الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:24 ص

بلال وزميلته .. وثانوية الرعب!!

بلال، يا وجع القلب على بلال!
شاب في عمر الزهور 19 عاماً، ألقى نفسه من الطابق السادس ليموت على الفور خوفاً من رد فعل والده الذي هدده قبل الحادث مباشرة من عواقب فشله في الثانوية العامة!!

بلال بحسب شهود عيان أبلغوا "تليجراف مصر" كان مريض سرطان، وتعافى منه بعد خضوعه للعلاج في مستشفى 57357،  وأصيبت والدته بجلطة ونقلت إلى المستشفى بعد وفاة ابنها مباشرة!!

لعنة الله على من رسخ تلك الثقافة في الشعب المصري.. ثقافة أن الثانوية العامة هي نهاية المطاف، وأول النجاح وآخره!

في رقبة من؟!

بلال، وتلك الفتاة التي أشعلت في جسدها النار بمحافظة الغربية، لتعيش بقية حياتها في جحيم حقيقي، فالحروق التهمتها بنسبة 90%، والآن لا هي حية ولا ميتة، وهذا كله بسبب رعبها من نتيجة الثانوية العامة!!!!

يا الله! هذه الابنة الصغيرة لم تمنح نفسها حتى فرصة التأكد من النتيجة، واستعجلت الإخفاق، وليته إخفاق، وليت الأمر يستحق ما فعلته بنفسها!

لا شك ان هناك مقدمات غبية ومتخلفة قادت إلى تلك النتائج، منها في ظني أن هذه الفتاة خافت من ردود أفعال ذويها، لأن اختارت نهاية أكثر بشاعة بالتأكيد من الرسوب وليس مجرد الحصول على مجموع متدنٍ!

تماماً مثلما حدث لبلال، فقد كتب نهايته بنفسه بعد أن تعرض لترويع وتهديد، لا يتناسب مع سنه الصغير!
كيف يقتنع الآباء أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف؟!

مئات من النماذج الناجحة، بل تلك التي اثبتت تفوقاً عظيماً في حياتهم، أخفقوا بشكل أو بآخر في حياتهم الدراسية، لأن هناك وجوه كثيرة للنجاح، فالرياضي المبدع المتفوق في مجاله مثل فخرنا محمد صلاح، لم يكن الأفضل دراسياً، وهذا مبرر ومفهوم!

وعبقري مثل الملياردير بيل جيتس لم ينل شهادة جامعية من الأساس، ومثله مارك زاكبرج الذي أصاب العالم بلوثة اسمها فيس بوك.

ولكم أن تتخيلوا أن نجم عالمي مثل الممثل مارك والبيرج، ارتكب جريمة سرقة في سن 13 عاماً، وقبض عليه، وترك المدرسة، وها هو الآن ثروته تتجاوز 150 مليون جنيه استرليني بعد أن تفوق في مجال التمثيل، وصار أحد نجوم الصف الأول في هوليود، ومن النماذج التي يجب أن نتوقف عندها كثيراً حتى نستوعب الحكمة من هذا الحديث، النجم العالمي براد بيت، فقد التحق بالجامعة ودرس الصحافة، وقبل أسبوعين فقط من الحصول على شهادته الجامعية، ترك الجامعة وقال "لقد حان وقت التخرج الآن بالنسبة لي، لن أستكمل تلك الدراسة، وتوجه إلى التمثيل، .. أفلا تعقلون يا "مدمني الشهادات"!!

وسأحكي لك قصة أخرى، تخص شخصاً أعرفه، رجل تحمل مسؤولية تربية أبنائه، ومن بينهم ابن زوجته التي أهملته وهجرته هو وابنها من رجل آخر، لكن لدماثة خلقه ربى الولد، بل أنه كان الأقرب إلى قلبه، وساعده على النبوغ والتفوق حتى التحق بالجامعة ودرس القانون في إحدى الدول الأوربية التي ينتمي إليها.

وقبل أشهر من تخرجه والانطلاق إلى حياته العملية كمحام في بلد تقدر هذه المهنة كثيراً، صدم والده بأنه لا يريد استكمال دراسته، ولا يرغب في العمل كمحام.

وكاد الرجل أن يجن، فقد سهر وتعب وأنفق عليه كثيراً حتى يلتحق الولد بالجامعة، وربما لا تعلمون أن تكلفة الدراسة الجامعية في أوروبا والولايات المتحدة كبيرة للغاية، لكنه استسلم في النهاية لرغبة ابنه غير البيولوجي!

وما هي النتيجة، تحول الشاب للعمل كنجار أثاث، هل تصدقوا هذا يا "بتوع الشهادات" نجار أثاث!! والآن يملك مصنعين وشركة كبيرة لتجارة الأثاث، ولديه ثروة كبيرة..

كفاكم هوساً بالوهم، كفاكم عبودية لشهادة قد تنتهي بصاحبها إلى الجلوس مع أقرانه من حاملي الشهادات على مقهى دون شغلة أو مشغلة!

أنقذوا أبناءكم من هذه التجربة المرعبة، أخبروهم أنها سنة دراسية مثل غيرها، واعملوا على تأهيلهم لسوق عمل تستقطب الفنيين أكثر من حاملي الشهادات، خصوصاً تلك التي لا تسمن لا تغني صاحبها!

أنا أكتب إليكم من الإمارات، التي تعد أكثر أسواق العمل جاذبية للكفاءات المختلفة، ولا أريد أن أصدمكم بفرص حاملي شهادات تقدسونها وتوقرون أصحابها!

كفانا تخلفاً وتدميراً لنفسية أبنائنا، واعتبارهم مشروعات العمر التي ننجز من خلالها ما فشلنا في تحقيقه شخصياً!
يا وجع القلب عليك يا بلال أنت وزميلتك!

search