الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:44 م

"لا طفولة في غزة".. نيويورك تايمز: قصص مرعبة للصغار قبل الإبادة

طفل فلسطيني شهيد

طفل فلسطيني شهيد

خاطر عبادة

A A

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء على حياة أطفال غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع، مستشهدة بقصة الطفل خالد، الذي فقد جميع أفراد عائلته، وفي غضون أشهر، استشهد هو الآخر، عن عمر 9 سنوات.

الطفل خالد يودع أسرته 


لا طفولة في غزة


وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقريرها بعنوان "لا طفولة في غزة"، إن قصة الطفل خالد جودة، تلخص مأساة أطفال غزة الذين يشهدون أحداثا مهولة ويعيشون قصصا قصيرة مرعبة ويواجهون مخاطر الموت في كل لحظة ودقيقة بسبب الغارات العشوائية للعدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة.


وروت الصحيفة الأمريكية، قصة الطفل الشهيد خالد، الذي تعرض في بداية حرب غزة لخسارة لا يمكن تصورها، حين استشهدت والدته ووالده وشقيقه الأكبر وشقيقته الرضيعة، إلى جانب العشرات من أقاربه، في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم.

وخلال الأشهر التي تلت المأساة، حاول خالد التحلى بالشجاعة، وكان يواسي شقيقه الأصغر تامر، الذي نجا مثل خالد من غارة 22 أكتوبر في العام الماضي، التي قتلت عائلته، لكن تامر، البالغ من العمر 7 سنوات، أصيب بجروح بالغة، حيث أصيب بكسر في الظهر والساق، وكان يعاني من آلام مستمرة.

وسردت التايمز عن "محمد فارس"- عم الطفل خالد، حيث قال:"كان يسكت أخاه دائماً إذا بكي، ويقول له: "ماما وبابا في الجنة.. وماما وبابا سوف يحزنان إذا علموا أننا نبكي بسببهما".


وفي الليل، عندما تستأنف الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على غزة من جديد، كان خالد يستيقظ وهو يرتجف ويصرخ، وفي بعض الأحيان كان يركض إلى عمه من الخوف.


وأضافت الصحيفة: عاش الأخوين خالد وتامر حياة قصيرة ومرعبة، وانتهت عندما ضربت غارة جوية أخرى منزل العائلة الذي كانوا يحتمون فيه في 9 يناير الماضي، مما أسفر عن مقتل خالد وتامر وابنة عمهما البالغة من العمر عامين ندى وثلاثة أقارب آخرين، وفقًا لعضوين في الأسرة.


وداع حزين


ونشرت نيويورك تايمز، صورة لاستشهاد أسرة الطفل بعد غارة أكتوبر مباشرة، وفي ساحة المشرحة حيث كانت العشرات من الجثث الملقاة على الأرض، قبل خالد وجوه والديه وإخوته في وداع أخير حزين، وهو حافي القدمين ويبكي.

وبحسب روايات ثلاثة من أقارب الطفل، استشهد في ذلك اليوم 68 فردًا من عائلة خالد الممتدة وهم نائمون في أسرتهم، وتم دفنهم معًا، جنبًا إلى جنب، في مقبرة جماعية.


بعد نحو شهر من استشهاد والديهما، بقي خالد وتامر مع عمهما فارس في مبنى عائلي آخر في دير البلح، وكان خالد وتامر وندى يخرجون من حين لآخر للعب في الشارع المليء بالأنقاض.


وقال فارس "إنهم أطفال ويحاولون التمسك بطفولتهم. كانوا يلعبون في الخارج في نقاط معينة من الهدوء، ولكن بعد ذلك كانت الغارات الجوية تعيدهم في كثير من الأحيان إلى الوراء وهم يصرخون".


وقال فارس عن خالد: "كان يأتي بسرعة ويختبئ بالقرب مني".. ثم، في التاسع من يناير، انتهت حياة خالد القصيرة للغاية.


وفي حوالي الساعة الثانية صباحاً، وبينما كانت الأسرة نائمة، استهدفت غارة جوية إسرائيلية المنزل الذي كانوا يحتمون فيه، واستشهد خالد وتامر وندى، إلى جانب عمين وجدهما، وعُثر على جثة الجد الذي عاد مؤخراً للعيش معهما في الشارع.


وعلمت صحيفة التايمز بوفاة خالد بعد أشهر، وعندما سئل جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الغارات على منازل عائلة جودة في أكتوبر ويناير لم يقدم أي سبب.

وقال فارس إن عائلته الموسعة لم تكن مرتبطة بأي من الجماعات المسلحة الفلسطينية التي تقول إسرائيل إنها تستهدفها في الحرب في غزة.. وأضاف :"لم يكن لهم أي علاقة بأي شيء".


وتلخص قصتهم مأساة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عشرة أشهر ضد قطاع غزة، على الأطفال، الذين أبصرت أعينهم أهوال الحرب قبل أن يروا نور الحياة.

آلاف الأطفال بين شهداء حرب الإبادة


وشن جيش الاحتلال أعنف عمليات القصف الجوي التي شهدها العالم في هذا القرن على غزة المكتظة بالسكان، وعانى أطفال غزة بشكل لم يسبق له مثيل طوال فترات العدوان، فمن بين عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين استشهدوا، كان هناك ما يقدر بنحو 15 ألف طفل شهيد دون سن الثامنة عشرة، وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة.

وتقدر الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 19 ألف طفل آخرين أصبحوا أيتاماً، ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فقد نزح ما يقرب من مليون طفل.

وقال جوناثان كريكس، المتحدث باسم اليونيسف، "إن غزة تظل المكان الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للأطفال".

ويعيش أغلب الأطفال في منازل مكتظة حيث تتجمع عدة أسر معاً، أو في خيام متداعية تشبه الأفران في حرارة الصيف، وتفتقر إلى المياه الجارية والصرف الصحي، ويعاني الآلاف من سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت جوعاً.


ودعت الأمم المتحدة يوم الجمعة إلى وقف إطلاق النار لمدة أسبوع في غزة للسماح بالتطعيم لمنع تفشي شلل الأطفال، وفي اليوم نفسه، أكدت وزارة الصحة في غزة أول حالة إصابة بشلل الأطفال في القطاع منذ سنوات عديدة.

وقال كريكس إنه عندما زار المنطقة قبل بضعة أشهر، نادراً ما رأى الأطفال يلعبون أو يضحكون، وبدلاً من ذلك، كان يراهم في الغالب يساعدون أسرهم: يحملون جرار المياه من محطات الوقود، ويحاولون العثور على الطعام، ويساعدون في نقل ممتلكاتهم القليلة عندما تشرد الأسرة.

search