الثلاثاء، 02 يوليو 2024

03:59 ص

شحتة الإسكندراني.. ملك النص الذي انحنى أمامه لاعبو الأرجنتين

شحتة الإسكندراني

شحتة الإسكندراني

سفاح التجمع

مساحة الذاكرة في تاريخ كرة القدم، مثل مساحة الذاكرة في الهواتف القديمة، صغيرة جدًا، ولا تتسع للكثير من الأسماء، الأساطين فقط يمكنهم الاحتفاظ بأماكنهم فيها، مهارتهم العالية، ولمساتهم الساحرة، وحب الجماهير الجارف لهم، حولهم إلى قصص يرويها الأجداد للأبناء، ويحكيها الآباء للأحفاد، ومن بين هؤلاء شحتة الإسكندراني، أفضل لاعب في تاريخ الاتحاد، ونجم المنتخب الوطني في زمن الكبار، والذي يرقد الآن في المستشفى، يعاني جلطة في المخ. 

شحتة الإسكندراني 

اسمه بالكامل شحاته عبد الرحيم مغيب يونس، وشهرته شحتة الإسكندراني، ولد في 24 يوليو 1974 بمنطقة "الحضرة"، ورث حب "الاتحاد" من والده الذي كان يحمله صغيرا فوق كتفه، وهو ما يزال في الرابعة من عمره، يذهب به إلى ملعب المعسكر الإنجليزي بمنطقة مصطفى كامل (ملعب الاتحاد قديما)، ليشاهدا "سيد البلد" وهو يلاعب الفرق الأخرى. 

 خلف المرمى 

كان والده يختار أن يجلس خلف المرمى، القريب من باب خروج اللاعبين، وكلما خرج لاعبا، ينطق الأب اسمه، ليحفظه الابن، ويحكي للصغير قصصًا لا تنتهي عن النادي إلى أن جعله مغرما بـ"سيد البلد"، وعندما وصل شحتة إلى السادسة عشر من عمره أصبح جاهزًا للانضمام إلى كتيبة الاتحاد. 

شحتة الأسكندراني 

إلى أشبال النادي انضم شحتة، إلا أن مهارته العالية تسببت في تصعيده للفريق الأول بعد عام واحد، ليجد نفسه أساسيًا مع الفريق في مواجهة السويس على ملعب السويس، بقيادة المدرب "سيد حودة"، ولم يتوقع أحد أن اللاعب الصغير (17 عامًا) سيصول ويجول، ويمرر الكرة من بين أقدام لاعبي الفريق المنافس، لينتزع آهات السوايسة، وهو يحرز هدف التعادل (1-1) لفريقه من زاوية صعبة.

شحتة إلى قائمة منتخب مصر

في العشرين من عمره انضم شحتة إلى قائمة منتخب مصر، ليستمر معه على مدار 14 عامًا، أما أول مبارة لعبها فقد كانت ضد بلغاريا، ومن بعدها ألمانيا، كما أثبت حضوره في التصفيات الأولمبية، وتصفيات كأس العالم 1970، وسجل العديد من الأهداف، بالرغم من أنه لاعب خط وسط، أو "ملك النص" وهو اللقب الذي ارتبط بشحتة الإسكندراني.

دماء الخضراء

عام 1973 تعرض شحتة لظلم شديد، اتهمته قلة من جماهير الاتحاد بأنه "أهلاوي" بعد أن لعب أمام "الأحمر" في نهائي كأس مصر على أرض ستاد القاهرة، لتنتهي المبارة في وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل، في حين لم يكن وقتها يتم الاحتكام إلى ضربات الترجيح، بل إعادة "المباراة" بعد ثلاثة أيام.

شحتة الإسكندراني 

أشاع عدد من الجماهير أن أداء شحتة في المباراة كان متخاذلًا، وسرت إشاعة أنه أهلاوي، ما جعله يعاني من أزمة نفسية، ويرهق نفسه في التدريبات، حتى أصيب بتمزق، كاد أن يؤدي لحرمانه من اللعب في المبارة الحاسمة.

ذهب شحتة إلى طبيب صديقه، وطلب منه أن يفعل أي شئ يجعله قادرًا على اللعب، ولم يكن هناك حلا سوى أن يأخذ "حقنة" كورتيزون 10 سم، وحذره الطبيب من خطورتها على صحته، وأمام إصرار شحتة اضطر أن يعطيها له على مسؤوليته قبل بدء المباراة بساعتين فقط.

