الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

05:34 ص

اغتيال إسماعيل هنية.. معادلة سياسية جديدة برعاية واشنطن

إسماعيل هنية

إسماعيل هنية

حبيبة وائل

A A

سلطت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الضوء مجددا على المشهدين الإقليمي والدولي، حيث من المتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على مسار المفاوضات المعقّدة بين حماس وإسرائيل، إضافة إلى تداعياتها المحتملة على الحرب في قطاع غزة. 

تداعيات الاغتيال على المفاوضات والحرب في غزة 

يرى محللون ومراقبون أن اغتيال هنية سيزيد من تعقيد وجمود المباحثات بين إسرائيل وحماس، ما يعطل الإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر، ويزيد من تأزم الوضع في المنطقة؛ وفقا لما نشرته شبكة "سكاي نيوز".  

وأضاف محللون أنه على الرغم من أن الردّ على الاغتيال قد يكون محدودًا، سواء من حماس أو إيران عبر وكلائها في المنطقة، فإن المشهد يبقى متوتراً.  

اغتيال هنية 

وأعلنت حركة حماس، صباح اليوم الأربعاء، اغتيال هنية إثر "غارة إسرائيلية" على مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان. 

قال الحرس الثوري الإيراني إنه يدرس أبعاد حادثة مقتل هنية، وسيعلن نتائج التحقيق لاحقًا. 

ردود فعل من حماس 

 اعتبر موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، أن اغتيال هنية "عمل جبان لن يمر سدى"، في حين صرح القيادي بالحركة سامي أبو زهري: "نخوض حربًا مفتوحة لتحرير القدس وجاهزون لدفع مختلف الأثمان". 

التصريحات الإسرائيلية 

 اعتبر وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، اغتيال هنية "الطريقة الصحيحة لتطهير العالم"، بينما طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم التعليق على الحادث. 

اغتيالات متزامنة وضوء أخضر 

يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إلى أن تنفيذ إسرائيل لعمليتي اغتيال في قلب لبنان وإيران يدل على حصول نتنياهو على الضوء الأخضر من واشنطن لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة، فقد تم اغتيال هنية في طهران بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية من بيروت؛ بحسب ما نشرته شبكة “سكاي نيوز”.

التوقعات المستقبلية 

توقع الرقب أن اغتيال هنية سيجمد مفاوضات الصفقة بين إسرائيل وحماس، مرجحًا ألا تصل الأطراف إلى اتفاق قبل إعلان الفائز بالانتخابات الأمريكية، مضيفًا أن هذا ما يرغب فيه نتنياهو. كما لا يتوقع ردًا مباشرًا من إيران، مشيرًا إلى أن الرد إن حدث سيكون عبر إحدى أذرعها كـ حزب الله. 

وجهة النظر الإسرائيلية 

من جانب آخر، يرى المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، أن اغتيال هنية يعني استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق أهداف إسرائيل بتفكيك القدرات العسكرية والسياسية لحماس والإفراج عن جميع المختطفين، ومنع شن هجمات من غزة على إسرائيل مجددًا. 

من واشنطن، ترى الخبيرة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا توسكرمان، أن اغتيال هنية يضع مزيدًا من الضغط على قادة حماس ليكونوا أكثر تساهلاً خلال المفاوضات، موضحة أن العملية تمثل تحولًا مهمًا في مسار حرب غزة، حيث أصبح دعم حماس أكثر تكلفة وصعوبة. 

أما بالنسبة لإيران، فقد أظهر الهجوم بوضوح "ضعفها الداخلي واختراقها الأمني، مما يدفعها إلى التفكير ملياً قبل مواجهة إسرائيل بشكل مباشر"، حسبما أفادت الخبيرة الأمريكية.

search