الجمعة، 18 أكتوبر 2024

09:05 ص

"العائد من الموت" .. وصفعة بصفعة!

طالما استوقفتني ملامح وجهه، التي تحمل تعبيرات حزينة نوعاً ما، حتى وهو يبتسم.
"ابن موت" عبارة طالما سمعناها، بعد وفاة شخص، يعتقد المحيطون به، أن هناك شواهد كثيرة تدل على أنه سيودع هذه الدنيا في ريعان شبابه..
"أحمد رفعت" قصة حزينة أخرى في زمن تغلبنا فيه الأحزان رغم مقاومتنا المستميتة لها، أبى ألا يغادرنا دون أن يهزنا بقوة، فالشاب العائد سلفاً من الموت، ودّعنا تاركاً حالة عميقة من الغضب والحزن.. 
دقائق قليلة تضمنت دروساً ورسائل تهز أي شخص، وتجبره على إعادة النظر في حياته، والواقع المحيط به..
دقائق كاشفة لما يمكن أن يحدثه الظلم في البشر، كيف يمكن أن يقضي عليهم، بطريقة أقسى وأشد ألماً من رصاصة أو طعنة بسكين!
الحلقة التليفزيون التي أجراها الإعلامي إبراهيم فايق مع نجم كرة القدم الراحل أحمد رفعت، كانت كافية لنعرف كثيراً مما حدث له، حتى لو لم يذكر أسماء، فبإمكاننا أن نسرح بالخيال الآن، ونملاً خانة الاسم بمائة اسم!
رفعت قال " إنه تعرض لظلم وقهر بالغين من شخصية نافذة، ثم تركهم في حالة من الارتباك والخوف، يحاول كل منهم التنصل من المسؤولية وتحميلها للآخر في مشهد عبثي ومخجل!
أتمنى أن يدرك أحدهم أن المشهد صار قاتماً، ووفاة رفعت لا يجب أن تمر مرور الكرام، وإذا لم نستطع إنقاذه، فلا يفترض أن تذهب تضحيته هباء، لعله يكون سبباً في التغيير..

صعفة بصفعة!
لم تكد تمر أيام قلائل على واقعة صفع عمرو دياب لأحد معجبيه في مشهد اختلف عليه كثيرون، حتى صدمنا محمد رمضان بصفع شاب في السابعة عشرة من عمره، لكن الأخير تصرف بشجاعة ورد له الصعفة في مكانها وزمانها، ليحفظ كرامته، وكرامة كثيرين يديرون خدهم الأيسر لمن صفع الأيمن!
في الواقعة الأولى، أخطأ الشاب في طريقة التعامل مع عمرو دياب، لكنه تصرف بعصبية مبالغ فيهاَ
وبكل موضوعية أرى أن الأمر تحول لاحقاً إلى نوع من المتاجرة والمزايدة!
وفي الواقعة الثانية ربما يكون المراهق استفز محمد رمضان، بمناداته محمد حمضان كما ذكر بنفسه، لكن أن يصفعه "الأسطورة" على وجهه، سلوك غريب ومخجل!
لماذا يضربون معجبيهم؟
وحتى لو يكونوا من محبيهم أو المهووسين بهم، لماذا يستسهلون صفع الناس!
من حقك كفنان أو شخصية عام أن ترفض التصوير، رغم قناعتي بأن هذا تصرف وقح، ولا يليق بمن رفعوك فوق رؤوسهم، وساهموا في تضخم ثروتك وسياراتك وطياراتك وشهرتك، لكن في نهاية الأمر أنت إنسان ومن حقك أن تقرر ذلك، لكن ليس من المقبول على الإطلاق أن تتطاول على أحدهم أو تسبه فما بالك بصفعه على وجهه!
أعتقد أن هناك تدني في الثقافة لدى فئة من الفنانين الحاليين، ومن النادر أن تجد لأحدهم موقفاً إنسانياً يذكر، مقارنة بأجيال سابقة، أو كثير من الفنانين الأجانب الذين يتصدرون الواجهة في القضايا الإنسانية والدولية الكبرى، وينصهرون مع الناس في الأزمات والمواقف الصعبة..
لست بصدد الحكم على الفنان محمد رمضان أو أعماله، أو اتهامه بأنه مصدر رئيس لانتشار العنف في أوساط المراهقين والشباب!
وبغض النظر أنني -كقانوني- ضد شريعة الغاب، وأرفض مبدأ القصاص باليد، لكن قناعة البعض خصوصاً من الشخصيات العامة بأنهم فوق القانون، هي التي تدفع الناس -مثل الشاب الذي صفعه رمضان-  للرد مباشرة على أي إساءة أو اعتداء، 
وفي هذه الحالة سيغيب القانون تماماً، وسنجد أنفسنا أمام مشهد، صفعة بصفعة والبادئ أظلم! 
 

search