الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:11 ص

اعتقال 20 ضابطًا.. "الحرس الثوري" متورط في اغتيال هنية

أحد صواريخ الحرس الثوري الإيراني

أحد صواريخ الحرس الثوري الإيراني

جاسر الضبع

A A

اعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 20 شخصاً، بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها الجيش في طهران، بعد خرق أمني "ضخم ومهين" أدى إلى اغتيال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية، وفقاً لمصادر مطلعة على التحقيق.

اعتقالات رفيعة المستوى

بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، جاءت الاعتقالات رفيعة المستوى بعد مقتل هنية، الذي كان يقود المكتب السياسي لحماس في قطر، وكان يزور طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وأقام في دار الضيافة، شمال طهران.

وقال مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، إن “التصور بأن إيران لا تستطيع حماية أرضها ولا حلفائها الرئيسيين، قد يكون قاتلاً بالنسبة للنظام الإيراني”، وفقا لما نشره موقع “سكاي نيوز”.

الحرس الثوري يحقق

تولت وحدة الاستخبارات المتخصصة في التجسس التابعة للحرس الثوري التحقيق، وتسعى لملاحقة المشتبه بهم على أمل الوصول إلى أعضاء فريق الاغتيال الذي خطط ونفذ عملية القتل، وفقاً لمسؤولين إيرانيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية التحقيقات.

وأكد الحرس الثوري في بيان له أن "نطاق وتفاصيل هذا الحادث قيد التحقيق وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب". ولم يعلن الحرس الثوري حتى الآن عن أي تفاصيل عن الاعتقالات أو عن التحقيق في الانفجار، ولكنه تعهد بالانتقام الشديد، كما فعل المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أصدر أمرًا بضرب إسرائيل رداً على ذلك.

ردود فعل قوية

أوضح التقرير أن شدة ونطاق تحقيق الحرس الثوري يكشفان عن مدى الصدمة التي سببتها عملية الاغتيال لقيادة البلاد.

وقال ساسان كريمي، المحلل السياسي في طهران، في مقابلة هاتفية: "إن هذا الخرق الأمني يتطلب سياسات واستراتيجيات مختلفة؛ فقد يكون ذلك عن طريق اعتقال الجواسيس إذا كان هناك تسلل، أو الانتقام إذا تم تنفيذ العملية من خارج الحدود، أو مزيج من الاثنين".

تفاصيل أمنية حساسة

قبل أيام قليلة من اغتيال هنية، قال وزير الاستخبارات الإيراني، سيد إسماعيل الخطيب، لوسائل الإعلام المحلية إن إيران “فككت ودمرت شبكة من المتسللين من الموساد الذين كانوا يغتالون كل يوم بعض علمائنا ويخربون منشآتنا الرئيسية”.

بعد الهجوم، داهمت عناصر الأمن الإيرانية مجمع دار الضيافة التابع لقوات الحرس الثوري، حيث كان يقيم هنية بشكل متكرر، ووضعوا جميع أفراد طاقم دار الضيافة تحت الإقامة الجبرية، واعتقلوا بعضهم، وصادروا جميع الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف الشخصية.

إجراءات أمنية جديدة

كما استجوب فريق من العملاء كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين المسؤولين عن حماية العاصمة، ووضعوا عدداً منهم قيد الاعتقال حتى اكتمال التحقيقات. وقاموا بتمشيط مجمع دار الضيافة، وفحصوا كاميرات المراقبة التي يعود تاريخها إلى أشهر، وكذلك قوائم الضيوف.

تمركز عملاء الأمن في مطارات طهران الدولية والمحلية، وفحصوا أشهراً من اللقطات التي التقطتها كاميرات من صالات الوصول والمغادرة، وفحصوا قوائم الرحلات الجوية.

قال مسؤول في الحرس الثوري، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه لم يكن على علم بالاعتقالات، لكنه أكد أن البروتوكولات الأمنية قد تم إصلاحها بالكامل في الأيام الأخيرة لكبار المسؤولين، وتم تغيير تفاصيل الأمن لهم، وكذلك المعدات الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة، وأشار إلى أن بعض كبار المسؤولين تم نقلهم إلى مواقع أخرى.

search