الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:36 ص

اغتيالان وتوعد.. هل ينفلت الصراع المرير بالشرق الأوسط إلى حرب إقليمية؟

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

A A

اُغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب ما أعلن الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، في تصعيد خطير يعمّق المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ويعتبر إسماعيل هنية ثاني زعيم لجماعة مسلحة مدعومة من إيران يغتال خلال الأيام الأخيرة، إذ يمثل موته ضربة قوية لـ"حماس"، حيث يقضي على أبرز شخصياتها العامة، الذي ترأس العمليات السياسية للجماعة أثناء إقامته في الخارج.

واتهمت "حماس"، في بيان لها، إسرائيل باستهداف هنية ومرافقه في "غارة" على مكان إقامته في طهران، عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد الثلاثاء.

جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إنه لا يستجيب للتقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية، على الرغم من أن كبار المسؤولين تعهدوا في وقت سابق القضاء على حماس وقيادتها ردًا على الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر. 

غير أن موقع "ynet" الإسرائيلي، أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقد اليوم الأربعاء اجتماعا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في أعقاب الاغتيالين، و"يجري تقييمًا للوضع".

اغتيال فؤاد شكر 

وعلى النقيض من ذلك، أكدت إسرائيل أنها نفذت ضربة في بيروت بلبنان أمس الثلاثاء أسفرت عن مقتل أكبر قائد عسكري لحزب الله، الذي أشار إليه بأنه المتسبب في هجوم مميت في  مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل. 

وكان اغتيال فؤاد شكر هو التصعيد الإسرائيلي الأكثر خطورة منذ بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر.

ولم يتضح على وجه التحديد متى قُتل هنية، الذي كان محاوراً رئيسياً مع الوسطاء المصريين والقطريين في المحادثات الجارية بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. 

وأدى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان اليمين الدستورية يوم الثلاثاء، ونشرت حماس صوراً في نفس اليوم لهنية وهو يلتقي مسؤولين إيرانيين في طهران.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية (إرنا) إن الضربة وقعت في حوالي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي باستخدام "قذيفة موجهة جواً". 

وقالت وكالة فارس التابعة للدولة الإيرانية إن هنية كان يقيم في أحد المساكن الخاصة للمحاربين القدامى في شمال طهران.

حرب إقليمية محتملة

تأتي الجريمة في وقت عصيب للغاية بالنسبة للشرق الأوسط، مع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، مما يهدد بتوسع الصراع إلى حرب إقليمية أوسع، مع استمرار حماس في قتال جيش دولة الاحتلال الإسرائيلي في غزة وسط أزمة إنسانية كارثية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، إن عملية اغتيال هنية "لن تمر سدى"، فيما وصفها المسؤول الكبير في حماس سامي أبو زهري بأنها "تصعيد خطير".

التأثير على محادثات الرهائن؟

وقال البيت الأبيض إنه اطلع على تقارير عن وفاة هنية، لكنه رفض التعليق على الأمر على الفور، بحسب متحدث باسمه. 

وأثناء سفره إلى الفلبين، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه لا يعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط أمر لا مفر منه، ولكن إذا تعرضت إسرائيل لهجوم فإن الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عنها.

وسيكون هنية ثاني زعيم كبير في حماس يُقتل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. ففي يناير، أعلنت الحركة أن نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري قُتل في غارة جوية إسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت.

وكان العاروري يُعتبر أحد الأعضاء المؤسسين للجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام.

ولكن الجماعة تمكنت من الصمود في وجه مقتل زعماء رئيسيين آخرين من قبل، بما في ذلك مقتل مؤسسيها الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي اللذين قتلا في غضون أسابيع في عام 2004.

لماذا اغتيل هنية؟ 

وقال المحلل السياسي والخارجي في شبكة CNN باراك رافيد، إن الحكومة الإسرائيلية ترى أن هنية هو أحد المسؤولين عن هجمات حماس في السابع من أكتوبر، ورغم أنه ليس ذا أهمية عسكرية فإن وفاته "سيكون لها تأثير كبير" على المفاوضات الجارية بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار.

وقال الحرس الثوري الإسلامي، الجناح النخبوي في الجيش الإيراني، إن وفاة هنية قيد التحقيق وسيتم الإعلان عن النتائج في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، وفقا لوسائل إعلام رسمية إيرانية.

وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال هنية ووصفه بأنه "عمل جبان وتطور خطير"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) الأربعاء.

ودعا جماهير وقوى الشعب إلى التوحد والصبر والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي"، بحسب وكالة "وفا".

الانتقام واجب 

المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، قال إن من "واجب إيران الانتقام لحادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية المريرة والصعبة".

وأضاف خامنئي في بيان: "التحق قائد المجاهدين الفلسطينيين الشجاع والبارز السيد إسماعيل هنية بلقاء الله فجر الليلة الماضية. لقد قام النظام الصهيوني المجرم والإرهابي باستشهاد ضيفنا العزيز في بيتنا وأحزننا، لكنه أعد لنفسه أيضا عقوبة قاسية".

ولم يكن تهديد خامنئي بالانتقام لهنية الأول من جانب طهران، حيث قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن طهران ستجعل "المحتلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة".

وأضاف بزشكيان، وفق وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن بلاده "ستدافع عن كرامتها وسلامة أراضيها".

من هو إسماعيل هنية؟

ولد هنية، 62 عاماً، في مخيم للاجئين بالقرب من مدينة غزة، وانضم إلى حماس في أواخر الثمانينيات أثناء الانتفاضة الأولى.

ومع نمو قوة حماس، ارتقى هنية في الرتب - حيث تم تعيينه كجزء من "قيادة جماعية" سرية في عام 2004. وبحلول عام 2017 أصبح رئيس المكتب السياسي للحركة.

وعلى مدى سنوات، شارك في محادثات السلام مع  الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ، واجتمع مع زعماء عالميين آخرين بما في ذلك أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والدبلوماسي الصيني وانغ كيجيان في وقت سابق من هذا العام.

وفي أبريل الماضي، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى مقتل ثلاثة من أبناء هنية وأربعة من أحفاده، بحسب حماس.

وفي ذلك الوقت، أصر هنية ـ الذي كان يقيم في قطر ـ على أن مقتلهم لن يؤثر على وقف إطلاق النار الجاري والمحادثات المتعلقة بالإفراج عن الرهائن.

وأضاف "من يظن أن استهداف أبنائي خلال مفاوضات المفاوضات وقبل الاتفاق على أي اتفاق سيجبر حماس على التراجع عن مطالبها فهو واهم".

search