الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:38 م

"ولا في الأفلام".. شاب لمحكمة المنصورة: "أنا المتهم والقاتل بريء" (فيديو)

محمد المتهم "البريء"

محمد المتهم "البريء"

داليا أشرف

A A

من قلب الدائرة الثانية الاستئنافية بمحكمة جنايات المنصورة بمحافظة الدقهلية، ووسط همهمة الحضور قبيل لحظات من بدء جلسة الحكم على المتهم الماكث داخل القفص الحديدي، منتظرًا العقوبة التي يحددها القاضي، نادى شخص من بعيد: "يا سيادة الريس أنا عايز أتكلم.. محمد مقتلش.. أنا اللي قتلت".

جلسة الاستئناف

مفاجأة بالقطع غير متوقعة؛ ارتفعت على إثرها أصوات الهمهمة بين الحضور الذين اندهشوا من اعتراف المذنب الحقيقي، حيث تحولت مجريات جلسة الاستئناف على الحكم الصادر بحق صيدلي بالسجن المؤبد في اتهامه بسحل وقتل سائق، إلى منعطف آخر غيّر كافة مجريات القضية.

الدائرة الثانية الاستئنافية بمحكمة جنايات المنصورة

في تمام الساعة الحادية عشر، بدأت الدائرة الثانية الاستئنافية بمحكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار ممدوح أحمد عبد الدايم عملها، وبمجرد نداء الحاجب "محكمة"، بدأ نظر الاستئناف المقدم من المتهم "محمد.أ.ع" طبيب صيدلي، إذ حُكم عليه بالمؤبد لاتهامه بقتل "السيد.م.ع" مع سبق الإصرار.

تفاصيل الواقعة التي تعود لشهر أغسطس من العام الماضي، إلى وقوع مشادة كلامية بين الطرفين نتيجة لحادث سير، وتعلق الضحية بالسيارة التي يقودها المتهم، لذلك لاذ الآخر بالفرار بشكل عشوائي وبسرعة عالية لإسقاط المجني عليه، إلى أن صُدم في كتلة خرسانية موجودة على جانب الطريق، فأُصيب إصابة بالغة أودت بحياته، وفقًا لأمر الإحالة الصادر من النيابة العامة.

وأحال المستشار محمد هاشم المحامي العام لنيابة شمال المنصورة، المتهم "محمد" محبوس في القضية التي حملت رقم 7252 لعام 2023 جنايات الستاموني المقيدة برقم 2416، لاتهامه بالقتل عمدًا، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام في القانون.

ظهور المتهم الحقيقي

القضية كانت تسير بشكل طبيعي، إلى أن ظهر "حسام" وهو ابن عم المتهم الصيدلي، والذي ألقى بكلمات قلبت موازين الحُكم والجلسة كافة، حيث طالب القاضي بوضعه مكان الطبيب ومحاكمته لأنه المتهم الحقيقي، ولا ينام من عذاب ضميره.

"أنا المتهم الحقيقي ومحمد ميعرفش حاجة عن الحادثة"..هكذا بدأ حسام في الإدلاء باعترافاته أما هيئة المحكمة، بعد أن عرّف نفسه بأنه يبلغ من العمر 31 عاما ومقيم بقرية جوجر، ثم بدأ في سرد تفاصيل الواقعة.

وقال المتهم الحقيقي، إن الصيدلي ليس له علاقة بالتهمة الملصقة إليه، بل هو من قام بالحادث وتسبب في وفاة المجني عليه، بعد أن استأذن من المتهم المظلوم بأخذ سيارته ليسافر إلى "جمصة"، وخرج بها هو و4 من أصدقائه، لكنه افتعل حادث وصدم سيارة المجني عليه.

واقعة المنصورة الحقيقية

بعد أن صدم "حسام" سيارة ضحيته "السيد" حاول أن يلوذ بالفرار، لكنه تفاجأ بتشبث المجني عليه بالسيارة، ومن شدة خوفه أصبح يقود السيارة بشكل عشوائي وجنوني، فاصطدم جسم الضحية بكتلة خرسانية وتوفي إثر ذلك، دون أن يعلم المتهم الحقيقي بوفاته.

وعن كيفية القبض على الطبيب محمد بدلًا منه، تابع المتهم حقيقة الواقعة وقال، إنه عاد مسرعًا إلى محمد، وأعطاه سيارته وأخبره بالحادث دون أن يذكر أي تفاصيل، فاعتبرها محمد حادثة عادية، حتى فوجئ بالمباحث تضع "الأساور الحديدية" حول يديه، وتتهمه بقتل "السيد" لأنه صاحب السيارة، وبالتالي هو القاتل الذي يجب أن يُقدم للعدالة.

تبرئة المتهم

مر عام كامل وحسام، يعيش بعذاب الضمير، ووصف أنه لم يستطع حتى أن يقضي يومه العادي، إلى أن علم أن ابن عمه أقدم على استئناف الحكم بالمؤبد، وعندها قرر تسليم نفسه وتبرئته من التهمة الموجهة إليه ظلمًا.

وعليه قررت الجنايات الاستئنافية حبس المتهم "حسام" بدلًا من الطبيب الصيدلي بعد ورود أدلة جديدة، في القضية.

search