظروفًا قاسية جراء الحرب والحصار المستمرين. 

وتتطلب هذه الأزمة استجابة دولية فورية للتخفيف من معاناة السكان والحفاظ على البيئة في غزة.

search