بعد عطل مايكروسوفت.. تأثير استخدام "كراود سترايك" على مصر

عطل غير مسبوق أصاب خدمات مهمة في دول عدة بشلل وحالة من الفوضى، بينها شركات طيران وبنوك ووسائل إعلام، بسبب تضرر خدمات شركة "كراود سترايك" المزود الرئيسي لخدمات الأمن السيبراني.

الحكومة المصرية، أكدت على لسان رئيس الوزراء ووزيري الاتصالات والطيران، عدم تضرر أي من خدماتها لأي ضرر نتيجة العطل التقني، ما طرح سؤالا عن السبب وراء نجاة القاهرة من “الشلل الكبير”.   

يقول خبير أمن المعلومات، المهندس أحمد طارق، إن العطل التقني الذي أصاب العالم اليوم الجمعة، من الممكن أن يؤثر على الأنظمة التقنية في مصر في حال استخدامها نظام “كراود سترايك” أو عند مواجهة التحديث الأمني.

أوضح خبير أمن المعلومات في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن ما حدث اليوم أن شركة مايكروسوفت العالمية أصدرت تحديثا خاصا بنظامها للتشغيل “ويندوز”، آمنته لها نظام “كراود سترايك” للأمن السيبراني، وعليه كل جهاز يعمل على نظام التشغيل ذلك واستهدفه التحديث تعرض للعطل.

تعارض في الأنظمة

شرح طريقة حدوث هذا العطل بأن هناك تعارض حدث بين نظامي “مايكروسوفت” و"كراود سترايك"، ما أدى إلى ظهور الشاشة الزرقاء في جميع أنظمة التشغيل ويندوز في المطارات والمستشفيات والقطاعات الخاصة، وأدى إلى هبوط أسهم الشركتين وتكبدهم خسائر تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.

أضاف أنه لا يوجد نظام تشغيل آمن بنسبة 100%، وفي حال حدوث اختراق أو هجمة سيبرانية داخل أنظمة التشغيل سيشهد العالم أكبر عطل تقني في تاريخه، قد يؤدي إلى خسائر بتريليونات الدولارات، موضحا أن الأعطال التي تصيب الأنظمة العالمية تكون في الأغلب ناتجة عن اختراقات أمنية أو أعطال فنية مقصودة.

بداية الأزمة عند تحديث برمجي أمني أجرته شركة الأمن السيبراني الأمريكية “كراود سترايك”، ما تسبب في عطل بنظام التشغيل "ويندوز" الخاص بـ"مايكروسوفت، وفق تصريحات خبراء في مجال التكنولوجيا إلى صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتعرضت أسهم الشركتين اللتين أصابتا العالم بشلل اليوم إلى خسائر فادحة وصلت إلى عشرات المليارات من الدولارات، وفقًا لبيانات بورصة نيويوروك في جلسة ما قبل الافتتاح.

وقالت شركة "كراود سترايك" الأمريكية، في بيان مقتضب، إنها على علم بالعطل الذي ضرب نظام التشغيل “Windows” من “Microsoft”، موضحة أنها بدأت بالفعل حل المشكلة وإرسال تحديثات يمكن من خلالها استعادة الخدمة.

أما "مايكروسوفت" أعلنت صباح اليوم، أن غالبية خدماتها السحابية بدأت تعود تدريجيا للعمل بصورة طبيعية، بعد الخلل العالمي الذي واجهته في وقت مبكرة من صباح اليوم، موضحة أن الخلل أدى إلى فشل في عمليات إدارة بعض خدماتها والاتصال أو توفر الخدمات. كما أشارت إلى أن مجموعة صغيرة من خدماتها لاتزال متأثرة وجار العمل على حلها.

خسائر بالمليارات

وتكبّدت شركات الطيران والبنوك ووسائل الإعلام نتائج ما حدث لـ مايكروسوفت وكراود سترايك، حيث طلبت هيئة الطيران الأمريكية، من كل الرحلات الجوية، الهبوط بسبب خلل تقني بالحواسيب، وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أنه تم تعليق الرحلات الجوية في مطار برلين بسبب مشكلة فنية.

رويترز قالت إن الأزمة أدت إلى تعطل تداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة، كما توقف العمل في النظام الطبي في بريطانيا بسبب مشاكل في أنظمة العمل، بالتزامن مع إعلان قناة سكاي نيوز البريطانية التوقف عن البث المباشر.

من جانبها، قالت الخطوط الجوية التركية اليوم، إنها تواجه مشكلات في أنظمة الحجز وتسجيل وصول الركاب وإصدار التذاكر، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أجهزة الكمبيوتر والخوادم تعطلت في وزارة الصحة ومستشفى شيبا وصندوق المرضى "كلاليت".

وفي أول تعليق من وزارة الطيران المدني لـ"تليجراف مصر" قال مصدر مسؤول إن الخلل التقني الذي أصاب العالم اليوم بسبب عطل واجه شركة الأمن السيبراني لم يؤثر نهائيًا على حركة الطيران في مصر، لافتا إلى أن عطل “مايكروسوفت” في سيرفرات لها علاقة بأوروبا فقط، ومصر لم تتأثر به على الإطلاق.

خلية أزمة

وأكدت الوزارة في بيان لاحق لها أن جميع المطارات المصرية تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، ولم تتأثر أي رحلات مغادرة من الأراضي المصرية طبقًا لجدول تشغيل الرحلات المقررة لها، وسوف يتم الإعلان عن أى مستجدات للموقف بشكل دورى.

وجاء قرار رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، بتشكيل خلية أزمة من الوزارات والجهات المعنية للوقوف على تأثيرات وتداعيات هذه الأزمة والتعامل معها.

وتابع مدبولي، الأعطال التقنية العالمية التي تسببت في مشاكل أثرت على عدد من البلدان بما في ذلك المطارات وشركات الطيران ووسائل الإعلام والبنوك.