الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:56 ص

"حارسات الحجاب".. وجه إيران القبيح تحت رداء الفضيلة

رؤيا حشمتي

رؤيا حشمتي

أحمد سعد قاسم

A A

أصبحت قضية ارتداء الحجاب في إيران واحدة من أبرز القضايا المحورية هناك، فلا يكاد يمر عام إلا ونسمع في طهران عن عقوبة إعدام أو جلد لإحدى النساء بسبب عدم ارتدائها للحجاب، ويصل الأمر أحيانًا إلى الملاحقة والتصفية الجسدية.

ولا تزال الأحداث في الجمهورية الإسلامية ملتبهة بسبب ما لاقته المواطنة الإيرانية رؤيا حشمتي، من عقوبة الجلد التي نفذّتها السلطات الإيرانية، الأربعاء الماضي، وهو ما أثار غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

رؤيا حشمتي

اقتحام المنزل

محامي رؤيا حشمتي، ذكر لصحيفة “شرق” الإيرانية، أن موكلته جرى اعتقالها من منزلها في أبريل 2023، من قِبل ما يعرف بـ"شرطة الأخلاق"، التي اقتحمت هاتفها وحاسوبها المحمول واحتجزتها لمدة 11 يومًا.

وأضاف أنه في البداية، حُكِم عليها بالسجن 13 عامًا وتسعة أشهر، وغرامة قدرها 112 مليون و500 ألف ريال إيراني  و148 جلدة، لكن مراجعة الحكم خفّضت العقوبة إلى 12 مليون و500 ألف ريال و74 جلدة.

وشاركت حشمتي قصة إدانتها على منصة “إنستجرام”، وحظيت بالكثير من الاهتمام. تقول الفتاة البالغة من العمر 23 عامًا، إنها خلعت حجابها عندما وصلت إلى المحكمة لتلقي عقوبتها، لافتة إلى أنها أُجبِرت على ارتداء وشاحٍ وهي مقيّدة اليدين بالسلاسل، وجرى حبسها في غرفة تشبه غرف التعذيب في العصور الوسطى.

وأوضحت: “جُلِدتُ على الكتفين والظهر والخصر والفخذين والساقين والأرداف”، لافتة إلى أنها حاولت عدم إظهار ألمها أثناء المحنة.

لم تكن قضية حشمتي هي الأصعب ففي أكتوبر الماضي 2023 عاشت طهران واقعة أشبه بواقعة وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني

 

 أرميتا جيراوند

مواجهة عنيفة

وكالة “ميزان” للأنباء، التي ترتبط بشكل وثيق بالنظام القضائي الإيراني، قالت إن رؤيا حشمتي انخرطت في سلوك غير لائق. كما أشارت إلى أنها كانت حاضرة في ظروف غير مناسبة للغاية في شوارع طهران. ربما يشير مصطلح “الظروف غير الملائمة” إلى صورة تظهرها وهي تمشي في شوارع طهران من دون ارتداء وشاح، وهي ترتدي قميصًا بأكمام قصيرة وتنورة طويلة.

لم تكن قضية حشمتي هي الأصعب، ففي أكتوبر 2023، شهدت طهران واقعة أشبه بواقعة وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، حيث لاقت أرميتا جيراوند (17 عامًا)، حتفها في 29 أكتوبر 2023 بعد غيبوبة استمرت 28 يومًا، وذلك بعد مواجهة عنيفة مع حارسات الحجاب وشرطة الأخلاق الإيرانية، بسبب قانون انتهاك الحجاب في البلاد.

ويتقاضين راتبا شهريا يبلغ “12 مليون تومان” وهو مبلغ ضخم مقارنة بمستوى الأجور في البلاد،

 

ثلاث من حارسات الحجاب

رواتب حارسات الحجاب

حارسات الحجاب هو اسم يُطلق على عناصر أمنية من النساء عيّنتهم بلدية طهران في أغسطس 2023، وفي شكل أولي أصبح عددهم 400 عنصر مهمتهن الإشراف على التزام النساء بالحجاب الإجباري في محطات مترو الأنفاق والشوارع العامة.

ووفقًا لصحيفة “فيراز” الإيرانية، فإن هؤلاء الحارسات “خضعن لتدريب” وتم تعيينهن من قبل شركة “حاميان شهر” الخاصة ببلدية طهران. وتتقاضى الواحدة منهن راتبًا شهريًا يبلغ "12 مليون تومان” - التومان هو عشرة أضعاف الريال - وهو مبلغ ضخم مقارنة بمستوى الأجور في البلاد، وتقتصر صلاحيات “حارسات الحجاب” على إصدار تحذيرات شفوية ومنع المخالِفات من استخدام المترو وتسليمهن إلى “شرطة الأخلاق” في حال “المقاومة”.

وفي حال حدوث أي تصادم مع المواطنين، يتم إيقافهن عن العمل على الفور، وهو ما لم يحدث رغم الجرائم المرتكبة في حق المواطنين.

شرطة الأخلاق

و"شرطة الأخلاق" أو “غشتي إرشاد” هي وحدة تابعة للشرطة الإيرانية، مسئوليتها تطبيق قوانين الزي الإسلامي على النساء والفتيات في الأماكن العامة. وبناء على القواعد، يجب على النساء والفتيات في إيران ارتداء الحجاب ورداء واسع يُسمى “الشادور”.

ويبدأ الحجاب الإلزامي للفتيات من سن السابعة، وأعربت مجموعات من المقاومات الإيرانيات عن رفضهن لقرار حارسات الحجاب، وفي بيان صادر عن لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أكدن أن هذا الراتب الباهظ هو ثمن لقمع المرأة من قبل السلطات الإيرانية.

في حين أن الأجر الشهري الأدنى للعمّال في عام 2023 لا يتجاوز خمسة ملايين تومان، ودعت اللجنة في بيانها إلى مواجهة الإجراءات القمعية التي تستهدف النساء والفتيات وإدانة هذه السلوكيات".

search