الأهلاوية أنفسهم يحفظون تفاصيل ذلك اللقاء الصعب، عندما أحرز الخطيب هدفًا، وحاول الأحمر الحفاظ على شباكه للفوز بالكأس، ولكن كيف يحدث هذا وشحتة في الملعب، من مكانه المفضل وسط الملعب، وعلى بعد 45 ياردة أطلق الأخير قذيفة لا ترد، لتسكن شباك الأهلي، وتنقلب الأمور، هبطت معنويات الأهلاوية.

وكثف الاتحاد من هجومه ليحرز الجارم الهدف الثاني وتنتهي المباراة (2-1) ويفوز الاتحاد بالكأس ويثبت شحتة أن عروقه لا تجري فيها دماء حمراء ولكنها خضراء بلون قميص الاتحاد. 

كارت أحمر 

إذا كنت من هواة قراءة تاريخ كرة القدم فسوف تعرف أن الاتحاد السكندرى أول فريق مصري يشارك في بطولة كأس الكؤوس عام 1975، وصل إلى الدور قبل النهائي ليقابل "الرعد" الكاميروني في مباراة الذهاب بالإسكندرية والتي انتهت بقوز "سيد البلد" 4- صفر. 

المباراة التالية في الكاميرون لم تكن سهلة كما تخيل البعض، شهدت فضائح في التحكيم، وتجاوز من الجماهير لا يمكن احتماله يحكي شحتة عن ذكرياته مع المبارة قائلا "نزلنا أرض الملعب لنتفاجأ بوجود جماهير الكومندوز بتوع الكاميرون على تراك الملعب؛ جينا نبدأ التسخين لاقينا نفسنا فى حمام سباحه مش ملعب كوره من كتر المياه الموجوده؛ المهم الماتش بدأ ولاعيبة الرعد عماله تضرب وتكسر فينا والحكم عامل نفسه مش واخد باله لحد ما احتسب علينا ضربة جزاء وهمية ظالمة لحد دلوقتي منعرفش إيه سببها.

شحتة الأسكندراني 

ويضيف شحتة "تقدم الرعد بالجون الأول وبعدها جابوا الجون التانى وخلص الشوط الأول 2/0 ، بدأ الشوط التاني ومسلسل الضرب والتكسير مستمر لحد ما لاعب الرعد التحم مع طلعت يوسف في تدخل عنيف وتعمد إصابته والحكم لم يحتسب شئ ساعتها أتأكدنا إن فيه مؤامرة والماتش متباع فخرجت عن شعورى ورحت للحكم وعنفته راح مطلع كارت أحمر وطردني، ومن هنا نزلت الجماهير الملعب واعتدت علينا بالضرب وكنا فى مذبحة مش ماتش كورة".

مع منتخب أفريقيا 

موهبة شحتة الإسكندراني جعلته يشارك مع منتخب أفريقيا 1973 فى بطولة كأس العالم المصغره بالبرازيل وكانت المجموعه تضم (الأرجنتين - فرانسا - كولومبيا - منتخب أمريكا الوسطى - منتخب أفريقيا).

شحتة الإسكندراني 

ويقول شحته عن تلك المشاركة “أول ماتش كان قدام الأرجنتين وخسرنا 2-0 ولكنه كان أجمل ماتش لعبته فى حياتي كل شئ حواليا كان مساعدني ألعب بمزاج وأعمل كل حاجة في الكورة وبعد الماتش لاعيبة الأرجنتين راحت تحيينى بشكل خاص وكانوا بيسألوا مين اللاعب اللي لابس رقم 13 ودا كان رقم التيشيرت بتاعتي مع منتخب أفريقيا”.

ويتابع “كان معانا لاعب كاميرونى اسمه ”توكوتو" بيلعب في مارسيليا الفرنسي في نهاية البطولة لقيته جاي ومعاه مدرب فرقته وبيقولى انه اتفرج عليا وتابعنى وأعجب بلعبي وعايز يضمك معانا فى صفوف مارسيليا ولكن وقتها طبعا مكنش لسا في حاجة اسمها احتراف وكان مستحيل إني أطلع من الاتحاد فأعتذرتله وهو تفهم الأمر.

search